زيارة مسؤولين إسرائيليين لقطر.. تمويل للانقسام الفلسطيني أم شراء للهدوء الانتخابي

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

الزيارة السرية التي قام بها رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين، والجنرال هرتسي هيلفي قائد المنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى قطر، تمت قبل أسبوعين واستمرت 24 ساعة.

جاء ذلك بحسب ما كشف رئيس حزب “يسرائيل بيتينو”، أفيغدور ليبرمان، في برنامج “واجه الصحافة”، في معرض هجومه على رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وذلك في خرق حظر النشر الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي بهذا الخصوص.

تمويل للانقسام 

من جانبه، أكد محمد الحوراني عضو المجلس الثوري لحركة فتح، لـ”العربية”، أن زيارة الوفد الإسرائيلي لقطر، تعني البحث عن تمويل للانقسام الفلسطيني.

وأشار عضو المجلس الثوري لحركة فتح إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يبحث عن تمويل للانقسام حتى ولو من أطراف عربية، برعاية اليمين الإسرائيلي، لضمان استمرار التهدئة مع قطاع غزة.

ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلي “مكان”، فإن المسؤولين الإسرائيليين، التقيا شخصيات قطرية من بينها محمد بن أحمد المسند رئيس الاستخبارات القطرية، ومستشار الأمن القومي لأمير قطر، بحضور رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة السفير محمد العمادي.

الثانية منذ 6 شهور 

وتعد زيارة رئيس الموساد لقطر هي الثانية في الشهور الستة الأخيرة، وملف التباحث بقي ثابتا وهو دعم حركة حماس ومنعها من الانهيار.

ونقلت صحيفة “والا” الإسرائيلية،  عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم قولهم: “إنه كان اجتماعاً جاداً رفيع المستوى”.

ونشطت في السنوات الأخيرة الاتصالات القطرية – الإسرائيلية تحت غطاء بحث الأوضاع في قطاع غزة، حيث استقبلت العاصمة القطرية الدوحة العديد من المسؤولين الإسرائيليين، إضافة إلى الوفود الإسرائيلية وسط انتقادات داخلية وخارجية.

قطر توافق على مطلب الموساد 

بدورها وافقت قطر على مطلب رئيس الموساد، بدعم حركة حماس بمبلغ 15 مليون دولار شهريا، كانت قد هددت بقطعها بسبب خلافات مع قيادات الحركة، حسبما أكدت مصادر  “للعربية نت”.

وتشكل هذه المساعدات جزءًا من دفعة مالية قطرية “شهرية”، تبلغ 30 مليون دولار، مخصصة لإغاثة غزة. وهذه هي المرة الثالثة عشرة، التي تصرف فيها قطر المنحة المالية.

هدايا الدوحة السياسية

وأكد فلسطينيون أن المال هو  وسيلة قطر للضغط على حماس وغيرها من القيادات الفلسطينية لتحقيق مهمة قطر  بتمرير قضيتين رئيسيتين، هما ضم القدس وتهويدها والتهام المستوطنات للأراضي، وصولا إلى تحويل القضية الوطنية إلى قضية مساعدات غذاء ودواء، يسهل التعامل معها بتقديم منحة 100 دولار  للعائلات التي أفقرها الانقسام الفلسطيني، وآلاف اللترات من الوقود تكفي لبضع ساعات من الكهرباء يوميا، ووعود بمنطقة صناعية، وهو ما نجحت فيه حتى اللحظة، بإقناع حركات تصنف نفسها على أنها حركات مقاومة، حسبما ذكرت العربية.

وذكرت العربية، أن الشارع الفلسطيني يرى أن هدايا الدوحة السياسية، لإسرائيل حققت لتل أبيب مكاسب على الأرض، ويقول مسؤولون إن إسرائيل تريد الهدوءن بينما حماس تريد المال.

مواصلة دعم حماس

وبحسب وزير الأمن الإسرائيلي السابق ورئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، فإن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أوفد رئيس الموساد يوسي كوهين وقائدا رفيعا في جيش الاحتلال إلى قطر ليطلبا من الدوحة مواصلة دعم حركة “حماس”.

وقال ليبرمان في حديث للقناة الـ 12 للتلفزيون الإسرائيلي، إن “رئيس الموساد وقائد القيادة الجنوبية (لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال هرتزي هاليفي) قاما قبل أسبوعين بزيارة لقطر بتكليف من نتنياهو، وطلبا من القطريين أن يواصلوا تقديم الأموال لحماس بعد 30 مارس”، مضيفا أن القطريين كانوا يعتزمون وقف التمويل، معتبرا أن استخدام الرقابة هو استخدام فجّ وسياسي هدفه التستر على الخضوع للإرهاب والرغبة في شراء الهدوء إلى حين الانتخابات.

حرب بين نتنياهو وليبرمان 

ردا على خرق حظر النشر الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على الزيارة، قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إن رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان يمسّ بأمن الدولة لأغراض سياسية.

وأضاف نتنياهو في مقابلة مع راديو الشمال اليوم الأحد “هذا الشخص قرر أن يفعل كل شيء من أجل إسقاطي والليكود من الحكم”.

وبعد المقابلة بوقت قصير، غرّد ليبرمان عبر صفحته على فيسبوك قائلاً: “لا يوجد شخصية سياسية سربت معلومات أمنية لأغراض سياسية أكثر من نتنياهو، من وثيقة تاوبر إلى طريقة العرض بجلسة الكابنيت خلال عملية الجرف الصلب، وصولاً إلى إلغاء سياسة الغموض التي كانت معتمدة منذ قيام الدولة”.

وفي السياق، اعتبر وزير الخارجية إسرائيل كاتس، أن ما كشف عنه ليبرمان حول زيارة وفد إسرائيلي لقطر بأمر من نتنياهو هو استهتار. مضيفا أن “ليبرمان يريد استخدام الأمر لأغراض انتخابية”.

وأوضح كاتس أن “الموساد هو المسؤول عن العلاقة مع الدول التي لا علاقات دبلوماسية لها مع إسرائيل”، مشيراً إلى أنه شخصياً زارأبو ظبي عاصمة الإمارات في إطار زيارة مرتبة من الموساد.  

ربما يعجبك أيضا