“سبت النور” شعلة أمل على درب الآلام في ظل وبائي الكورونا والاحتلال‎

محمود

رؤية – محمد عبد الكريم
 
القدس المحتلة – عدد محدود من رجال الدين المسيحيين هم من تمكنوا في هذا العام من الاحتفال بطقوس سبت النور التقليدية في كنيسة القيامة شبه الخالية في مدينة القدس المحتلة لهذا العام بفعل جائحة الكورونا.

وأقفلت الكنيسة أمام الزوار الشهر الماضي، ولم يسمح إلا لعدد قليل من الكهنة الأرثوذكس بالمشاركة في هذا الطقس، كان بعضهم يرتدي كمامات.

وسبت النور أو السبت المقدس هو آخر يوم في أسبوع الآلام عند المسيحيين وهو أسبوع يحتفل فيه المسيحيون بدخول يسوع القدس وإنشاء سر التناول وصلب يسوع وموته ثم القيامة من الأموات في يوم أحد القيامة حسب المعتقدات المسيحية، ويقوم بطريرك الروم الأرثوذكس ومعه رئيس أساقفة الأرمن بمسيرة كبيرة ومعهم كثير من رجال الدين من كل أنحاء العالم يرددون الترانيم والأناشيد.

ويدخل القبر وحده الذي يعتقد بأنه قبر السيد المسيح، ويتم فحص البطريرك جيدًا قبل الدخول من قبل السلطات الإسرائيلية للتأكد من أنه لا يحمل أي مادة أو وسيلة لإشعال النار كما يتم فحص القبر أيضًا. هذا الفحص كان يتم سابقًا على يد العثمانيين حيث كان الجنود العثمانيون المسلمون يتولون مهمة فحص البطريرك قبل دخوله إلى القبر.

ثم بعد ذلك تنزل النار المقدسة على 33 شمعة بيضاء مرتبطة ببعضها بواسطة البطريرك داخل القبر ثم يكشف البطريرك عن نفسه ويقوم بإشعال 33 أو 12 شمعة أخرى ليتم توزيعها على المصلين في الكنيسة لتكون شعلة مضيئة بقوة القيامة وبأن المسيح قد قام وهزم الموت (بحسب المعتقد المسيحي).

وتم بث طقوس القداس داخل الكنيسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليتابعها المسيحيون الذين لم يتمكنوا من المشاركة بسبب إجراءات منع تفشي كورونا، وعادة ما يسير المشاركون في احتفالات “سبت النور” في شوارع البلدة القديمة، وهم يحملون الصلبان وصولا إلى “كنيسة القيامة”، كما تنظم عروض كشفية بالمدينة.

وفي الوضع الطبيعي عادة ما تكون عشرات المواكب بانتظار أخذ النور في سيارات لنقلها إلى المناطق المختلفة، حيث يعبر النور الحواجز قادماً من القدس ليكون بانتظاره المحتفلين بمواكب يكون على رأسها المجموعات الكشفية ولفيف من وجهاء المدن والقرى.

وتبدأ فعاليات يوم سبت النور بفتح عائلة نسيبة أبواب الكنيسة بعد تسلمها من عائلة الحسيني حارسة مفاتيحها منذ عهد صلاح الدين الأيوبي، ويذكر أن العائلتين من الديانة الإسلامية يحملان أمانة حراسة المفاتيح كبروتوكول متبع منذ ذلك الوقت.

ويذكر أن النور ينقل في طائرات ويعبر قارات مختلفة لللوصول إلى كنائس العالم المحتفلة بهذا العيد، حيث يعبر عن قيامة السيد المسيح وفرح المسيحيين بتضحيته لأجلهم.

وتشهد أيضا البلدة القديمة في القدس المحتلة مناوشات مع شرطة الاحتلال الإسرائيلي جراء نصب حواجز تمنع المواطنين من الوصول إلى كنيسة القيامة لإحياء ‘سبت النور’ وفق التقويم الشرقي للطوائف المسيحية.

ونصبت شرطة الاحتلال مئات الحواجز والمتاريس الحديدية عند جميع مداخل البلدة القديمة وكافة الطرقات المفضية إلى كنيسة القيامة، بحجة تأمين الاحتفالات بسبت النور الذي يسبق عيد الفصح غدا الأحد.

وتحول هذه الإجراءات الإسرائيلية بتحويل القدس إلى ثكنة عسكرية حالت دون وصول العديد من أبناء الشعب الفلسطيني  كما الزوار من الأقباط المصريين إلى الكنيسة.

ما أن وصلت ‘شعلة النور’ بعد مسيرة طويلة من كنيسة القيامة بالقدس المحتلة إلى مدينة رام الله، حتى تعالت هتافات المحتفلين بـ’سبت النور’، بعدما حرمهم الاحتلال الإسرائيلي من الوصول إليها.

وبفعل هذه الإجراءات القمعية والعنصرية لقوات الاحتلال، عادة ما يحتفل الفلسطينيون بعيدا عن مدينتهم المقدسة، حاملين شموعا وقناديل أضيئت نارها من شعلة النور المقدسة، رافضين الإذعان لشروط سلطات الاحتلال بالحصول على تصاريح خاصة لدخول القدس، بعد اقتصارها على فئة قليلة منهم.

ربما يعجبك أيضا