“سلامي”.. رجل خامنئي “الراديكالي” على رأس “الحرس الثوري”

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

في خطوة مفاجئة ودون سابق إنذار أعفى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية “آية الله علي خامنئي” قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، من منصبه، وعين نائبه حسين سلامي، خلفَا له.

وأعرب خامنئي، في مرسوم صدر عنه بهذا الصدد ونشرته وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، عن شكره لجعفري على خدمته في قيادة الحرس الثوري الإيراني، المنصب الذي تولاه منذ 1 سبتمبر 2007.

وقال خامنئي في المرسوم، متوجها إلى سلامي: “نظرا إلى رأي اللواء محمد علي جعفري بضرورة  التغيير في قيادة حرس الثورة الإسلامية وبعد التقدير للخدمات القيمة والجسيمة والخالدة التي قدمها على مدى عقد من الزمان، وكذلك ونظرًا إلى كفاءتكم وتجاربكم القيمة في الإدارة العامة وتصديكم للمسؤوليات المختلفة في الأجهزة الثورية والجهادية والشعبية لحرس الثورة الإسلامية، قررت منحك رتبة لواء وتعيينك قائدا عاما لحرس الثورة الإسلامية”.

وكان خامنئي قد عين في وقت سابق فتح الله جميري، قائدًا لأمن الحرس الثوري، أو “وحدات الحماية الشخصية”، المعنية بتكليف الحراس الشخصيين وضباط الأمن لكبار المسئولين العسكريين والمدنيين. ما يشي بوجود حركة تغييرات في قوام الحرس الثوري.

الحرب الناعمة

بحسب إذاعة “راديو فردا”، منح خامنئي سلامي رتبة لواء، وذلك بقرار تعيينه قائدا للحرس الثوري.

وطالب خامنئي القائد الجديد بتعزيز القدرات الشاملة للقوات، والاستعدادات بكافة القطاعات، بما فيها النواة الداخلية للحرس الثوري “التقوى والبصيرة”، بالإضافة إلى التوسع في تطوير المرافق المعنوية وتعزيز الخبرات والثقافة للقوات، وأن يتخذ الحرس الثوري خطوات نحو التكامل والتطوير الشامل.

وفي المقابل عين خامنئي “جعفري” بمنصب قائد المركز الثقافي والاجتماعي “بقية الله الأعظم”، وهو مركز يهدف إلى مواجهة “الحرب الناعمة”، وتأسس في عام 2016، ومصطلح “الحرب الناعمة” هوة أكثر المصطلحات استخدامًا من قبل المرشد، في الخطابات التي يتحدث بها عن الهجوم الثقافي الغربي وطمس الهوية الإسلامية وتخريب عقول المسلمين وأشياء من هذا القبيل.

وبحسب المرشد الأعلى، فإن “جعفري” نفسه طلب هذا التغيير، لرغبته “في التواجد بالحقل الثقافي، ولعب دور في الحرب الناعمة”.

الأكثر تطرفًا

يعتبر”سلامي” من بين أكثر قادة الحرس الثوري راديكالية وتطرفًا، وقام مرارًا بتهديد الكيان الصهيوني بتدميره وإزالته من على الخريطة، وكذلك هدد أوروبا بالمنظومة الصاروخية الإيرانية.

سلامي الذي كان نائبًا لقائد الحرس لتسع سنوات، شارك في الحرب العراقية الايرانية 1980- 1988، وقاد القوات الجوية للحرس، قبل أن يتولى نيابة قيادته.

ولد اللواء “سلامي” عام 1960 في مدينة كلبيكان ودرس الهندسة الميكانيكية في جامعة العلم والصناعة.

ونقلت وكالة “فارس” الإيرانية للأنباء، أن سلامي نصح رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو في أكتوبر الماضي  بـ”التدرب على السباحة في المتوسط؛ لأنه قريبا لن يكون أمامك خيار سوى الهرب بحرًا”.

كما نقلت عن سلامي قوله: باستطاعة حزب الله اللبناني تدمير إسرائيل، إذ إنهم “ليسوا بمستوى أن يشكلوا تهديدًا لنا، حزب الله كافٍ لتدميرهم”.

لماذا الآن؟

يأتي هذا التطور بعد أيام من إدراج الولايات المتحدة، بقرار ترامب، الحرس الثوري الإيراني في القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية، في سابقة كانت الأولى لتصنيف واشنطن جزءًا من حكومة أجنبية إرهابيًّا.

وردا على هذه الخطوة، أصدر مجلس الأمن القومي الإيراني قرارًا بإدراج القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية المسؤولة عن أنشطة الولايات المتحدة العسكرية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في القائمة الإيرانية للمنظمات الإرهابية.

وتتبع إدارة الرئيس الأمريكي الحالي نهجًا شديدًا تجاه السلطات الإيرانية بالمقارنة مع سلفه، باراك أوباما، واتخذت الإدارة مجموعة واسعة من الخطوات ضد طهران خاصة الانسحاب من الاتفاق النووي وفرض حزم كبيرة من العقوبات عليها.

تجدر الإشارة إلى أن قرار عزل جعفري جاء أيضًا بعد فشل الحرس الثوري الذريع خلال أحداث السيول والفيضانات التي ضربت غالبية محافظات البلاد، حيث استعان الحرس الثوري بمليشيات “الحشد الشعبي” وحركة “النجباء” العراقية، وفيلق “فاطميون” الأفغانية، للمساعدة في السيطرة على الوضع، وتحسبًا أيضًا لخروج احتجاجات شعبية.

وتتهم الولايات المتحدة إيران بأنها أكبر داعم دولي للإرهاب في المنطقة وأبرز طرف مزعزع للاستقرار فيها، معتبرة أنها تتدخل بشكل مستمر في شؤون الدول الأخرى لا سيما عبر أنشطة الحرس الثوري الإيراني و”فيلق القدس” التابع له.

تصدير الثورة

ويرتبط الحرس الثوري مباشرة بالمرشد الأعلى، ويمتلك قوات مشاة وبحرية وجوية خاصة، وتعمل قوات الحرس، بموازاة الجيش النظامي الإيراني ومهمتها “حماية الثورة الإسلامية وإنجازاتها”، إضافة إلى “حماية الحكم الإسلامي، ونشر أهدافه في الخارج”، فيما يُعرف بـ “تصدير الثورة”، التي هي محط خلاف كبير، بين إيران والعديد من الدول، ويبلغ عدد الحرس الثوري 125 ألف جندي، وقد تم تشكيله بُعيد الثورة الإسلامية، وفق المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

ربما يعجبك أيضا