سوروس يسلم إمبراطوريته الاقتصادية لابنه.. ماذا تنتظر السياسة الأمريكية؟

محمد النحاس
سوروس يسلم إمبراطوريته الاقتصادية لابنه.. ماذا تنتظر السياسة الأمريكية؟

سيدير سوروس الابن إمبراطورية والده الاقتصادية.. كيف يرى التدخل المالي في السياسة بالولايات المتحدة؟


قرر المستمثر والملياردير الأمريكي الشهير، جورج سوروس، أن يسلم إمبراطوريته الاقتصادية البالغة 25 مليار دولار إلى ابنه الأصغر، ألكسندر سوروس.

وقال الابن البالغ 37 عامًا، والذي سيدير صندوق  “سوروس لإدارة التحوط”، إنه يسير على خطى والده لتحقيق الأهداف الليبرالية، ويخطط لمواصله استخدام نفوذ العائلة بغرض دعم السياسيين الأمريكيين المحسوبين على يسار الوسط.

دور سياسي يتعدى الولايات المتحدة

يدعم الابن حقوق الإجهاض، والمساواة بين الجنسين، ويميل عمومًا لتأييد القضايا التي يدعمها يسار الوسط. ووفقًا لتقرير نشرته وول ستريت جورنال الأمريكية، أمس الأحد 11 يونيو 2023، يصف ألكسندر سوروس نفسه بأنه أكثر تسييسًا من والده.

والتقى سوروس الابن أخيرًا مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، بالإضافة إلى لقائه زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر (ديمقراطي). وتعدى حدود الولايات المتحدة ليلتقي الرئيس البرازيلي (المحسوب على اليسار) لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.

ولسنوات، اعتقد مقربون للمستثمر الشهير جورج سوروس، أن الأخ غير الشقيق الأكبر لألكسندر، جوناثان سوروس، البالغ من العمر 52 عامًا، وهو محامٍ له خلفية مالية، هو الأوفر حظًّا لخلافة والده، وهو ما لم يحدث.

دعم الديمقراطية وآراء مختلفة

مؤسسة Open Society Institute غير الربحية، التابعة لسوروس، توجه نحو 1.5 مليار دولار سنويًّا إلى مجموعات تدعم حقوق الإنسان والديمقراطية في جميع أنحاء العالم، مسهمةً بذلك في ما يعرف بـ”بناء الديمقراطيات”. وتذهب أموال المنظمة أيضًا إلى الجامعات وغيرها من المؤسسات التعليمية.

وحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه ينتاب ألكسندر القلق من احتمال عودة الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، في السباق الرئاسي القادم المزمع عقده 2024.

وقال ألكسندر في مقابلة سابقة: “أرغب في إبعاد المال عن مجريات العملية السياسية، لكن ما دام الطرف الآخر يفعل ذلك، علينا أن نفعل أيضًا”. وعلى النقيض من العديد من الأصوات المقربة من اليسار، يرى ألكسندر أن النقاشات داخل الحرم الجامعي أصبحت “مقيدة للغاية”، وقال: “لدي بعض الاختلافات مع جيلي في ما يتعلق بحرية التعبير”.

اختلافات بين الوالد والابن

تشير صحيفة وول ستريت إلى أن مؤسسة سوروس “لم تدعم العديد من القضايا اليهودية”. وعلى العكس من جورج سوروس، زار ألكسندر إسرائيل عدة مرات، واحتفل بأعياد دينية يهودية، مثل عيد الفصح وغيره.

وبين طباع الوالد وابنه اختلافات في ما يتعلق بأساليب الإدارة، والاهتمامات العامة، وطريقة التفاعل والتعاطي مع المناسبات الاجتماعية، بالإضافة إلى أن الابن تعوزه خبرة والده الكبيرة وشبكة علاقاته الضخمة، لكن من المرجح أن إدارته للصندوق ستكسبه كثيرًا من هذه الجوانب بمرور الوقت.

كيف بنى سوروس الأب ثروته؟

بنى جورج سوروس ثروته في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وهو مدير لصناديق التحوط وإطلاق الرهانات في أسواق الأسهم والسندات والعملات العالمية، بناءً على توقعاته للتحولات الاقتصادية والسياسية. ونفذ جورج سوروس استثمارات من خلال شبكة معلوماته التي كونها عن طريق اتصالاته الواسعة التجارية والسياسية.

وحسب وول ستريت جورنال، راهن سوروس الأب على انخفاض الجنيه الإسترليني في عام 1992، ما أدى إلى تحقيق صندوق تحوطه مكاسب تربو على المليار دولار.

وتنقل الصحيفة الأمريكية عن كبير مسؤولي الاستثمار السابق في شركة سوروس للتحوط، ستانلي دروكنميلر، قوله إن ما يميز جورج عن غيره هو قدرته على تغيير اتجاه الاستثمارات فعليًّا.

مواقف وانتقادات

في أعقاب سقوط جدار برلين عام 1989، ركزت مشاريع جورج غير الربحية على دعم الديمقراطيات في الكتلة السوفيتية السابقة، وأماكن أخرى بأنحاء العالم.

وفي عام 2004 أثار ضجة واسعة النطاق داخل الولايات المتحدة الأمريكية بقوله إن منع إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج دبليو بوش، كان “المحور المركزي” في حياته.

وفي عام 2008 دعم جورج سوروس حملة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وأثار دعمه لبعض البرامج جدلًا واسعًا وانتقادات حادة. وكان أحد هذه البرامج يتعلق بإضفاء الشرعية على عشبة الماريجوانا المخدرة في الاستخدامات الطبية.

اقرأ أيضًا| جورج سوروس: استثمار «بلاك روك» مليارات الدولارات بالصين«خطأ مأساوي»

اقرأ أيضًا| صندوق تابع للملياردير جورج سوروس يستحوذ على شركات هوت أسهمها

ربما يعجبك أيضا