زفاف يتحول لدفتر عزاء.. دعوة عرس تحول حياة أسرة مصرية إلى مأساة

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

“محمد الفنجري” بات حديث السوشيال ميديا في مصر، بعد أن وافته المنية، اليوم الثلاثاء، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا الذي حصد في أقل من شهر 3 من أفراد أسرته، الأب والأم والأخ الأكبر، ليلحق بهم مودعا أحبابه بكلمات مؤثرة نعى بها نفسه حيًّا، فكتب” ادعولي.. أنا بموت” ويصير رابعهم ويدمي قلوب المصريين.

تفاصيل المأساة

تعود تفاصيل مأساة أسرة “الفنجري” في محافظة دمياط قبل شهر بعد تلقي الأم دعوة لحضور عرس ابن شقيقها، لتعود من الحفل مصابة بالفيروس المستجد، لتنقل بدورها العدوى، قبل وفاتها، إلى زوجها واثنين من أبنائها، الذين لحقوا بها جميعاً وكان آخرهم الصيدلي “محمد الفنجري”.

في يوم 26 أغسطس الماضي، توفي الأب، سعد الفنجري، متأثراً بإصابته بفيروس “كورونا”، بعدما انتقلت إليه العدوى من زوجته، التي لحقت به في السادس من شهر سبتمبر الجاري، وبعد يومين، توفي الابن الأكبر “ود”، الذي رثاه شقيقه الأصغر “محمد”، بتدوينة على صفحته بموقع “فيسبوك”، قال فيها: “أخويا مات.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. اللهم نحتسب أبي وأمي وأخي من الشهداء.. اللهم اربط على قلوبنا”.

حذر لم يغن من قدر

بحسب الصيدلي الراحل وهو مالك صيدلية بقرية كفر الغاب، التابعة لمركز كفر سعد في محافظة دمياط، في العقد الثالث من العمر. ومن خلال تغريداته عبر حسابه على السوشيال ميديا، فإن أسرته اتبعت كافة الإجراءات الاحترازية منذ ظهور حالات بين أفرادها .

وكتب عبر حسابه على فيس بوك قبل وفاة أمه “أقسم بالله أنا قافل على بيتنا وعيالنا من بداية شهر مارس، المرة الوحيدة اللى أمي الله يشفيها خرجت فيها كانت بعد العيد في فرح ابن أخوها واتعدت من واحدة قريبتها هناك، ومن ثم تم انتقال العدوى لعدد كبير من أفراد العيلة. من وقت بداية ظهور حالات في البيت عندنا ومفيش حد خرج من البيت، ولا تعامل مع حد وقفلنا على نفسنا وتم عزل المصابين والتعامل بطريقة ترضي الله حتى لا نظلم أحدا كما ظلمنا أبويا مات وأمي وأخويا في العناية”.

عظة وعبرة

مأساة هذه الأسرة الدمياطية تركت أثرا كبيرا في نفوس النشطاء والمغردين عبر منصات التواصل الاجتماعي، للحيطة والحذر من التساهل بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي للوقاية من فيروس كورونا.

وتحول وسم “محمد الفنجري” إلى ما يشبه صوان عزاء، عبّر من خلاله النشطاء عن بالغ حزنهم لمصير أسرة الفنجري، والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة.

ربما يعجبك أيضا