زيارة الملك عبدالله الثاني لواشنطن.. خطاب أردني يحمل قضايا المنطقة

علاء الدين فايق

جدد الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال لقائه ملك الأردن، تأكيد دعمه لحل الدولتين، مشيرًا إلى الدور الحيوي للوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس.


عمّان- وضع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيال الأوضاع السياسية في المنطقة، سيما القضية الفلسطينية.

وأول من أمس الخميس 2 فبراير 2023، بحث الملك عبدالله الثاني والرئيس الأمريكي، آليات التعاون بين الأردن والولايات المتحدة لتعزيز الاستقرار في المنطقة وخفض التصعيد بالأراضي الفلسطينية، في قمة هي الثانية بين القائدين، يشهدها البيت الأبيض منذ مايو 2022.

وقف الخطوات الإسرائيلية

خلال اللقاء، شدد الملك على ضرورة وقف الخطوات الإسرائيلية التي تقوض حل الدولتين، وتدفع تجاه المزيد من التأزيم، وعلى أهمية تكثيف الجهود لدعم الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه العادلة والمشروعة، وقيام دولته المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.

ومن جانبه، جدد الرئيس الأمريكي تأكيد دعمه حل الدولتين، مشيرًا إلى الدور الحيوي للوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس. وشدد الرئيس بايدن على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الحرم الشريف.

ويرى الكاتب الأردني محمد يونس العبادي، أن الملك عبدالله الثاني بسط مشهد المنطقة، بخطابٍ سياسيٍ يُسمع مراكز صنع القرار الأمريكية، ويوصل إليها، ما يجري في المنطقة، وبخاصة القضية الفلسطينية، وهذا أمر مهم في عالم اليوم، وبعاصمة تكاد تكون الأكثر تأثيرًا في العالم.

الملك يشدد على أهمية القدس

في الكلمة الرئيسة، التي ألقاها خلال حفل فطور الدعاء الوطني الـ71 بواشنطن، قال الملك عبدالله الثاني، إن “القدس بالنسبة إلى الأردن ولعائلتي الهاشمية لم تكن أمرًا سياسيًّا قط، بل هي ترتبط بهم شخصيًّا منذ أكثر من 100 عام”.

وأضاف الملك أنه “منذ أكثر من 100 عام، حملنا أمانة الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس”، مشيرًا إلى ارتباط حياة الهاشميين على مدى عدة أجيال بالمدينة المقدسة.

ويرى الكاتب الأردني محمد سلامة، أن الملك عبدالله الثاني في زيارته لواشنطن، إنما يقود الحراك العربي بعلاقاته الوثيقة مع صناع القرار في واشنطن، ويسعى جاهدًا لتحريك مفاوضات السلام، وفق مبدأ حل الدولتين.

لقاء منظمات يهودية

في واشنطن، التقى العاهل الأردني، ممثلين عن منظمات يهودية دولية وأمريكية، وشدد على أهمية دعم المنظمات للجهود الهادفة إلى تحقيق السلام العادل والشامل بالمنطقة.

وشدد على ضرورة تكثيف جهود الدفع نحو التهدئة وخفض التصعيد في الأراضي الفلسطينية، وإيقاف أي إجراءات أحادية الجانب من شأنها زعزعة الاستقرار وتقويض فرص تحقيق السلام.

وأشار الملك إلى مواصلة الأردن بذل الجهود لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس الشريف، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها.

علاقات الشراكة والتعاون

عقد الملك عبدالله الثاني لقاءً مع نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، لبحث فرص تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة. وناقش الملك وهاريس، أهمية التعاون بين البلدين في دعم مشروعات التكامل الإقليمي في قطاعات الطاقة والأمن الغذائي والمياه.

ويرى الكاتب العبادي، أن العوائد على الأردن من هذه الزيارات الملكية الرسمية، يعبر عن نتائجها تجديد واشنطن لمذكرة التفاهم التي بموجبها يجري تقديم مساعداتٍ سنويةٍ للمملكة، وميزة المذكرة الأخيرة أنها الأطول مدة، فيمتد الالتزام الأمريكي حتى عام 2029م.

وخلال لقاء الملك مع مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور، جرى بحث الخطط والمشروعات التي تدعمها الوكالة في الأردن، وعلى رأسها مذكرة التفاهم الأخيرة بين الأردن والولايات المتحدة، التي توفر الدعم للمملكة للمضي قدمًا بمسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري.

لقاء بلينكن

اجتمع الملك عبدالله الثاني في واشنطن، بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، العائد من جولة في المنطقة شملت إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

وتناول اجتماع الملك وبلينكن، المستجدات الإقليمية والدولية، خصوصًا القضية الفلسطينية وجهود الدفع نحو التهدئة ووقف التصعيد والإجراءات الأحادية في الأراضي الفلسطينية، التي تقوض فرص تحقيق السلام.

سياق الزيارة

يرى الكاتب الأردني محمد يونس العبادي، أن أهمية هذه الزيارات الملكية، تنبع من سياقاتها، وما ينتج عنها دومًا من نتائج، يمكن قراءتها في التعاطي الأمريكي مع ملفات المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وقال العبادي، إن أهمية القمة الجديدة بين الملك عبدالله الثاني والرئيس الأمريكي، تنبع من الظروف المستجدة، وتعبر عن دورٍ أردنيٍ محوري في المنطقة، ذلك أنّ الخطاب الأردني في واشنطن يحمل مفردات المنطقة، ويحاول صياغة مقارباتٍ تخدم الأردن، ودول المنطقة.

ربما يعجبك أيضا