زيارة بن سلمان لمصر.. استقبال حافل ودعوة خاصة ومشهد للمرة الأولى

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر

القاهرة – استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى، اليوم الأحد، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز آلِ سعود، بمطار القاهرة، في أول جولة خارجية له منذ توليه منصب ولي العهد، والتي تمتد لثلاثة أيام ستشهد خلالهم عقد عدد من اللقاءات والزيارات، إضافة إلى بحث عدد من القضايا الثنائية.

“استقبال حافل”

ووسط حفاوة كبيرة استقبلت مصر ولي العهد السعودي، فلدى دخوله المجال الجوي المصري، استقبلته طائرات حربية حتى وصوله إلى مطار القاهرة، وكان في مقدمة مستقبليه بالمطار الرئيس المصري، والذي اصطحبه عقب مراسم الاستقبال الرسمية إلى قصر الاتحادية، حيث عقدا لقاءً ثنائياً تلته جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين.

وشهد طريق مطار القاهرة استعدادات مكثفة قبيل الزيارة، حيث عملت السلطات في مصر على تزيين الطرق المؤدية من وإلى مطار القاهرة بأعلام مصر والمملكة السعودية، كما شددت السلطات في المطار من إجراءاتها الأمنية استعدادا للزيارة، كما أخلت ساحات انتظار السيارات المقابلة لاستراحة رئاسة الجمهورية واستراحة كبار الزوار.

كما قامت فرق الشرطة بمسح المنطقة باستخدام الكلاب البوليسية وسيارة الكشف عن المفرقعات، وانتشرت الخدمات الأمنية السرية بالمنطقة، تمهيدا لبدء تشريفة وصول ولي العهد السعودي.

“جلسة مباحثات”

وعقب وصول الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة، عقد مع الرئيس المصري لقاءً ثنائياً تلته جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين.

وتم خلال اللقاء التباحث حول سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، ولاسيما الاقتصادية والاستثمارية منها، وتدشين المزيد من المشروعات المشتركة في ضوء ما يتوافر في البلدين من فرص استثمارية واعدة، وخاصةً في مجال الاستثمار السياحي بمنطقة البحر الأحمر لتعظيم الاستفادة من الامكانات والمقومات السياحية الكبيرة لتلك المنطقة، بحسب المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية المصرية بسام راضي.

وناقش الجانبان عددا من القضايا الإقليمية الراهنة، حيث عكست المناقشات تفاهماً متبادلاً بين الجانبين إزاء مختلف الملفات الإقليمية، وتم الاتفاق على الاستمرار في بذل الجهود المشتركة سعياً للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة بما يُنهي المعاناة الإنسانية الناتجة عنها ويحفظ سيادتها وسلامتها الإقليمية ويصون مقدرات شعوبها.

أكد الجانبان مواصلة العمل معاً من أجل التصدي للتدخلات الإقليمية ومحاولات بث الفرقة والتقسيم بين دول المنطقة، والتوحد كجبهة واحدة لمواجهة المخاطر والتحديات التي تتعرض لها المنطقة العربية، وعلى رأسها الإرهاب والدول الداعمة له، وقد أكد الرئيس المصري في هذا الإطار على ما يشكله أمن دول الخليج من جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، مؤكداً عدم السماح بالمساس به والتصدي بفعالية لما تتعرض له من تهديدات.

“دعوة خاصة”

وتستعد دار الأوبرا المصرية لعرض خاص، غدا الإثنين، حيث سيحضر الرئيس المصري، وولي العهد السعودي عرضا مسرحيا خاصا للعمل المسرحي “سلّم نفسك”، حيث قرر السيسي دعوة ولي العهد السعودي لحضور العرض المسرحي، في إطار زيارته التي بدأها اليوم.

وتدور أحداث “سلّم نفسك” للمخرج خالد جلال، حول جملة من السلبيات في المجتمع المصري، والمتمثلة في العنف ضد المرأة، واقتحام مواقع التواصل الاجتماعي العلاقات الأسرية، وتأثير ذلك في المجتمع، ومشاكل أخرى حلّت بمصر في الآونة الأخيرة، إضافة إلى التأكيد على دعم الحكومة المصرية للشباب المبدعين، وخاصة أولئك المرتبطة أعمالهم بالحفاظ على هوية الدولة، وحث الشباب على عدم الوقوع في براثن التطرف والإرهاب.

“اللقاءات المنتظرة”

ومن المنتظر أن يلتقي ولي العهد السعودي عددا من الشخصيات البارزة في مصر، في مقدمتهم رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، ورئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال، إضافة إلى زيارة الأمير الشاب لمجلس النواب المصري بوسط القاهرة.

وتستعد مشيخة الأزهر لاستقبال بن سلمان خلال فترة تواجده في مصر، حيث من المقرر أن يلتقي شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، علاوة على زيارة “ضيف القاهرة” الكاتدرائية المرقسية في العباسية ولقاء البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في زيارة تعد الأولى بالنسبة للقيادات الأولى في المملكة العربية السعودية.

ويتفقد ولي العهد السعودي، غدا الإثنين، برفقة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعض المشروعات القومية بمحافظة الإسماعيلية، في قناة السويس الجديدة، والقيام بجولة بحرية في المجرى الملاحي الجديد للقناة، وتفقد مدينة الإسماعيلية الجديدة بشرق القناة، إضافة إلى مشروع أنفاق قناة السويس التي ترتبط القناة بشبه جزيرة سيناء.

ويستعد السيسي وبن سلمان، كذلك لافتتاح فندق “تيوليب الفرسان”، المطل على بحيرة التمساح، للتعرف على كافة المشروعات القومية الموجودة في المحافظة، والتي تم تنفيذها خلال السنوات الأربعة الماضية.

وحرصت المحافظة المصرية على تزيين الطريق المؤدي إلى مشروعات الأنفاق وقناة السويس بأعلام مصر والسعودية والانتهاء من أعمال التطوير والتجميل بالشوارع والميادين الرئيسية على طول خط سير الزيارة، كما تم نشر الأكمنة الثابتة والمتحركة في جميع المناطق التي سيزورها الرئيس المصري وولي العهد السعودي.

“زيارة الكاتدرائية”

وتعد زيارة ولي السعودي للكاتدرائية ضمن المشاهد الجديدة للحكام المملكة في مصر، حيث كان يلتقي بابا مصر بقيادات السعودية في مقر إقامتهم كما حدث في زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز في عام 2015.

ويعتبر محمد بن سلمان أبرز مسؤول سعودى يزور الكاتدرائية، وتم وضع مجموعة من الإجراءات الأمنية المشددة، تمهيدا للزيارة وضوابط خاصة للتغطية الإعلامية.

وقالت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن أول زيارة للكاتدرائية المرقسية لولى العهد السعودي “هي خطوة اعتبرها البعض في إطار انفتاح المملكة على الإصلاح، حيث سبق أن التقى البابا تواضروس بملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، أثناء زيارته لمصر في أحد الفنادق، وكان سفير السعودية السابق أحمد قطان زار الكاتدرائية المرقسية أكثر من مرة”.

ربما يعجبك أيضا