زيارة جروسي.. هل تعيد طهران إلى طاولة المفاوضات النووية؟

يوسف بنده

تأتي زيارة مدير "الذرية الدولية" لطهران بعد العثور على جزيئات يورانيوم عالي التخصيب، ما يضع إيران أمام خيارين، فإما العودة إلى طاولة المفاوضات وإما إعادة إرسال ملفها إلى مجلس الأمن الدولي.


يبدو من تصريحات المسؤولين في إيران، أنه توجد انفراجة وشيكة في الملف النووي، في ظل أجواء اقتصادية صعبة تعيشها طهران.

وتشير تقارير صحف إيرانية إلى أهمية الزيارة القريبة لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لبحث نقاط الخلاف والتمهيد للعودة إلى مفاوضات الاتفاق النووي، في حين تشكك صحف أخرى في جدوى الزيارة، وسط تحذيرات لإيران من إمكانية إعادة ملفها إلى مجلس الأمن الدولي.

1397451

زيارة جروسي

بحسب وكالة إرنا، 27 فبراير، أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أن طهران وجهت دعوة رسمية لجروسي، الذي سيزورها لمناقشة القضايا النووية الفنية الخاصة بالبرنامج النووي، بعد ما أثير من تجاوز إيران نسبة تخصيب 60%، وهو ما نفته طهران.

وقد أعلنت إيران، الأسبوع الماضي، أن مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية موجودون في طهران، لحل الغموض المتعلق بمعلومات عن البرنامج النووي، بعدما نشرت وكالة بلومبرج للأنباء المالية خبرًا يفيد أن مفتشي الوكالة اكتشفوا مستويات تخصيب 84%، أي أقل من الـ90% المطلوبة لإنتاج قنبلة ذرية.

bbbfe89b090c2bbc13acaeb4f222444264d895e6 2132x1406 1

زيادة الضغط على إيران

نشرت وكالة “أسوشيتد برس”، 1 مارس، أنها اطلعت على تقرير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوضح أن مفتشي هذه المنظمة وجدوا جزيئات يورانيوم مخصب 83.7% في منشآت فوردو النووي تحت الأرض في إيران.

ومن المرجح أن يؤدي التقرير الفصلي السري الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا، الذي جرى توزيعه على الدول الأعضاء إلى زيادة التوترات بين إيران والغرب، بشأن برنامجها النووي. وفي غضون ذلك، أعرب وزيرا خارجية ألمانيا وإسرائيل عن قلقهما باجتماع في برلين بشأن اكتشاف جزيئات اليورانيوم عالي التخصيب.

وأعربت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، عن قلقها، قائلةً: “لا يوجد مبرر مدني مقبول لاستخدام هذا المستوى من التخصيب”، وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، إنه يوجد خياران للتعامل مع إيران: إما استخدام آلية الزناد وإعادة فرض العقوبات تلقائيًّا عليها، وإما “خيار عسكري موثوق”.

62535329

بداية للحل مع الوكالة

اشترطت الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل العودة إلى الاتفاق النووي عام 2015، سماح إيران لمفتشي الوكالة الدولية الدخول إلى المواقع المشبوهة التي عُثر فيها على ذرات يورانيوم عالي التخصيب، وهو ما رفضته طهران وعطّل استئناف محادثات العودة إلى الاتفاق النووي.

وكتبت وكالة إيسنا الإيرانية، 28 فبراير، أنه إذا جرت الإجابة عن أسئلة الوكالة، فإنه ستُفتح إحدى النقاط العمياء في التفاعل بين إيران والوكالة الدولية. ورأى تقرير الوكالة أنه قد يكون حل القضايا بين إيران والوكالة الدولية بداية لجولة جديدة من المفاوضات النووية وخطة العمل الشاملة المشتركة.

 

حسين أمير عبداللهيان

شرط تحييد السياسة

في كلمة ألقاها وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، الثلاثاء في جنيف أمام الاجتماع السنوي لمؤتمر نزع السلاح، وحسب وكالة مهر، أكد أن إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية قريبتان جدًّا من الحل التقني إذا وضعت الوكالة التسييس جانبًا.

وإضافة إلى هذا، حذر حسين عبداللهيان من أي تحرك سلبي في اجتماع مجلس حكام الوكالة في شهر مارس الحالي، حيث لدى طهران مخاوف من إرسال ملفها إلى مجلس الأمن الدولي وإعادة فرض العقوبات الدولية عليها.

download 62

أزمة اقتصادية تحتاج إلى سياسة خارجية جديدة

قال الدبلوماسي الإيراني السابق، عبدالرضا فرجي راد، لصحيفة ستاره صبح، اليوم 1 مارس، إن الحكومة الحالية في إيران عجزت عن كسب ثقة الدول الأخرى في تعاملاتها وعلاقاتها مع طهران، وحرمت البلاد من جذب الاستثمارات إلى الداخل بسبب وجود تيار فكري خاص، ينطلق مع نقاط متشددة، لا تخدم مصلحة البلاد العليا.

وذكرت صحيفة آرمان امروز، أن السياسة الخارجية مفتاح حل مشكلات إيران الداخلية، وأنه منذ فشل محادثات الاتفاق النووي، وسياسة إيران الخارجية سقطت في الهاوية، لدرجة أنها لم تعد قادرة حتى على الاعتماد على جيرانها، وهي الآن محاصرة في ضائقة غير مسبوقة.

وفي ظل هذه الأزمات، تبدو الحكومة الحالية عاجزة عن تحقيق وعودها، وذلك بعد ارتفاع مستوى التضخم والغلاء، فقد تخطى سعر الدولار 60 ألف تومان للدولار الواحد.

ربما يعجبك أيضا