سوريا في قلب استراتيجية أردوغان.. مكاسب داخلية وخارجية

جهود للمصالحة بين دمشق وأنقرة.. البحث عن مكان للقاء الزعيمين

يوسف بنده

تجاوبًا مع الشرط السوري، أعلن الرئيس التركي، نهاية وشيكة للعملية التي ينفذها جيش بلاده ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وسوريا.


تعتقد تركيا أنه كلما تفاقم الصراع مع إسرائيل ستبدو إيران وكأنها اللاعب الوحيد بالمنطقة، ما يعني الحاجة لقوة توازن مع طهران، وهو ما يستدعى عودتها للعراق وسوريا.

وبعد زيارته إلى بغداد الاثنين 22 أبريل الماضي، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة 28 يونيو 2024، أن أنقرة ودمشق ربما تتحركان لاستعادة العلاقات.

الأولى منذ 13 عامًا.. الرئيس التركي يصل إلى بغداد

وساطة عراقية

كشف وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين عن وجود وساطة عراقية للمصالحة بين تركيا وسوريا. معتبرًا أن نجاح المصالحة بين دمشق وأنقرة سينعكس إيجابًا على العراق.

وحسب تقرير صحيفة “الزمان” العراقية، اليوم الثلاثاء 16 يوليو 2024، نقلًا عن مستشارية الأمن القومي، فقد اقترحت بغداد أن تستضيف هذا اللقاء أو أية لقاءات تمهد للمصالحة بين البلدين.

وكان الرئيس التركي، طيب أردوغان دعا إلى الرئيس السوري إلى زيارة تركيا أو عقد اللقاء في أي بلد ثالث، لإعلان المصالحة بين الطرفين.

المصالحة التركية السورية 1

أردوغان والأسد

شرط سوري وإشارة تركية

تجاوب الرئيس السوري، بشار الأسد، مع الدعوة التركية، وأكد، الاثنين 15 يوليو 2024، أن الاتصالات مع تركيا لم تنقطع وبعض الوسطاء يرتبون للقاء على المستوى الأمني.

وفي شرط لإتمام المصالحة مع تركيا، دعا الأسد تركيا إلى الانسحاب من أراضي بلاده ووقف دعم مجموعات مسلحة، لافتا إلى أن أنقرة دولة جارة ويجب أن تكون علاقاتنا طبيعية.

وفي إشارة للتجاوب مع الشرط السوري، وحسبما نقل موقع “كردبرس”، السبت 13 يوليو 2024، أعلن الرئيس التركي، نهاية وشيكة للعملية التي ينفذها جيش بلاده ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وسوريا.

ويبدو أن تركيا عازمة على استبدال تواجدها العسكري من خلال إنشاء ممر أمني بعمق 30 إلى 40 كيلومتراً على طول الحدود مع العراق وسوريا، بهدف التصدي للجماعات الكردية المسلحة.

فقد أضاف أردوغان: “سنستكمل النقاط العالقة في الحزام الأمني على طول حدودنا الجنوبية في سوريا. نحن عازمون على القضاء على أي بنية من شأنها تشكيل تهديد لبلادنا على طول الحدود مع العراق وسوريا”.

المصالحة التركية السورية 2

المصالحة التركية السورية المنتظرة

البحث عن مكان

تستمر روسيا ومعها العراق في لعب دور الوساطة في التقارب المحتمل بين أنقرة ودمشق، وإن كانت هناك قوى أخرى تشجع لهذه المصالحة. خاصة خلال حكومة الرئيس الإيراني الراحل، إبراهيم رئيسي.

ويبدو أن هناك حالة تنازع على مكان انعقاد القمة المرتقبة بين رئيسي البلدين، وقد تكون العاصمة التركية مستبعدة، لأنها متهمة في الأزمة السورية. وكذلك لا ترغب أنقرة في استضافة بغداد أو طهران لتلك القمة، لأن ذلك يعزز من صورة الهيمنة الإيرانية في المنطقة.

أما بالنسبة للعاصمة الروسية، موسكو، فهي تتمتع بقبول لدى كافة الأطراف المتصارعة والوسيطة بوصفها حليفًا لهم. لكن من الممكن استضافة لقاءات على مستوى وزراء الخارجية في روسيا أو غيرها.

2024 06 30 18 50 42 205991

مكاسب تركية

حسب تقرير وكالة أسوشيتد برس، الجمعة 12 يوليو 2024، فإن تركيا تواجه ضغوط في الداخل بسبب أزمة اللاجئين، لذا يأمل أردوغان في التوصل إلى اتفاق يمهد لعودة اللاجئين السوريين البالغ عددهم 3.6 ملايين.

أيضًا، تستفيد تركيا من المصالحة مع الأسد، استكمال تعزيز نفوذها الإقليمي في بلدين مجاورين هما العراق وسوريا، حيث تأتي جهود المصالحة بمباركة إقليمية وقوى غربية، بل وحتى من أخرى شرقية مثل الصين وروسيا، من أجل التوازن أمام إيران، بما يعزز الاستقرار في المنطقة.

ربما يعجبك أيضا