زوال إسرائيل خلال عامين.. ماذا وراء تصريحات ترامب المثيرة؟

إسراء عبدالمطلب
ترامب وهاريس يتواجهان في الانتخابات الرئاسية الأمريكية

أشار ترامب إلى وفاءه بالوعد بالحفاظ على أمان أمريكا وضمان استمرار دعم إسرائيل، مكرراً أنه كان ليمنع الهجمات الأخيرة لو كان رئيسًا.


في خضم السباق الرئاسي الأمريكي وتحت أضواء الحملات الانتخابية المتزايدة، أثار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، جدلاً واسعاً بتصريحاته المثيرة حول مستقبل إسرائيل وسلوك الناخبين اليهود.

وركز ترامب هجماته خلال خطابه أمام تجمع يهودي جمهوري الخميس 5 سبتمبر 2024،  على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس والديمقراطيين اليهود، مما زاد من حدة النقاشات حول السياسات الانتخابية والولاءات السياسية.

ترامب وهاريس يتواجهان في الانتخابات الرئاسية الأمريكية

ترامب وهاريس يتواجهان في الانتخابات الرئاسية الأمريكية

إسرائيل ستختفي

حسب مجلة “بوليتكو” الأمريكية، حذر ترامب من أن فوز كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية سيؤدي إلى “نهاية إسرائيل”، مضيفًا أنه إذا فاز الديمقراطيون، فإن إسرائيل ستنتهي، تذكروا ذلك، إذا فازوا، فإن إسرائيل ستختفي، عليكم الخروج للتصويت لترامب في 5 نوفمبر، إذا لم تفعلوا، سيكون الوضع رهيبًا للغاية.

وقال ترامب، الذي انتقد الديمقراطيين اليهود في السابق، إن الناخبين اليهود الذين يدعمون هاريس بحاجة إلى “فحص عقولهم”، مشيراً إلى مخاوف متزايدة من معاداة السامية بعد الهجمات التي وقعت في 7 أكتوبر، واصفًا هؤلاء الناخبين بأنهم يكرهون إسرائيل وأكد أنهم يكرهون كل شيء عن إسرائيل.

الهجمات على الديمقراطيين اليهود

ترامب لم يتوقف عند هذا الحد، بل صعد من هجومه على الديمقراطيين اليهود، ووصف زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الذي يُعتبر من أبرز المدافعين عن إسرائيل، بأنه “عضو فخور في حماس”، وكرر ترامب زعمه بأن هجمات 7 أكتوبر على إسرائيل لم تكن لتحدث لو كان هو في منصب الرئيس، مشددًا على التزامه بحماية إسرائيل وضمان بقائها لآلاف السنين.

وفي ختام تصريحاته، أشار ترامب إلى وفاءه بالوعد بالحفاظ على أمان أمريكا وضمان استمرار دعم إسرائيل، مكرراً أنه كان ليمنع الهجمات الأخيرة لو كان رئيسًا، وتبرز هذه التصريحات التوترات السياسية في السباق الانتخابي، وتعكس المشهد المتوتر حول السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، مما يجعل الانتخابات المقبلة ذات أهمية خاصة في تحديد مسار العلاقات الدولية للولايات المتحدة.

جذب دعم اللوبي الصهيوني

من جانبه، قال أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، الدكتور جهاد أبولحية، في تصريحات لـ “شبكة رؤية الإخبارية”، إن الاستراتيجية التي يتبعها الرئيس الأمريكي، السابق دونالد ترامب، هي محاولة منه لجذب دعم اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، إذ تأتي هذه التصريحات في سياق متزايد من التوتر السياسي حول قضايا الشرق الأوسط وعلاقات الولايات المتحدة بإسرائيل.

وأضاف أبولحية أن ترامب يسعى بوضوح لجذب دعم اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، الذي يلعب دوراً مؤثراً في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لافتًا إلى أن هذا اللوبي يمتلك نفوذاً كبيراً في المجتمع الأمريكي من الناحية السياسية والمالية والإعلامية، مما يجعله لاعباً أساسياً في دعم مرشحي الانتخابات.

تسابق لكسب اللوبي

قال أبو لحية إن كلًا من الجمهوريين والديمقراطيين يتسابقون لكسب تأييد هذا اللوبي من خلال تقديم وعود انتخابية تدعم مصالح إسرائيل وتلبي مطالبها دون شروط، لافتًا إلى أن كل إدارة أمريكية، سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية، تبدي حرصاً شديداً على تلبية مطالب إسرائيل وتوفير الحماية الكاملة لها.

وأشار إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن الحالية حققت مستويات غير مسبوقة من الدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري والمالي لإسرائيل، موضحًا أن بايدن شخصياً زار إسرائيل خلال حرب غزة الأخيرة وترأس اجتماعاً حربياً لضمان تلبية احتياجاتها، فضلاً عن تعطيل إدارته لعمل المؤسسات الدولية التي قد تدين إسرائيل.

السياسة الانتخابية واستراتيجية الدعم

أكّد أبولحية أن التصريحات والاستراتيجيات الحالية للرئيس السابق ترامب وكامالا هاريس تتعلق بشكل أساسي بمحاولة ضمان دعم اللوبي الصهيوني خلال الانتخابات. وقال: “ما يجري الآن بين ترامب وهاريس هو في الأساس محاولة دعائية لضمان الحصول على دعم هذا اللوبي في الانتخابات”.

واعتبر أبولحية أن السياسات التي تتبعها الإدارات الأمريكية المتعاقبة تؤدي إلى تعقيد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرًا إلى أن هذا الدعم اللا مشروط لإسرائيل يأتي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، مما يفاقم من حدة الصراع ويزيد من تعقيد الوضع في المنطقة وفقاً للشرعية الدولية.

ربما يعجبك أيضا