«سوخوي» تصل إلى إيران قريبًا.. هل المنطقة على شفا حرب؟

يوسف بنده

الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل مرهونة بتجاوز إحداهما للخطوط الحمراء، ولكن أزمات الداخل تزيد احتمالية وقوع هذه الحرب.


لا تزال التصريحات المعادية المتبادلة بين إيران وإسرائيل مستمرة، فقد عادت فرضيات الحرب بين البلدين مع عودة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

وتستمر الاضطرابات التي تهدد أمن الداخل الإيراني، مثلما هو الحال في إسرائيل. وحسب تقرير صحفي، دعا نتنياهو رؤساء الأجهزة الأمنية إلى جلسات سرية، سيبحث فيها مسألة توجيه ضربة لإيران، فما حقيقة الأمر؟

تصعيد إسرئيلي

اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إيران، بالمسؤولية عن “90% من مشكلات منطقة الشرق الأوسط”، وذلك خلال مراسم تسليم رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي من أفيف كوخافي إلى هرتسي هاليفي، أمس الاثنين 17 يناير 2023.

وقال نتنياهو حسب صحيفة الغد: “بدأنا في العقد الماضي نشاطًا لا هوادة فيه للحد من وجود القوات الإيرانية في سوريا ومحاولات نقل الأسلحة إلى سوريا ولبنان”، مضيفًا: “الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية ستفعل كل ما يلزم للقتال ضد مضطهدينا، ولن نتورط في حروب لا داعي لها”.

وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي: “سنجهز الجيش الإسرائيلي للحرب على ساحات بعيدة وقريبة. مضيفًا: “التهديدات المختلفة لا تزال حولنا، ابتداء من معضلة إيران التي تتحمل إسرائيل مسؤولية تقييم حلها”.

1365650

خطوط حمراء

حسب وكالة سبوتنيك، حذر نتنياهو، إيران و”حزب الله”، خلال زيارة تفقدية لمقر القيادة الشمالية، برفقة وزير الدفاع يواف غالانت، 11 يناير الحالي. قائلًا إن “العدو الرئيس الذي نواجهه هو النظام الإرهابي في إيران ونقاتله في سوريا ولبنان، ومن يحتاج إلى تذكيره بخطوطنا الحمراء في هذا الأمر، سيتلقاه”.

وأضاف: “نحن مصممون على محاربة محاولات إيران تطوير ترسانة نووية، ومحاربة أي محاولة من جانبها، لتوطيد وجودها على حدودنا العسكرية الشمالية في سوريا، ومحاولات حزب الله شن عدوان علينا من لبنان”.

ومن جهته، قال غالانت إن “المؤسسة العسكرية ستمنع إيران من توطيد نفسها في سوريا، وستقطع قنوات نقل الأسلحة الإيرانية إلى لبنان وحزب الله”.

نتنياهو يعلن تعيين تساحي هنجبي رئيساً لمجلس الأمن القومي

احتمالية الحرب

يشير تقرير لصحيفة الجريدة الكويتية إلى وجود مؤشرات على احتمالية الحرب، تتمثل في الأزمة السياسية الداخلية في إسرائيل، التي وصلت إلى حد التحذير من حرب أهلية، وزيادة التأكيدات بشأن تعذر إحياء الاتفاق النووي مع إيران كاملًا، فضلًا عن الوضع الداخلي المضطرب الذي تعيشه الأخيرة على وقع أطول موجة احتجاجات، تشهدها منذ ثمانينات القرن الماضي.

وتوجد تحركات عسكرية في طهران وتل أبيب. وحسب التقرير، فقد دعا نتنياهو رؤساء الأجهزة الأمنية إلى جلسات سرية سيبحث فيها مسألة توجيه ضربة لإيران، ومدى جاهزية الجيش الإسرائيلي لذلك.

ويجري هذا بجانب فحص جاهزية الجبهة الداخلية لدولة الاحتلال الإسرائيلي لاستيعاب ضربات إيرانية، ردًّا على تلك الضربة المحتملة. ويبدو أن نتنياهو يسعى، من وراء التصعيد مع إيران، لإلغاء محاكمته فقط، وكل الوسائل شرعية في نظره.

download 45

استنفار حزب الله

حسب تقرير الجريدة أيضًا، فإن زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، لبيروت ولقاءه الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، كانت ترتبط بتهديدات نتنياهو. وتشير الصحيفة إلى أن حزب الله يستعد لمستوى التعبئة، تحسبًا لأي تصعيد إقليمي، فقد أعلن الحزب ضم مقاتلين جدد.

