سياسة الديمقراطيين تجاه غزة تنفر الناخبين العرب الأمريكيين

ما هو موقف العرب الأمريكيين من هاريس في الانتخابات الأمريكية؟

بسام عباس
متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يتجمعون خارج المتحف الوطني العربي الأمريكي في ديربورن

لقد أثرت الحرب الإسرائيلية المتواصلة في غزة على 390 ألف عربي أمريكي في ولاية ميتشيجن، ممن اعترضوا على تزويد بايدن وإدارته إسرائيل بشحنات الأسلحة غير المشروطة التي يقولون إنها تُمكّن من ارتكاب إبادة جماعية.

وبسبب عمليات نقل الأسلحة هذه، يرى الناخبون العرب في ميتشيجن أن الولايات المتحدة مسؤولة بشكل مباشر عن الموت والخراب والدمار الذي تسببت به إسرائيل في غزة، ما وجه هذا الغضب إلى العمل السياسي والتعبئة.

تأثير العرب الأمريكيين

ذكرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، في تقرير نشرته الخميس 22 أغسطس 2024، أن عدة أشهر من معارضة الفلسطينيين والعرب الأمريكيين والطلاب المتظاهرين وغيرهم من الديمقراطيين المعارضين للحرب أثرت في نتائج استطلاعات الرأي الخاصة ببايدن في يوليو، ما أثار موجة من التساؤلات بشأن فرص الرئيس في الفوز بولاية ميتشيجن.

وأضافت أن الكثير من الناخبين العرب الأمريكيين في ميتشيجن لا يزالون غير داعمين لهاريس، وقال معظمهم إنّهم يخططون للتصويت غير الملتزم في حال أتيح لهم ذلك، في حين قالت مجموعات أصغر من الناخبين إنهم قد يمتنعون عن التصويت أو يستكشفون خيارات طرف ثالث في نوفمبر المقبل.

ولفتت إلى أن هذا التوجه بات واضحًا في فعالية حملة هاريس التي نظمت في وقت سابق من هذا الشهر، عندما تجمّع 15 ألف شخص في محطة الحملة الصاخبة في مطار ديترويت، وخلال إلقاء هاريس خطابها، هتف اثنان من المتظاهرين: “كامالا، لا يمكنك الاختباء وراء إصبعك، لن نصوّت لمصلحة الإبادة الجماعية”.

هاريس ومعاناة غزة

أوضحت المجلة أن النهجين المتناقضين، الاحتجاجات التخريبية أم التعامل المباشر مع قادة الحزب الديمقراطي، يثيران تساؤلًا بشأن الاستراتيجية الأكثر فعالية؟ فبالنسبة إلى معظم الناخبين العرب الأمريكيين في ميتشيجن، يظل التصويت غير الملتزم الهدف المنشود، إذ يعتمد البعض في المجتمع العربي الأمريكي على التصويت غير الملتزم باعتباره فرصة للتعبير عن مخاوفهم.

وأشارت إلى أن من بين 70 ناخبًا عربيًا أمريكيًا محتملًا تحدثوا إلى مجلة “فورين بوليسي”، أشار 65 منهم إلى التزامات هاريس تجاه إسرائيل بصفتها نائبة لبايدن قبل 4 سنوات، خلال تلك الحملة، صرّحت هاريس أن إدارة بايدن ستواصل تقديم المساعدة العسكرية غير المشروطة لإسرائيل.

ويرى الكثير من العرب الأمريكيين أن تعاطف هاريس المعلن مع الفلسطينيين في غزة لا يُترجم إلى تغييرات حقيقية في السياسة تجاه إسرائيل. وعندما التقت هاريس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشهر الماضي، تحدثت بصرامة وركزت على معاناة الفلسطينيين في غزة، كما أعربت عن دعمها لإنهاء الحرب.

التأثير من الداخل

قالت المجلة إن الكثير من الناخبين غير الملتزمين يعتقدون أن دعم هاريس للمساعدة العسكرية لإسرائيل لن يتغير، إلا إذا أُجبروها بممارسة ضغوط سياسية، على أمل أن يؤدي هذا الضغط على المدى الطويل إلى كسر الوضع الراهن المتمثل في دعم واشنطن الثابت لإسرائيل وترجيح كفة الميزان لمصلحة الفلسطينيين.

وأضافت أن هناك شريحة صغيرة من المجتمع ترى أن التأثير في الحزب من الداخل، وليس الاحتجاج من خارج الخيمة، هو التكتيك الأكثر فعالية، لافتةً إلى إن حركة الحقوق الفلسطينية تحتاج إلى زيادة نفوذها وقوّتها في الحزب الديمقراطي، ويتعين على العرب إيجاد بنية تحتية قوية تضاهي مستوى النفوذ الذي تتمتع به المنظمات المؤيدة لإسرائيل.

في المقابل، يصرّ ناخبون آخرون على ضرورة الاستفادة من الحركة بطريقة تجعل الأمريكيين الآخرين ينضمون إليها، وأن الأشخاص الذين اختاروا العمل مع القادة الديمقراطيين لإحداث التغيير اتخذوا خيارًا ذكيًا سمح للحركة بأن تكون جزءًا من الحزب وحمايتها من الاتهامات بأنها تساعد ترامب على الفوز.

لا فرق بين هاريس وترامب

قالت المجلة إن في الوقت الذي يدرك الفلسطينيون وغيرهم من العرب الأمريكيين أن رئاسة ترامب يمكن أن تكون أكثر خطورة عليهم، نظرًا إلى أنه وعد بإعادة فرض حظره المُخزي على المسلمين ومنع اللاجئين من غزة من دخول الولايات المتحدة، فإنّهم ليسوا مستعدّين لمنح الديمقراطيين بطاقة مرور نحو الرئاسة.

وقدّم رجل فلسطيني، فضل عدم الكشف عن هويته لتجنب صعوبات السفر إلى المنطقة في المستقبل، من ديربورن في ولاية ميتشيجن تعود جذور عائلته إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية، ولكنه فقد أيضًا أفرادًا من عائلته في غزة، تشبيهًا مرضيًا لتعزيز نظرة الناخبين العرب إلى هاريس وترامب.

وقال: “يمكن للقاتل أن يخنقك بوشاح حريري أو أن يحطم رأسك بفأس”، كامالا هي صاحبة الوشاح الحريري، فهي لن تقوم بترحيلي، لكنها ستستمر في إرسال القنابل إلى إسرائيل لقتل الفلسطينيين في غزة، أمّا ترامب، فهو صاحب الفأس. سيقوم بترحيلي، ثم يقدم الأسلحة لإسرائيل لقتلنا جميعًا، فما الفرق بينهما؟ في كلتا الحالتين، نحن في عداد الموتى”.

ربما يعجبك أيضا