السعودية وسوريا.. تطبيع للعلاقات وعودة إلى الحضن العربي

محمد النحاس
الرئيس السوري بشار الأسد

هل اقتربت سوريا من العودة إلى الحاضنة العربية؟ ما أبرز المواقف العربية في هذا الصدد؟


كشف مصدر بوزارة الخارجية السعودية عن بدء مباحثات مع الخارجية السورية، لاستعادة العلاقات بين البلدين.

ووفقًا لما ذكرت قناة الإخبارية السعودية، يواكب موقف الرياض  الموقف العربي ككل في الآونة الأخيرة، والرامي إلى إعادة الجمهورية العربية السورية إلى الاصطفاف العربي، بعد سنوات من الخلاف.

إعادة دمشق للكتلة العربية

قالت 3 مصادر وصفتها وكالة أنباء رويترز بالمطلعة، إن الجمهورية العربية السورية، والمملكة العربية السعودية، اتفقتا على إعادة فتح السفارات على نحوٍ متبادل، وذلك بعد ما يزيد على 10 سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية، في خطوة بارزة من شأنها تقريب عودة دمشق للكتلة العربية.

وحسب مصدر إقليمي مقرب من سوريا، نقلت عنه رويترز في التقرير الوارد، مساء أمس الخميس 23 مارس 2023، اكتسبت المحادثات بين الرياض ودمشق زخمًا في أعقاب التوصل إلى اتفاق بين السعودية وإيران في وقت سابق من الشهر الجاري.

إعادة فتح السفارات

من المتوقع، وفق مصدر إقليمي آخر لم تسمه رويترز، إعادة فتح السفارات بين البلدين بعد عيد الفطر. وفي غضون ذلك لم ينفي مصدر  الخارجية  هذه الأنباء، وفقًا لما نقلت قناة الإخبارية.

وحسب المصدر، تأتي الخطوات في إطار “حرص المملكة على تسهيل تقديم الخدمات الدبلوماسية للشعبين السعودي والسوري”، وشدد المصدر على أن “المشاورات بين الجانبين ما زالت مستمرة”.

مشاورات على مستوى رفيع

وفقًا لمسؤول دبلوماسي خليجي، جرت المفاوضات مع مسؤول استخباري سوري رفيع المستوى، ويشي ذلك بالدور الذي قد يؤديه الاتفاق السعودي الإيراني في إرساء السلام بالشرق الأوسط، في ظل أن طهران تعد أبرز حلفاء دمشق بالمنقطة.

ويأتي الموقف السعودي في سياق اتجاه عربي موحد، وليس كموقف منفصل، وترى دول عربية ضرورة عودة العلاقات بين دمشق والعواصم العربية، وقد ساءت هذه الصلات في أعقاب الحرب الأهلية التي بدأت منذ ما يزيد على العقد.

الإمارات وقيادة الجهود العربية

قبل أيام معدودة، زار الرئيس السوري بشار الأسد دولة الإمارات، وهي الزيارة الثانية له لدولة عربية بعد اندلاع النزاع السوري الداخلي. وشدد الرئيس الإماراتي محمد بن زايد على أن الجانبين أجريا “مباحثات بناء لدعم العلاقات الأخوية وتنميتها”، في تغريدة له على تويتر.

Frk7P2WXgAMHtQt

رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس السوري بشار الأسد

ومنذ نحو عام زار الرئيس السوري الإمارات، في أول زيارة لدولة عربية منذ 2011. والشهر الماضي زار بشار الأسد سلطنة عمان. وقادت أبو ظبي التي أعادت العلاقات مع سوريا عام 2018 جهود الإغاثة المقدمة من الدول العربية، في أعقاب الزلزال الذي ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا فبراير الماضي.

وفي تعليقه على زيارة الأسد الأخيرة للإمارات، قال المستشار الدبلوماسي الرئاسي الإماراتي أنور قرقاش، في تغريدة له على تويتر، إن “موقف الإمارات واضح بشأن ضرورة عودة سوريا إلى محيطها عبر تفعيل الدور العربي، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد خلال استقباله اليوم الرئيس بشار الأسد”.

موقف عربي موحد؟

لا يقتصر الموقف الإيجابي الإماراتي والسعودي من العلاقات مع سوريا على دول الخليج فحسب، فقد شدد الرئيس التونسي، قيس سعيد، على عزم بلاده إعادة العلاقات الدبلوماسية بين تونس وسوريا، لأنه لا يوجد مبرر، وفق سعيّد، لعدم وجود تمثيل دبلوماسي متبادل، حسب ما نشر الموقع الرسمي للرئاسة التونسية هذا الشهر.

وبالنسبة إلى مصر، زار وزير خارجيتها سامح شكري سوريا نهاية فبراير، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 2011، وذلك إبداءً لدعم سوريا في أعقاب الزلزال. والتقى المسؤول المصري الرئيس السوري بشار الأسد، في خطوة من شأنها أن تمثل أساسًا يمكن البناء عليه في تدشين علاقات القاهرة ودمشق.

ربما يعجبك أيضا