سياسات واشنطن تجاه بكين.. هل حان وقت التغيير؟

أمريكا والصين.. لماذا لم تعد السياسات القديمة تجدي نفعًا؟ (تحليل)

محمد النحاس

الدبلوماسية الفعّالة تتطلب العطاء والأخذ، ومع ذلك تطالب إدارة بايدن ببساطة بأن تلتزم الصين بالتوجهات الأمريكية، وتهدد حال عدم حدوث ذلك بفرض عقوبات ورفع الرسوم الجمركية.


اعتبر مقال لمجلة ريسبنسبول ستيت كرافت الأمريكية أن سياسة إدارة بايدن تجاه الصين “كارثية” على الأمن والازدهار في الولايات المتحدة.

حسب المقال المنشور، اليوم الاثنين 24 يونيو 2024، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن راضٍ عن التضحية بالعلاقات السلمية وفوائد التجارة مع الصين من أجل تحقيق مكاسب سياسية قصيرة الأجل والتي تنبع من الإصرار على أن الصين عدو للولايات المتحدة.

زيارة بلنيكن للصين

في أبريل الماضي، سافر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى بكين لتوبيخ الرئيس الصيني شي جين بينغ ووزير الخارجية وانج يي.

ولام الوزير الامريكي بكين على ما اعتبره دعمًا للجهود العسكرية الروسية في حربها مع أوكرانيا، مدعيًّا أن مبيعات الصين لروسيا من العناصر المزدوجة الاستخدام، وهي السبب في استمرار الحرب بأوكرانيا.

إطالة أمد الحرب.. من المسؤول؟

الممارسات الأمريكية تجاه الصراع في أوكرانيا، تطرح سؤال هام “من الذي يطيل أمد الحرب؟”.

ومن المفارقة أنّ الولايات المتحدة التي تتهم الصين بإطالة أمد الحرب، عرقلت في واقع الأمر، اتفاق سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا في مارس 2022.

وأطالت الولايات المتحدة الحرب بتسليح أوكرانيا بمليارات الدولارات من الأسلحة والمعدات، وتقر الولايات المتحدة بأن بكين لا تبعث بأي أي أسلحة إلى روسيا.

دعم أمريكا السخي لأوكرانيا

حتى يونيو 2024، قدمت الولايات المتحدة أكثر من 52 مليار دولار كمساعدات أمنية وعسكرية لأوكرانيا منذ بداية إدارة بايدن، بما في ذلك أكثر من 44.9 مليار دولار منذ بداية الحرب في فبراير 2022؛ تشمل هذه المساعدات مجموعة متنوعة من الأسلحة والمعدات بالإضافة إلى التدريب العسكري.

أما بالنسبة للسماح لأوكرانيا باستهداف الأراضي الروسية، فقد تطور الموقف الأمريكي بمرور الوقت، في البداية، كانت الولايات المتحدة حذرة في تقديم الدعم الذي يمكن استخدامه لضرب أهداف داخل روسيا لتجنب تصعيد النزاع، لكن في ظل تقدم الروس في خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، سمحت واشنطن بالتخفيف من هذه القيود.

أي نصر؟

من جانبها، ترفض إدارة بايدن تحديد ما يعنيه النصر في أوكرانيا، وتتصور كييف أنّ بإمكانها طرد كل القوات الروسية واستعادة جميع الأراضي، وهو طرح يشكك فيه القادة الأوربيين، وقد وصفه الرئيس التشيكي بيتر بافل، الذي يرأس دولة عضو بحلف شمال الأطلسي (الناتو) بأنّ تلك الأهداف “حالمة”.

ويتساءل المقال، إذا كانت واشنطن تريد حقًا وقف العلاقة التجارية لبكين مع روسيا، فهل نعتقد حقًا أن الأسلوب “الوعظي” وتوبيخ المسؤولين الصينيين في عاصمتهم، سيجعلهم يغيرون سلوكهم بطريقة تتلائم والمصالح الأمريكية؟

الدبلوماسية الفعالة

الدبلوماسية الفعّالة تتطلب العطاء والأخذ، ومع ذلك تطالب إدارة بايدن ببساطة بأن تلتزم الصين بالتوجهات الأمريكية، وتهدد حال عدم حدوث ذلك بفرض عقوبات وبرفع الرسوم الجمركية.

الدبلوماسية الصينية تتبنى في كثير من الأحيان مقاربات تجارية ما يجعل أمام واشنطن فرصًا للتفاوض حقًا مع بكين لتحقيق أهدافها.

ويمكن التفاوض مع بكين، لرفع العقوبات والرسوم الجمركية مقابل تقليل صادراتها ذات الاستخدام المزدوج إلى روسيا. لكن إدارة بايدن لم تبدي أي رغبة في سلوك هذا المسار.

ربما يعجبك أيضا