ستارمر يتطلع إلى تحقيق انتصارات دبلوماسية في ألمانيا وفرنسا

ستارمر يسعى لتحقيق انتصارات دبلوماسية في إعادة ضبط العلاقات مع أوروبا

بسام عباس
المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر

بحث رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، والمستشار الألماني، أولاف شولتز، في برلين، سبل إبرام اتفاقية ثنائية لتعزيز التعاون الدفاعي والتجاري بحلول أوائل العام المقبل، قبل أن يتوجه ستارمر إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وجاء الإعلان عن الاتفاقية بعد يوم واحد فقط من خطاب ألقاه ستارمر قال فيه إن حكومته العمالية ورثت “ليس فقط ثقبًا أسود اقتصاديًا، ولكن ثقبًا أسود مجتمعيًا” بعد 14 عامًا من حكم حزب المحافظين، وحكومته ستضطر لاتخاذ بعض “القرارات غير الشعبية”، بحسب وكالة “رويترز”.

انتصار مضلل

ذكرت مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو” الأمريكية، في تقرير نشرته الأربعاء 28 أغسطس 2024، أن حزب العمال عندما فاز بالانتخابات العامة في بريطانيا الشهر الماضي، كان من المفهوم أن يدخل ستارمر بتفويض انتخابي ضخم، والآن، يشغل حزب العمال نحو ثلثي المقاعد في مجلس العموم، في حين يظل المحافظون غير محبوبين بشدة.

وأضافت أن هذا الانتصار العمالي “الساحق” يمكن أن يكون مضللاً لسببين، الأول أن النظام الانتخابي في المملكة المتحدة يمكنه أن يجعل الحزب يبدو أكثر شعبية مما هو عليه في الواقع، وفي هذه الحالة، فاز حزب العمال بنحو ثلث إجمالي الأصوات فقط.

أما السبب الثاني، فهو أن صوت العديد من الناخبين الذين استعادهم حزب العمال من المحافظين منذ الانتخابات الأخيرة على أساس الإحباط من حالة البلاد في ظل الحكم المحافظ، وليس الحماس لحزب العمال وستارمر، ما يعني أن ستارمر لديه تفويض أصغر بكثير ونافذة أقصر لتحقيق بعض الانتصارات مما قد يبدو.

تصحيح الوضع الاقتصادي

أشارت المجلة إلى ما ذكره الكاتب ألكسندر كلاركسون، في مقال نشرته الشهر الماضي، من أن أكبر عقبة أمام ستارمر هي حقيقة أن حجم التحدي المتمثل في تصحيح الاقتصاد في المملكة المتحدة هائل، وحتى إذا نفذ حزب العمال الإصلاحات سريعًا، فسوف يستغرق الأمر سنوات حتى تظهر للناخبين.

وأوضحت أن خطاب ستارمر ورحلاته هذا الأسبوع تندرج في هذا السياق، ففي يوم الثلاثاء، كان ستارمر يحاول وضع توقعات واقعية قصيرة الأجل، والتي وصفها بعض المحللين بأنها منخفضة للغاية، على أمل كسب بعض الصبر من الناخبين غير الصبورين.

وتابعت أنه شرع على الفور في رحلة إلى القوتين الرئيستين في الاتحاد الأوروبي، ألمانيا وفرنسا، حيث كان يعلم أنه سيحقق بعض الانتصارات الدبلوماسية في إعادة ضبط العلاقات مع أوروبا، وهو أحد أكبر مخاوف أنصار حزب العمال.

ضبط العلاقات الأوروبية

قالت المجلة إن المشكلة التي تواجه المملكة المتحدة هي أن زعماء فرنسا وألمانيا أصبحوا الآن في حالة من الضعف، وأن بروكسل لديها أولويات أكبر من إعادة ضبط العلاقات مع بريطانيا، في حين يسعى ستارمر إلى إعادة ضبط العلاقات الأوروبية، لصياغة علاقات تجارية وأمنية وسياسة خارجية أوثق مع بروكسل.

وأضافت أن تحقيق هذا الهدف من المرجح أن يستغرق وقتًا أقل من إصلاح الاقتصاد البريطاني المريض، وإذا كان هذا سيمنحه الوقت، وهو ما يبدو أن التحركين هذا الأسبوع يهدفان إلى تحقيقه، فقد يكون هذا كل ما يحتاج إليه، إلا أن ستارمر سيعاني كثيرًا في طريق إرضاء الاتحاد الأوروبي.

ربما يعجبك أيضا