سقوط الأقعنة يتواصل.. تسريبات «بوحبيب» تورط لبنان

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

بعد شربل وقرداحي، صحيفة «عكاظ» السعودية تنشر تسجيلات صوتية لتصريحات وزير خارجية لبنان، عبدالله بوحبيب، أدلى بها لمجموعة من الصحفيين، ثم تراجع عنها وحاول حجبها عن الإعلام، مطالبًا إياهم بإخفائها وعدم نشرها بعد أن نصحه مستشاروه بذلك.

فمسلسل سقوط «الأقنعة المزيفة» بات عرضا مستمرا لوكلاء إيران في لبنان، بعد أن كشفت التسريبات ما يكنّه الرجل تجاه المملكة العربية السعودية من حقد، متناسيا الدعم غير المحدود للبنان طيلة العقود الماضية.

أزمة في لبنان

تأتي الأزمة الدبلوماسية فيما كانت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تعمل على إعادة ترتيب علاقاتها السياسية مع دول الخليج، خصوصاً السعودية، وتعوّل على دعمها المالي في المرحلة المقبلة للمساهمة في إخراج البلاد من أسوأ أزماتها الاقتصادية، بعدما أعلنت تبرؤها من تصريحات قرداحي وأنها لا تعبر عن موقف الحكومة اللبنانية.

ومن الملاحظ أن مجلس الوزراء السعودي الذي عقد الإثنين، لم يتطرق لا من قريب ولا من بعيد، للأحداث التي تشهدها الساحة اللبنانية، رغم سحب وطرد السفراء، وتبادل الاتهامات، وهذا يؤكد أنها أزمة في لبنان وليست أزمة مع لبنان.

مبررات واهية لإغراق السوق السعودي بالمخدرات، واعتراف بعدم قدرة الدولة اللبنانية على تحجيم نفوذ حزب الله، وغيرها من التصريحات المثيرة للجدل للوزير اللبناني خلال التسريب الذي نشرته الصحيفة السعودية، والذي تحدث فيها عما أسماه «قساوة» من المملكة تجاه لبنان، والاعتراف بفشله في حل الأزمة مع السعودية.

حالة الانفصال عن الواقع من قبل المسؤول اللبناني، تجلت في تصريحاته بقوله”إذا لم يجر أي حوار وتواصل، فإن ما يحصل لا يمتّ بصلة الى منطق الأخوة والصداقة”. مضيفا “معالجة القضية بالحوار، أما أن يطلب أي طرف منا إزاحة حزب الله من المشهد، فكيف لنا أن نفعل ذلك وهو مكون لبناني شئنا أم أبينا؟”.

سعودية جديدة

لابد أن يدرك اللبنانيون أن الجيل الجديد في السعودية أصبح بعيدًا عنهم وفي مكان آخر، المملكة أصبحت تتحدث بندية مع أمريكا وروسيا لدرجة أنها لم تعد يلقي بالًا لمكانة فرنسا بسبب تحركاتها المناوئة.

فمنذ عقود والقوى الفاشلة يسيل لعابها للانقضاض على «كعكة الخليج»، القوميون في العالم العربي، والبعثيون في العراق، والمتأتركون في الربيع العربي، ومحور مقاومة إسرائيل، التي يتخذها ذريعة للتدخل ونشر الإرهاب.

يتحدث الوزير اللبناني منكرا أن السعودية لم تدعم لبنان الدولة بل تدعم جهات هناك ، هذا الكلام مغلوط وغير صحيح، فقد دعمت السعودية إعادة الإعمار ووضعت ودائع بالبنك المركزي اللبناني للخروج من أزمته المالية فضلا عن عديد إجراءات اتخذتها المملكة لدعم الدولة اللبنانية في أزماتها المتتالية.

ينكر الرجل المساعدات المالية السعودية إلى لبنان ويتهمها بإرسال مال للانتخابات فقط، في الوقت الذي يثني على أموال الغرب والادعاء بأن المساعدات المهمة تأتي من الاتحاد الأوروبي!

أخطر التسريبات

أخطر ما ورد في تسريبات كلام وزير خارجية لبنان، هو إقرارهم بعلمهم كحكومة بتهريب المخدرات وتشريع وتبرير مثل هذه الأعمال، الأمر الذي يطرح عديد علامات الاستفهام حول أهلية الرجل للمنصب الذي يتبوأه !

فالرجل الذي ترك دبلوماسيته جانبا، وتحدث بلغة تجار المخدرات، يبرر تهريب المخدرات للسعودية على قاعدة العرض والطلب دون النظر للأعراف الدبلوماسية والقواعد الإنسانية فى العلاقات وحقوق الاخوة والجوار، وهو ما يدق ناقوس الخطر بأن لبنان انفسخ من هًويته الإنسانية وانتمائه البشري.

وهو ما عبر عنه وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، الذي أكد أن المشكلة في لبنان تكمن في هيمنة حزب الله على النظام السياسي وليس في تصريحات شخصية بعينها.

وتشهد العلاقة بين لبنان والسعودية فتوراً منذ سنوات، على خلفية تزايد دور حزب الله الذي تعتبره الرياض منظمة “إرهابية” تنفذ سياسة إيران، خصمها الإقليمي الأبرز. وتأخذ على المسؤولين اللبنانيين عدم تصديهم له. كما تتهم الرياض حزب الله بدعم الحوثيين في حرب اليمن المستمرة منذ 2015. وكانت السعودية قبل تراجع دورها من أبرز داعمي لبنان سياسياً ومالياً.

ربما يعجبك أيضا