سفير العمارة المصرية.. التغيّرات المناخية تعيد الحديث عن «حسن فتحي»

مدرسة حسن فتحي.. التأسيس لمفهوم العمارة الخضراء

يوسف بنده

“هناك 800 مليون نسمة من فقراء العالم الثالث محكوم عليهم بالموت المبكر بسبب سوء السكن، هؤلاء هم زبائني” (م/ حسن فتحي)


استعرض تقرير لمركز “فاروس” للاستشارات، المختص بالشئون الإفريقية، الدور الذي قدمه المهندس المصري حسن فتحي، في مجال فن العمارة، باعتباره فنًّا نابعًا من فكر هدفه الأول خدمة الناس والمجتمعات.

وخلال مسيرته، لم يكن حسن فتحي مجرد مهندس معماري، فكان فنانًا وشاعرًا ومثقفًا عالميًّا يتمتع بمعرفة واسعة بالأدب والفلسفة، وتمكن من استيعاب وهضم التقاليد والثقافات المختلفة، وتأثر كثيرًا بأساليب البناء في مصر القديمة والأنماط الهندسية للعمارة الإسلامية، وخرج منها بأسلوب جديد خاص به في تصميم منازل البسطاء بالريف المصري.

حسن فتحي

حسن فتحي مهندس معماري مصري

مهندس الفقراء

كرَّس حسن فتحي موهبته وخبراته لبناء مساكن للفقراء في الدول النامية، وكان جوهر فلسفته المعمارية هو أسلوب البناء المستمد من البيئة المحيطة، وبناء بيوت بأسعار معقولة معتمدًا على مواد محلية في البناء مثل الطوب الطيني، واستخدام أساليب التبريد الطبيعية.

ارتبطت باسم حسن فتحي، مفاهيم معمارية مثل “عمارة الفقراء” و”عمارة الطين”، بسبب استخدامه لأساليب ومواد التصميم القديمة، بالإضافة إلى درايته بالوضع الاقتصادي في الريف المصري، وقام بتدريب السكان المحليين بالريف على صنع المواد الخاصة بهم، وبناء بيوتهم بها.

حاول “مهندس الفقراء”، وهو اللقب الذي اشتهر به، من خلال أسلوبه استلهام أفكار وطرق بناء استخدمها المصريون طوال تاريخهم الطويل ومزجها مع العمارة الإسلامية ليخرج في النهاية بنموذج فريد ثري وغني بالأصالة رغم بساطته، وتعد مشاريعه إشادة بالطبيعة والتقاليد والإنسان، وهو ما يميزه كرائد معماري بعيدًا عن المفهوم التقليدي للمهندس المعماري الحديث.

حسن فتحي المهندس

حسن فتحي مهندس معماري مصري

التأسيس لمفهوم العمارة الخضراء

أسلوب حسن فتحي يُعد نموذجًا فريدًا للعمارة البيئية أو “العمارة الخضراء”، وهو المفهوم المعماري الذي انتشر بشدة خلال السنوات الماضية نتيجة لتأثيرات التغيّرات المناخية التي جعلت الإنسان بحاجة للعيش والتكيف مع طقس متطرف.

وهذا المفهوم ليس جديدًا كما قد يعتقد البعض، وقد ظهر بالفعل في الحضارات القديمة؛ حيث كان الإنسان لا يزال يحاول التأقلم مع الحياة في بيئته واستخدام المواد الموجودة حوله في بناء مسكنه، فضلًا عن انتهاج أساليب بناء تتناسب مع طبيعة البيئة التي يعيش فيها وطبيعة الطقس والرياح والحرارة والمطر والشمس.

ويُعد هذا التفاعل الإيجابي بين الإنسان والعمارة مع البيئة مظهرًا رئيسًا للحضارة الإنسانية، و”العمارة الخضراء” التي كرَّس حسن فتحي نفسه لتطبيق أساليبها قبل أن تُعرف كمفهوم معماري، أصبحت في عالم اليوم غاية ضرورية، وليست ترفًا خاصة مع تأثير سلوكيات الإنسان وأنماط العمارة الجديدة سلبًا على البيئة، وهدفها هو تقليل هذا التأثير السلبي من إسراف في استخدام الطاقة واستنزاف الموارد الطبيعية وتلويث البيئة، وهو ما ينعكس أيضًا على صحة الإنسان.

مسجد فاروق

عمارة حسن فتحي – معماري مصري

وكان فتحي ضمن قلائل دعوا إلى تحسين نمط المعيشة في الريف ببناء بيوت قليلة التكلفة ومن مواد محلية، وطبق من خلال فلسفته أساليب بناء تهتم بالاستدامة، وبإنشاء مساكن مريحة للناس حرارتها مناسبة في الصيف والشتاء، إلى جانب الحفاظ على هوية البيئة المحيطة.

وكان أساس تصميم المنزل وفقًا أسلوبه هو: الفناء الداخلي، ملقف الهواء، القبة والقبو، الطين، أما هدفه فكان البسطاء من أهل الريف الذين ليست لديهم الأموال الكافية لبناء مساكن واسعة، فكانت تصميماته تقدم أبنية اقتصادية التكلفة ذات بعد جمالي تحافظ على صحة من يسكنها، وتحافظ على البيئة كذلك.

للاطلاع على التقرير كاملًا، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا