سوريا.. معارك “الاستنزاف” في ريف حماة الشمالي تحتدم

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تشهد بلدات ومدن حماة وإدلب (مدرجة في منطقة خفض التصعيد والمنطقة العازلة)، منذ حوالي 4 أشهر، حملة عسكرية شرسة تقودها روسي (إحدى الدول الضامنة) مع “نظام الأسد”؛ أدت إلى قتل حوالي 1000 مدني.

النظام أعلن يوم الإثنين الماضي خرق اتفاق وقف إطلاق النار بعد أقل من 72 ساعة من دخوله حيز التنفيذ، ومنذ ذلك الوقت واصلت الطائرات الحربية التابعة له ولروسيا غاراتها على المدنيين في المنطقة، مرتكبةً عدة مجازر ومخلفةً المزيد من النازحين.
معارك ضارية.

فيما أعلنت فصائل الجيش الحر عن مقتل وجرح أكثر من 50 عنصرا لقوات الأسد على محور قتال قريتي الزكاة والأربعين، في الـ 24 ساعة الماضية فقط.

وبلغ عدد الآليات المدمرة العائدة لقوات الأسد 12 ألية منها دبابة ومدفع ميداني وراجمة صواريخ وناقلة جند مصفحة وسيارة محملة بمضاد أرضي بالإضافة إلى تدمير ست سيارات أخرى.

واضطرت فصائل الجيش الحر إلى التراجع عن قرى الزكاة والأربعين، والصخر، جراء استخدام قوات الأسد وروسيا لسياسة الأرض المحروقة وقصفهما بكل أنواع الأسلحة الجوية والأرضية، حيث تظهر الصور والفيديو جانبا من ذلك.

وكعادتها قوات النظام والمليشيات الإيرانية الموالية لها فهي لم تعلن عن خسائرها من المعارك الدائرة، مكتفية بالحديث عن سيطرتها الكاملة على بلدتي الأربعين والزكاة والصخر.

المواقف الدولية

وقد طالبت وزارة الخارجية البريطانية النظام السوري بوقف الهجمات واستهداف المدنيين في إدلب، منتقدةً خرقه المتعمد لاتفاق وقف إطلاق النار، فيما حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة جرَّاء استمرار العمليات العسكرية.

وأكد وزير الخارجية البريطاني “دومينيك راب”،” أن النظام السوري ألغى بدعم من روسيا اتفاق وقف إطلاق النار بعد أيام من إعلانه، مضيفاً أن هذا السلوك المتكرر والهجمات على الأهداف المدنية تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، مطالباً بالتوقف عن هذه الأعمال.

من جانبه حذر “بانوس مومتزيس” المسؤول الإنساني الخاص بسوريا في الأمم المتحدة من أن النظام السوري وروسيا يلعبان بالنار من خلال خرق وقف إطلاق النار، واستمرار الهجمات على محافظة إدلب والتي تحوي أكثر من ثلاثة ملايين نسمة.

وأشار “مومتزيس” في تصريحات صحفية إلى أن استئناف العمليات العسكرية في إدلب أثار ذعراً تاماً بين السكان في المنطقة الأخيرة التي يعيش فيها المعارضون للنظام السوري، مضيفاً: “إدلب تحوي 3 ملايين شخص، وهؤلاء الناس لا يعرفون أين يذهبون بسبب القصف”.

الاستنجاد بإيران

من جهته كشف القيادي في “الجبهة الوطنية للتحرير”، النقيب عبد السلام عبد الرزاق ، أن القوات الموالية لروسيا (الفيلق الخامس) وفرق جيش النظام فقدت القدرة القتالية الهجومية تمامًا بعد معارك الاستنزاف في حماة”.

وأوضح أن روسيا “تحاول زج الميليشيات الإيرانية في جبهات حماة للدفاع عنها وحتى الآن لم تستجب”، وكانت صحيفة “سفابودنايا براسا” الروسية، اعترفت في تقرير نشرته قبل أيام بفشل قوات الأسد في المعارك الجارية مع فصائل الثوار في ريفي إدلب وحماة، مؤكدة أن جنوده معنوياتهم منهارة وليس لديهم إرادة قتالية.

مأساة إنسانية

على الصعيد الإنساني، كشفت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، في تقرير، عن مقتل 781 مدنيا على الأقل، بينهم 208 أطفال، جراء غارات للنظام وحلفائه على خفض التصعيد، خلال المدة الواقعة بين 26 أبريل/ نيسان و27 يوليو/تموز الماضي من العام الجاري.

يشار إلى أن (منظمة أطباء بلا حدود) كشفت مؤخرا أن قصف واستهداف مدن وبلدات جنوب إدلب، وشمال حماة في سوريا أدى إلى نزوح ما لا يقل عن 750 ألف شخص شمالا باتجاه الحدود التركية.

وقد أعربت الأمم المتحدة عن “القلق العميق إزاء حماية المدنيين في جميع أرجاء شمال غربي سوريا”.

وطالبت النظام السوري المدعوم من روسيا بضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية والالتزام بالقانون الإنساني الدولي في هذا الشأن.

وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة “استيفان دوغريك” للصحفيين بمقر المنظمة الدولية بنيويورك ” بعد 3 أيام من خفض حدة القتال في شمال غربي سوريا، عقب وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه يوم الجمعة الماضي، اندلع القتال مرة أخرى، بما في ذلك الضربات الجوية، في جميع أنحاء المنطقة”.

وأردف قائلا ” نكرر الإعراب عن قلقنا العميق حيال حماية المدنيين في إدلب وجميع المناطق في حماة وجنوب إدلب وغرب حلب”.
وتابع “منذ تصاعد العنف في نهاية أبريل، قُتل أكثر من 500 مدني، ونزح أكثر من 400 ألف شخص في المنطقة، ومرة أخرى، نذكّر جميع أطراف النزاع وأولئك الذين لديهم تأثير عليهم، بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية”.
 

ربما يعجبك أيضا