زيارة «جيفري فيلتمان» لإثيوبيا.. وساطة أمريكية لحلحلة أزمة تيجراي

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

يبدو أن آبي أحمد يعيش حاليا فوق صفيح ساخن منذ تقهقر الجيش الفيدرالي التابع لحكومته وتعرضه لهزائم متتالية في الوقت الذي بدأت فيه العديد من القبائل الإثيوبية تحمله مسؤولية الوضع الذي آلت إليه البلاد، ما جعله أمام خيارين أحلاهما مر: إما الانصياع لشروط جبهة تيجراي أو الدخول في مواجهة معها.

وفي محاولة منها ، للتوسط بين الحكومة الإثيوبية والتيجراي لمنع انزلاق الأوضاع للحرب الأهلية، والعمل على اتفاق في أسرع وقت، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية إرسال مبعوثها الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان إلى إثيوبيا هذا الأسبوع.

مبعوث واشنطن

جيفري فيلتمان
جيفري فيلتمان

سيسافر المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان إلى جيبوتي وإثيوبيا والإمارات في الفترة من 15 إلى 24 أغسطس، وسيجتمع مع كبار المسؤولين الحكوميين لمناقشة فرص تعزيز السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة.

في هذا السياق، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جاك سوليفان، في تغريدة على تويتر : «في هذا الوقت الحرج دعا الرئيس، المبعوث الخاص فيلتمان للعودة إلى إثيوبيا، إن شهوراً من الحرب تسببت في معاناة».

بحسب مراقبين فإن زيارة المبعوث الأمريكي الخاص إلى القرن الأفريقي، قد توفر فرصة أخيرة لأبي أحمد وعائلته للخروج الآمن من إثيوبيا في ظل الضغوط الداخلية والخارجية التي تواجهها حكومة خاصة بعد إعلان باريس وقف تعاونها العسكري مع أديس أبابا.

باريس تعاقب أديس أبابا

خلال زيارة رسمية لإثيوبيا في مارس 2019، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه أبرم اتفاقا دفاعيا إطاريا مع أديس أبابا من أجل «دعم محدد من فرنسا» بشأن إنشاء بحرية إثيوبية في بلد لا يملك منفذا على البحر.

قبل أن يتسبب الصراع في تيجراي في توتر علاقات إثيوبيا مع حلفاء آخرين، مثل الولايات المتحدة التي تنتقد إدارة رئيسها جو بايدن الحرب علانية. باريس هي الأخرى وفي موقف مفاجئ أعلنت وقف تعاونها العسكري مع إثيوبيا بسبب النزاع المسلح الدائر منذ تسعة أشهر بين القوات الحكومية وإقليم تيجراى حيث تهدد المجاعة مئات الآلاف من المدنيين.

وتؤكد الأمم المتحدة أن 400 ألف شخص يعيشون هناك في ظروف مجاعة، إلا أن قوافل المساعدات تواجه تحديات أمنية وعقبات بيروقراطية.

ضغوط متزايدة

ضغوط متزايدة من المجتمع الدولي تعرضت لها الحكومة الإثيوبية لمحاسبة المسؤولين، بعد تواتر تقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان في تيجراي. وعلق الاتحاد الأوروبي مدفوعات لدعم الميزانية، وسط تقارير عن أعمال اغتصاب جماعي وقتل جماعي للمدنيين وانتشار أعمال النهب في الإقليم الواقع في شمال البلاد.

من جهته، وصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تلك الانتهاكات بأنها «تطهير عرقي»، وحث حكومة آبي أحمد على وقف جميع الأعمال العدائية. ودعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مرارا الحكومة الإريترية إلى سحب قواتها من الإقليم الإثيوبي المضطرب.

بينما حذرت الأمم المتحدة في يوليو من أن أكثر من مئة ألف طفل في تيجراي قد يعانون من سوء التغذية، على نحو يهدد حياتهم في الاثني عشر شهرا المقبلة.

بدوره، يؤكد العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات، أن أزمة النازحين في إثيوبيا مقلقة وبها قدر عالي من الخطورة وهو ما تشهده مساحات كبيرة من إثيوبيا خلال الفترة الراهنة بسبب الحروب الأهلية، موضحا أن إقليم تيجراي من أكثر الأقاليم التي تشهد عمليات النزوح.

وبدأت المعارك في نوفمبر، بعدما أرسل رئيس الوزراء آبي أحمد الجيش الفدرالي إلى تيجراي لإطاحة جبهة تحرير شعب تيجراي، الحزب الحاكم في الإقليم والذي هيمن على الساحة السياسية الوطنية على مدى 3 عقود قبل تسلّم آبي السلطة في 2018.

تيجر

ربما يعجبك أيضا