سيفاستوبول الروسية تحت نيران أوكرانيا.. وموسكو تتوعد واشنطن

بعد قصف أوكراني لـ«سيفاستوبول».. روسيا تلقي اللوم على واشنطن

محمد النحاس

يعد هذا الهجوم من أكبر وأهم الضربات على سيفاستوبول منذ بداية الصراع، وتسبب في اندلاع حرائق بالمنطقة الساحلية.


في صباح اليوم الأحد 23 يونيو 2024، شهدت مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم هجومًا صاروخيًا شنته القوات الأوكرانية باستخدام صواريخ أمريكية الصنع من طراز “أتاكمس”.

هذا الهجوم الذي نُفذ في وضح النهار استهدف البنية التحتية المدنية في المدينة، محدثًا أضرارًا واسعة النطاق وأثار استنكارًا شديدًا من الجانب الروسي.

هجوم عنيف

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الأوكرانية أطلقت خمسة صواريخ “أتاكمس”، وأن أنظمة الدفاع الجوي الروسية تمكنت من إسقاط أربعة منها، فيما انحرف الصاروخ الخامس عن مساره.

وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن أوكرانيا هاجمت البنية التحتية المدنية في سيفاستوبول بصواريخ ATACMS المجهزة برؤوس حربية عنقودية.  الهجوم أدى إلى مقتل 5 أشخاص من المدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة أكثر من 120 آخرين، بينهم 27 طفلًا، ومن غير الواضح ما إذا كان الهجوم خلف ضحايا من العسكريين.

ويُظهر مقطع الفيديو الذي عرضه التلفزيون الحكومي الروسي ما يبدو وكأنه انفجارات، حيث يمكن رؤية الناس وهم يركضون للاحتماء على شاطئ في سيفاستوبول.

أضرار كبيرة

جاء في بيان وزارة الدفاع الروسية: “نفذ نظام كييف هجومًا إرهابيًا على البنية التحتية المدنية في مدينة سيفاستوبول، بواسطة صواريخ من طراز “أتاكمز”. ويعد هذا الهجوم من أكبر وأهم الضربات على سيفاستوبول منذ بداية الصراع. كما تسبب الهجوم الأوكراني في اندلاع حرائق في المنطقة الساحلية.

وقال الحاكم المعين من قبل موسكو، ميخائيل رازفوجاييف، إن الوضع صعب للغاية في منطقة أوشكويفكا، حيث كانت المنطقة الأكثر تضررًا. وأوضح رازفوجاييف أن الشظايا المتناثرة من الصواريخ أسقطت في المناطق السكنية والساحلية، مما أدى إلى تدمير واسع النطاق.

ومن بين الضحايا كانت ابنة نائب عمدة ماغادان أوليغ أفريانوف، التي كانت تقضي إجازة مع والديها.

بوتين يعزي الضحايا

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الروسية أن فرق الطوارئ الطبية استجابت بسرعة لنقل المصابين إلى المستشفيات، حيث تعمل أكثر من 20 فريق إسعاف في الموقع.

علاوةً على ذلك جرى إرسال طائرات إسعاف جوي من موسكو لنقل الأطفال إلى العناية المركزة. وأكد مساعد وزير الصحة الروسي أليكسي كوزنيتسوف أن عمليات إجلاء الضحايا مستمرة.

من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن الرئيس فلاديمير بوتين على اتصال مستمر مع الحكومة والقيادات العسكرية لتنسيق الاستجابة وتقديم المساعدة اللازمة للمصابين. وفي مكالمة هاتفية مع رازفوجاييف بعث الرئيس الروسي بتعازيه لأسر الضحايا.

واشنطن في “قفص الاتهام”

حملت وزارة الدفاع الروسية الولايات المتحدة مسؤولية الهجوم، مشيرة إلى أن الصواريخ المستخدمة قدمتها واشنطن لأوكرانيا. وجاء في بيان الوزارة أن “مسؤولية الضربة الصاروخية المتعمدة على مدنيين في سيفاستوبول تقع في الدرجة الأولى على واشنطن التي زودت أوكرانيا بالأسلحة”، مؤكدة أن “أفعالا كهذه لن تبقى من دون رد”.

وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن روسيا ستسعى للحصول على رد من المنظمات الدولية على الهجوم. وأعلنت السلطات في سيفاستوبول وشبه جزيرة القرم يوم 24 يونيو يوم حداد على الضحايا.

أوضح نائب الحاكم ألكسندر كولاجين أن جميع فرق الطوارئ الطبية متواجدة في الموقع، بينما تم تعليق حركة المرور في منطقة حديقة أوشكويفكا وتقييد الوصول إلى الحي السكني المتضرر.

ضربات على خاركيف

وفي  هجمات منفصلة، قُتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون في منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا، عندما هاجمت ثلاث طائرات بدون طيار أوكرانية مدينة غرايفورون، حسبما قال الحاكم الإقليمي فياتشيسلاف جلادكوف.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قوات الدفاع الجوي أسقطت 33 طائرة مسيرة أوكرانية فوق مناطق بريانسك وسمولينسك وليبيتسك وتولا بغرب البلاد دون وقوع إصابات أو أضرار.

في المقابل، تعرضت مدينة خاركيف الأوكرانية لهجمات روسية، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة عشرة آخرين بجروح. وأكد حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف أن المدينة تعرضت لقصف مستمر، مما أدى إلى حرمانها جزئيًا من الكهرباء وتعطل خدمة المترو.

ربما يعجبك أيضا