وقد أجرى مناورات عسكرية في الجنوب تحسبًا لأي تطور عسكري مع إسرائيل تجاه الحزب أو تجاه إيران. وكان رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته، الجنرال أفيف كوخافي، وحسب تقرير وكالة سبوتنيك، 12 يناير، أكد أن بلاده أعدت خططًا لضرب إيران.

وأضاف كوخافي أن الجيش جاهز في أي وقت لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية، مشددًا على أنه خلال تعامله أو وجوده في حكومات برؤساء وزراء مختلفين، كان يوجد إجماع منهم بأنه لا ينبغي أن تستمر إيران في تطوير برنامجها النووي.

2iXCbqp9Tck6

تأزم الملف النووي

تأزم الملف النووي لإيران، خاصة بعدما أعدمت طهران نائب وزير الدفاع السابق، الذي يحمل الجنسية البريطانية، علي رضا أكبري، بتهمة التجسس لصالح لندن، فاستدعت حكومات أوروبية السفراء الإيرانيين، احتجاجًا على الإعدام، ما دفع وكالة إسنا الإيرانية للتحذير من استفادة الأوروبيين من “آلية الزناد”.

وفي ظل هذا الخلاف الإيراني الإسرائيلي، أعلنت الخارجية الروسية تأجيل المحادثات التي كانت مزمعة أمس الثلاثاء، بين وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف، ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، والتي كانت مقررة للنقاش بشأن محادثات العودة إلى الاتفاق النووي، حسب تقرير روسيا اليوم.

115243 110copy

تحذير قطري

أطلق رئيس الوزراء القطري السابق، حمد بن جاسم آل ثاني، على تويتر، تحذيرات من عمل عسكري قد يهز منطقة الخليج، في ظل تعثر جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني، قال فيها “بات الوضع في منطقتنا الخليجية محفوفًا بالمخاطر، ويستدعي من الجميع الانتباه الدائم تحسبًا لأي احتمالات”.

وأشار إلى أن الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، لم يتوصل حتى الآن إلى اتفاق يعيد الاتفاق النووي مع إيران إلى الحياة، مضيفًا “نحن نعلم أن إسرائيل تدفع بقوة للحصول على بعض المعدات والأسلحة التي تمكنها من قصف الأهداف الإيرانية، والتي ترى أنها تمثل خطرًا كبيرًا عليها”.

ولكن الجانب الأمريكي ما زال حتى الآن مترددًا حيال تزويد إسرائيل بتلك الأسلحة. وإذا لم تتوصل الأطراف إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، وزودت الولايات المتحدة إسرائيل بما تحتاج إليه من سلاح سيكون هناك عمل عسكري قد يهز الأمن والاستقرار في منطقتنا.

63c5728742360457496b8b90 1

تزود إيران بطائرات «سوخوي 35»

أعلنت طهران، أنها ستتسلم مقاتلات سوخوي 35 الروسية المتطورة، مطلع العام الإيراني المقبل (يبدأ في 21 مارس). وحسب تقرير انتخاب، فقد قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى شهريار حيدري، إن إيران قدمت طلبات أخرى لروسيا لشراء أنظمة دفاع وصواريخ.

ويبدو أن لدى إسرائيل قلقًا من امتلاك إيران هذا النوع من الطائرات، حسب تقرير قناة i24 الإسرائلية، يساعد ذلك إيران على تطوير منظوماتها الجوية والهجومية. وسوخوي 35، هي واحدة من مقاتلات الجيل الرابع.

المواصفات القتالية لـ«سوخوي 35»

بالإضافة إلى أنها من مقاتلات الجيل الرابع، فسوخوي 35 مجهزة برادار متقدم من طراز N-035، ومسلحة بصواريخ جو -جو وجو- أرض، ومضادة للسفن وللرادار، ولديها القدرة على إطلاق وإسقاط جميع أنواع القنابل والصواريخ.

1280x960

وحسب تقرير الجريدة، فقد تسلمت طهران بالفعل 12 مقاتلة من طراز SU35، ولكن أجرت موسكو عليها تعديلات بهدف نزع “مخالبها الهجومية”، لتفادي الإضرار بعلاقاتها مع القوى الخليجية.

واكتفت موسكو بتعزيز القدرات الدفاعية للدفعة الأولى منها، بهدف صد أي هجوم محتمل على المنشآت النووية. وأرسلت روسيا أجزاء الطائرات، التي توازي مقاتلات الشبح الأمريكية F35 لكي يجري تجميعها بقاعدة قرب أصفهان.

ربما يعجبك أيضا