ستة مرشحين.. هل حدد النظام الإيراني الرئيس القادم؟

معادلة 5+1 في انتخابات إيران.. 5 محافظين في مواجهة إصلاحي واحد

يوسف بنده

يبدو أن انقسام الإصلاحيين وتضييق النظام عليهم، هدفه إتاحة الفرصة لهندسة الانتخابات لصالح فوز الرئيس المحافظ القادم.


يبدو أن النظام الإيراني قد حدد المرشح المطلوب للفوز في الانتخابات الرئاسية المقررة يوم الجمعة 28 يونيو الجاري لانتخاب رئيس جديد للبلاد، خلفًا للرئيس الراحل، إبراهيم رئيسي.

وبعدما تقدم 80 شخصًا تم قبول أوراق ترشحهم لسباق الرئاسة، أعلن مجلس صيانة الدستور عن قبول 6 مرشحين فقط من هذا العدد، ما يؤشر إلى رغبة النظام الإيراني في حصر الخيارات بين أسماء محددة.

انتخابات الرئاسة

انتخابات الرئاسة في إيران

مرشحون ستة

أعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات، محسن إسلامي، تأييد صلاحية ترشح كل من: مصطفى بور محمدي، وسعيد جليلي، ومحمد باقر قاليباف، وعلي رضا زاكاني، وأمير حسين قاضي زاده هاشمي، ومسعود بزشكيان، وذلك لخوض الانتخابات الرئاسية الإيرانية لعام 2024.

وفي دلالة على التدخل العميق لمجلس صيانة الدستور في انتخاب المرشحين، فقد تم استبعاد رئيس البرلمان السابق، علي لاريجاني، والرئيس الأسبق، محمود أحمدي نجاد.

مقعد الرئيس

في انتظار فوز رئيس محافظ على خطى رئيسي في إيران

الأولوية للمحافظين

وحده المرشح مسعود بزشكيان، الطبيب ووزير الصحة الأسبق والبرلماني السابق، الذي يمثل التيار الإصلاحي بين المرشحين الستة، وهو ما يجعله الاختيار الأول بالنسبة للإصلاحيين الذين ابتعدوا عن الحياة السياسية منذ سيطرة المحافظين على الرئاسة والبرلمان في إيران.

وتأتي بقية الأسماء الخمسة المرشحة ممثلة عن التيار المحافظ في إيران، مثل: محمد باقر قاليباف رئيس البرلمان الحالي والقيادي السابق في الحرس الثوري، وسعيد جليلي كبير المفاوضين السابق في الملف النووي خلال حكومة أحمدي نجاد، والمسئول في مكتب المرشد الأعلى، علي خامنئي.

وأيضًا، علي رضا زاكاني رئيس بلدية طهران ومساعد الرئيس الراحل رئيسي، ومصطفى بور محمدي، وزير الداخلية الأسبق، ورئيس هيئة أمناء مركز توثيق الثورة، وأمين عام جبهة رجال الدين المناضلين، وأمير حسين قاضي زاده هاشمي، مساعد الرئيس الراحل رئيسي، ورئيس مؤسسة الشهيد.

مسعود پزشکیا

مسعود پزشکیان.. المرشح الإصلاحي الوحيد في انتخابات رئاسة الحكومة الرابعة عشر في تاريخ إيران

الأوفر حظًا

تبدو المنافسة الأشد في هذه الانتخابات بين قاليباف وجليلي، حيث تنازل الأخير في السباق الرئاسي السابق لصالح دعم الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، لكن يتميز قاليباف بشخصية أكثر اعتدالًا وحكمة في نظر النظام الحاكم.

كما أن قاليباف من الشخصيات المقربة من رجال الدين والحرس الثوري، بوصفه قائداً عسكريا سابقاً في سلاح الجو التابع للحرس الثوري، بالإضافة إلى عمله في منصب عمدة طهران، والتناغم الذي أبداه بوصفه رئيساً للبرلمان مع حكومة رئيسي، يجعله الشخصية المفضلة لدى النظام الحاكم في إيران، خاصة أن المرشد الأعلى يفتش على شخصية تمضي على خطى رئيسي في حل المعضلة الاقتصادية في الداخل ومعالجة الملفات الخارجية.

المحادثات النووية

بينما سعيد جليلي يراهن على دعم المحافظين له، خاصة أنه لطالما رفع شعارات داعمة للنظام، لكن الموقف من المسألة النووية سيحدد مدى إمكانية فوزه، خاصة أنه متهم بالمماطلة وإفشال المحادثات النووية في عهد حكومة نجاد، بينما النظام الإيراني حاليًا يراهن على الحوار مع الغرب وليس التوصل لاتفاق نووي نهائي من أجل معالجة الأزمات الاقتصادية.

ويبدو أن انقسام الإصلاحيين وتضييق النظام عليهم، هدفه إتاحة الفرصة لهندسة الانتخابات لصالح الرئيس المحافظ القادم، وكذلك تفتيت أصواتهم بما لا يحقق الفوز لمرشحهم، خاصة أن بزشكيان لا يتمتع بشعبية واسعة في الأوساط الإيرانية، وهو ما يضمن الفوز لمرشح محافظ مثل قاليباف.

ربما يعجبك أيضا