«ساحة معركة».. جزر المحيط الهادئ تدخل المنافسة بين أمريكا والصين

دول جزر المحيط الهادئ تستغل التنافس بين الولايات المتحدة والصين لتحقيق مكاسب خاصة

بسام عباس
وزير خارجية جزر سليمان مع وزير خارجية الصين

انتخب النواب في جزر سليمان، الواقعة جنوب غرب المحيط الهادئ، وزير الخارجية السابق المقرب من الصين، جيريميا مانيلي، رئيسًا للوزراء بعد الانتخابات العامة الشهر الماضي.

وبحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية، انسحب رئيس الوزراء السابق، ماناسيه سوجافاري، من المنافسة ودعم محاولة مانيلي بعد فشل حزبه في الحصول على الأغلبية في الانتخابات.

موقع استراتيجي

مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو”، أوضحت في تحليل نشرته الخميس 2 مايو 2024، أن المراقبين الخارجيين ينظرون إلى السياسة في جزر سليمان، مثل بقية دول جزر المحيط الهادئ، بشكل متزايد من خلال عدسة التنافس بين الولايات المتحدة والصين، لافتةً إلى أن المنطقة أصبحت ساحة معركة كبرى بين القوتين بسبب موقعها الاستراتيجي.

وأضافت أن بكين وواشنطن بجانب العديد من القوى الإقليمية، كثفت من مشاركتها الدبلوماسية وشراكاتها الاقتصادية، والأهم من ذلك، الاتفاقيات الأمنية مع العديد من دول جزر المحيط الهادئ، وذلك لأهميتها الجيوسياسية في الصراع على النفوذ العالمي.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحفي مشترك مع القائم بأعمال رئيس وزراء فيجي أياز سيد خيوم

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحفي مشترك مع القائم بأعمال رئيس وزراء فيجي أياز سيد خيوم

تقارب مع الصين

قالت المجلة، إن انتخاب جيريميا مانيلي، رئيسًا للوزراء، يؤكد أن جزر سليمان ستواصل السياسات الصديقة مع بكين التي تبنتها البلاد خلال السنوات الأخيرة، بداية من تحويل الاعتراف الدبلوماسي من تايوان إلى الصين عام 2019، وتحت قيادة سوجافاري، مع مانيلي وزير الخارجية آنذاك، وسعت البلاد شراكاتها الاقتصادية مع بكين واستضافت ألعاب المحيط الهادئ، التي دفعت الصين نصف تكلفتها.

وذكرت المجلة، أن سوجافاري أبرم اتفاقية أمنية سرية مع الصين عام 2022، وتعد عامل أساسي وراء دفع جزر سليمان، وبقية جزر المحيط الهادئ، إلى مرتبة أعلى على أجندة واشنطن، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، استضاف قمتين رفيعتي المستوى لزعماء جزر المحيط الهادئ في واشنطن.

الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوجافاري ورئيس وزراء بابوا غينيا الجديدة جيمس مارابي، في البيت الأبيض

الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوجافاري ورئيس وزراء بابوا غينيا الجديدة جيمس مارابي

سيف ذو حدين

أوضحت المجلة الأمريكية، أن العديد من دول جزر المحيط الهادئ تعلمت استغلال التنافس بين الولايات المتحدة والصين لتحقيق مكاسبها الخاصة، وذلك باستخدام المنافسة لكسب الظهور على الساحة الدولية وتأمين التمويل للتنمية، ولكنها حذرت من أن هذا النهج يمكن أن يكون سيفًا ذا حدين.

وأضافت أن الضغوط الرامية إلى الانحياز إلى أحد الجانبين في التنافس بين الولايات المتحدة والصين يمكن أن تؤثر سلبًا مزعزع على استقرار السياسة الداخلية، لأنها قد تؤدي إلى تضخيم الانقسامات المحلية القائمة.

وذكرت أن جزر سليمان شهدت هذه الديناميكية في عام 2021، عندما أدت التصورات بأن الصين أصبحت منخرطة بشكل كبير في سياسة البلاد إلى تأجيج أعمال الشغب في الحي الصيني بالعاصمة.

 بناء الثقة

لفتت المجلة إلى أن السخط المتزايد تجاه بكين بين سكان جزر سليمان فتح الباب أمام الولايات المتحدة، وكذلك حلفائها، مع محاولة فرنسا وأستراليا واليابان على وجه الخصوص تحقيق تقدم في المنطقة، ولكن لكسب التعاطف، يتعين على الغرب أن يتجنب الأخطاء التي ارتكبها في الماضي.

واستشهدت المجلة بما ذكرته الكاتبة كاثرين ويلسون في نوفمبر 2023 بأن على الدول الغربية أن تعمل على “بناء الثقة والمساهمة في التوصل إلى نتائج تعمل بشكل حقيقي على تعزيز مصالح سكان الجزر وتحسين حياتهم”، لكي تضمن الفوز في المنافسة مع الصين.

ربما يعجبك أيضا