سر شعارات الأحزاب السياسية الأمريكية.. الحمار والفيل

الشعارات السياسية في أمريكا.. من رسومات ناست إلى رموز الأحزاب

أحمد الحفيظ
سر شعارات الأحزاب السياسية الأمريكية.. الحمار والفيل

الحزبان السياسيان في أمريكا، الديمقراطي والجمهوري، لديهما شعارات مميزة تمثلها وتعرفها للعالم: الحمار للديمقراطيين والفيل للجمهوريين.

وبحسب صحيفة “واشنطن بوست: فإن هذه الرموز تعود جذورها إلى القرن التاسع عشر، وتعتبر جزءًا من الثقافة السياسية الأمريكية.

شعار الحزب الديمقراطي: الحمار

بدأ استخدام الحمار كرمز للحزب الديمقراطي في عام 1828 خلال حملة أندرو جاكسون الرئاسية. جاكسون كان يُلقب بـ “جاكاس” (أي الحمار) من قبل معارضيه، ولكنه قرر تحويل الإهانة إلى رمز لقوة الإرادة والعمل الدؤوب.

في سبعينيات القرن التاسع عشر، استخدم رسام الكاريكاتير الشهير توماس ناست الحمار في رسوماته السياسية، ما عزز هذا الرمز وربطه بالحزب الديمقراطي. أصبح الحمار يرمز إلى الصلابة والعناد، وهي صفات إيجابية رآها الديمقراطيون في أنفسهم.

شعار الحزب الجمهوري: الفيل

أما الفيل، فقد بدأ استخدامه كشعار للحزب الجمهوري في نفس الفترة تقريبًا. ويعود الفضل في ترسيخ هذا الشعار أيضا إلى رسام الكاريكاتير توماس ناست.

في عام 1874، نشر ناست رسمة في مجلة “هاربرز ويكلي” تظهر فيها مجموعة من الحيوانات، بما في ذلك فيل كبير يمثل الحزب الجمهوري، كرمز للقوة والعظمة.

ومنذ ذلك الحين، أصبح الفيل يمثل الحزب الجمهوري، معبرًا عن القوة والثبات والقدرة على تحمل الصعاب.

دلالات الشعارين

الشعارات ليست مجرد رموز عابرة، بل تحمل دلالات عميقة تعكس قيم الحزبين. الحمار، رغم كونه رمزًا متواضعًا، يعبر عن القوة العمياء والتصميم، وهي صفات يعتز بها الديمقراطيون في سياساتهم وتوجهاتهم.

الفيل، من ناحية أخرى، يعبر عن القوة الكبيرة والصلابة، وهي صفات يفتخر بها الجمهوريون في توجهاتهم وسياساتهم.

تأثير الشعارين في السياسة الحديثة

اليوم، هذه الشعارات لا تزال تلعب دورًا هامًا في السياسة الأمريكية. تُستخدم في الحملات الانتخابية، والملصقات، والمواد الدعائية للحزبين، وتساعد في تعزيز الهوية السياسية لكل منهما.

وتمثل شعارات الحمار والفيل أكثر من مجرد رموز مرئية؛ إنها تعبير عن الهوية والقيم التي يعتنقها كل حزب. هذه الرموز تستمر في التأثير على السياسة الأمريكية وتظل جزءًا لا يتجزأ من المشهد السياسي الأمريكي.

 

ربما يعجبك أيضا