زيارة يابانية مرتقبة إلى تايوان.. رسالة مزدوجة والصين تحتج

علاء بريك
علم اليابان

وفد برلماني ياباني سيتوجه إلى تايوان في زيارة رمزية لها دلالاتها.


نقل موقع “تايوان نيوز“، في 13 يوليو 2022، عن السياسي التايواني، فرانك هسيه، أن وفدًا برلمانيًا يابانيًا سيزور تايوان أواخر الشهر الجاري.

تأتي هذه الخطوة بعد اغتيال رئيس الوزراء الياباني السابق، شينزو آبي، يوم الجمعة الماضي 8 يوليو، أثناء إلقاء خطاب في حملة انتخابية في نارا جنوبي اليابان، للتدليل على مواصلة الدعم الياباني للجزيرة المتنازع عليها.

زيارة رمزية

بعد أيام من زيارة نائب الرئيس التايواني إلى طوكيو، ظهرت أنباء مفادها أن وفدًا برلمانيًا يابانيًا سيزور تايوان في وقت لاحق من يوليو للتدليل على استمرار دعم الجزيرة، وقال هسيه إن الزيارة المرتقبة تكشف أن دعم البرلمان الياباني لتايوان سيستمر رغم وفاة آبي.

وذكرت شبكة “ساوث تشاينا مورننج بوست“، أنه من غير المعلوم ما إذا كان الوفد سيلتقي الرئيسة التايوانية، تساي إنج ون، وكانت تساي التقت في وقت سابق بوفد من المشرعين من قسم الشباب بالحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في اليابان، ودعت إلى التعاون الوثيق مع طوكيو في القضايا الأمنية في مضيق تايوان ودعم اليابان لمسعى تايوان للانضمام إلى الاتفاقية الشاملة والمتقدمة للشراكة عبر المحيط الهادئ.

الصين تحتج

احتجت بكين لدى طوكيو، يوم الثلاثاء الماضي 12 يوليو، قائلة إن السماح بزيارة لاي يخالف سياسة “الصين الواحدة” التي التزمت بها اليابان عندما أقام الجانبان علاقات رسمية في عام 1972،، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وين بين، إن زيارة لاي إلى طوكيو كانت “خطة سياسية” لن تنجح.

وقال عضو اللجنة الاستشارية في مركز تايوان البحثي، تونج لي وين، لشبكة “ساوث تشاينا، إن حقيقة أن اليابان سمحت لنائب الرئيس التايواني، بزيارة الجزيرة تعكس رغبة رئيس الوزراء الياباني الحالي، فوميو كيشيدا، في إظهار دعمه للموقف السياسي لآبي تجاه تايوان، وإيصال هذه الرسالة إلى بكين بوضوح.

ميراث آبي

ذكر مركز “كونسل أون فورن ريلايشن“، أنه قبل تولي آبي منصب رئيس الوزراء، قلما تطرق المسؤولون اليابانيون إلى الحديث عن استخدام صيني محتمل للقوة ضد تايوان، وتداعيات مثل هذه الخطوة على الأمن الياباني، وكيف ينبغي لليابان الرد على مثل هذا السيناريو. لكن آبي سعى لتغيير هذا الحذر وبدأ بالتشديد علنًا على القيم المشتركة بين اليابان وتايوان.

كانت جهود آبي ناجحة إلى حد كبير، واستمر خلفاؤه من حيث توقف، فتضمن البيان المشترك الصادر عن خليفته، يوشيهيدي سوجا، والرئيس الأمريكي، جو بايدن، في إبريل 2021، بندًا بشأن تايوان، وهذه المرة الأولى التي يذكر فيها البلدان تايوان في بيان مشترك على مستوى القادة منذ 5 عقود.

وجادل خليفة سوجا، فوميو كيشيدا، بأن “خط المواجهة بين الاستبداد والديمقراطية هو آسيا، وخاصة تايوان”، وجدد بايدن وكيشيدا، في البيان المشترك في مايو 2022، التشديد “على أهمية السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان كعنصر لا غنى عنه في الأمن والازدهار في المجتمع الدولي”. وفي إشارة واضحة إلى تايوان، حذر كيشيدا مؤخرًا من أن “أوكرانيا اليوم قد تكون شرق آسيا غدًا”.

3 أسباب لموقف اليابان من تايوان

في مقابلة مع موقع “ذِ إيبوخ تايمز“، في 1 يونيو الماضي، ذكر الباحث في معهد تايوان لأبحاث لدفاع الوطني والأمن، سو تزو-يون، 3 أسباب رئيسة لموقف اليابان من تايوان، هي “الدفاع عن القيمة المشتركة للديمقراطية لأن النظام الديمقراطي يتعرض حاليًا للتهديد من الاستبداد الشيوعي الصيني ومحاولة توسعه، وتحقيق مصالح الأمن القومي، والتوسع العسكري للحزب الشيوعي الصيني”.

اليابان تعتمد على الممر المائي من بحر الصين الجنوبي عبر المياه المحيطة بتايوان للحصول على 90% من نفطها الخام و76% من غازها الطبيعي، وتزداد اعتمادية صادراتها إلى أوروبا على هذا الممر المائي، وأوضح سو: “لهذا السبب تعتقد النخب السياسية في اليابان أنه” إذا كانت تايوان تعاني من مشكلة، فإن اليابان لديها مشكلة”.

ونوه بأن الحزب الشيوعي الصيني أصبح يشكل تهديدًا حقيقيًا للسلام العالمي، لأنه مهووس بالتوسع العسكري، في ظل اعتقاده بأن ضمان الأمن القومي لا يأتي إلا بالتوسعات العسكرية.

ربما يعجبك أيضا