سيمون وحنان ماضي.. من النجومية إلى «ذاكرة النسيان»

رنا الجميعي
سيمون وحنان ماضي

ظهرت سيموت وحنان ماضي في أواخر الثمانيتنات، وتصاعدت شهرتهما مطلع التسعينيات، ثم تراجعت بحدة عام 1996.


اثنتان ليستا من نجوم التسعينيات، غير أنهما حققا شهرة واسعة، فاقترن اسم الثنائي، ربما كونهما من أشهر الفنانات الشابات في ذلك الوقت.. فما سر اختفائهما؟

ويرتبط اسم سيمون وحنان ماضي، فتشابه مشوارهما الفني، وظهرت الاثنتان في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، وتصاعدت شهرتهما في أوائل التسعينات، غير أن نجاحهما خمد عام 1996، وعادا مجددًا مع ما يمكن إطلاق عليه موجة الحنين إلى أغاني التسعينيات، أو “فناني النوستالجيا”.

سيمون.. مغنية في صورة فتاة شقية ومتحررة

بدأت سيمون مشوارها الفني عام 1987، ويقول الناقد الفني، محمد عطية، لشبكة رؤية الإخبارية، إنها لم تكن الفتاة الشقية التي عرفها الجميع في ما بعد، موضحًا: “كانت ترى نفسها على نحو مختلف، حتى انطلاقتها كانت بأغنيتين هما أحب أقولك وعايزة أصرخ، وغلب على طابعهما الدراما والعنف”.

وسيمون اكتشفها الشاعر جمال عبدالعزيز، الذي قدمها للمنتج طارق الكاشف، بحسب الناقد الفني، مصطفى حمدي، ويتفق الناقدان عطية وحمدي على أن الكاشف هو صاحب المشروع الفني الخاص بسيمون، بعد رفضه تقديم أغاني تحمل نغمة درامية، ووجها نحو شخصية الفتاة المستقلة المتحررة التي تشبه هيئة الفتاة المعاصرة في التسعينات.

سيمون في مرحلة شبابها

وتمتلك سيمون في مشوارها الغنائي 6 ألبومات، وظهرت شخصية الفتاة المتحررة في الألبوم الأول “تاني تاني”، ويوضح عطية: “نجحت سيمون في ألبومها الأول، خصوصًا أنه في تلك الفترة لم يكن في مصر مغنيات شابات، وجاءت سيمون تشبع ذوق الأجيال الشابة في ذلك الوقت”.

رصيد سيمون الفني.. 6 ألبومات غلب عليها إعادة التعريب

تميزت سيمون بتقديم إعادة تعريب للأغاني الغربية، ونجحت فيها، ومن بين أشهر أغانيها المعتمدة على إعادة التعريب؛ “ماشية وساعتي مش مظبوطة”، و”قال إيه”، واستخدمت تلك الأغاني موسيقى أغاني غربية شهيرة في ذلك الوقت.

ويجد الناقد الفني، مصطفى حمدي أن شخصية سيمون الفنية نضجت مع الألبوم الثالث، فضلًا عن نجاحها في تقديم مزيج يجمع بين الفتاة المتحررة المثقفة التي تغني أغاني غربية مصحوبة بموسيقى عربية.

حنان ماضي.. مطربة ناجحة على مدار 7 سنوات

مثّلت سيمون مشروعًا استعراضيًّا فنيًّا، وليس مشروع مطربة، بخلاف حنان ماضي التي قدمت مشروعًا ناجحًا كمطربة استمرت نحو 7 سنوات، وامتلكت حنان صوتًا طربيًّا قويًّا وتعاونت مع أشهر المؤلفين والملحنين، لكن السر في نجاح مشروع حنان الفني، في رأي الناقدين الفنيين، أن صاحب الرؤية الفنية الخاصة بها كان زوجها الموسيقار ياسر عبدالرحمن.

حنان ماضي في مرحلة شبابها

حنان ماضي في مرحلة شبابها

كان مشروع حنان مختلفًا عن سيمون، فانطلاقتها الأولى كانت عبر غناء تتر مسلسل “اللقاء الثاني” عام 1988، ونجحت الأغنية على مستوى الصوت والكلمة والموسيقى والتوزيع، ولا تزال ضمن أشهر الأغاني حتى الآن، بحسب عطية.

وقدمت حنان ماضي 4 ألبومات غنائية، “عصفور في ليلة مطر”، و”ليلة عشق”، و”شباك قديم”، و”إحساس”، وغنت العديد من تترات المسلسلات، كان أشهرها “اللقاء الثاني”، “المال والبنون”، و”الوسية”، وتعاونت مع أشهر شعراء العامية مثل عبدالرحمن أبنودي، وعصام عبدالله.

1996.. عام فارق في مشوار حنان ماضي وسيمون

عام 1996، انزوت المشاريع الفنية الخاصة بسيمون وحنان اللتان قدمتا على الساحة الفنية نوعًا مختلفًا من الغناء النسائي المعتاد في تلك الفترة، وتوقفا عن إنتاج الألبومات الفنية، ويوضح عطية: “شغل الساحة الفنية في ذلك الوقت فنانات كبار، مثل نادية مصطفى، لكن مجيء سيمون وحنان غيّر المشهد”.

وتوقفت مشاريعهما في تلك الفترة تحديدًا لأن معظم فنانو تلك الفترة لم يمتلك رؤية فنية خاصة به، كما يذكر الناقد الفني. وتعطل مشروع حنان الفني بعد انفصالها عن الموسيقار ياسر عبد الرحمن، واختفت سيمون عن الساحة لصالح تجارب فنية أخرى.

اتجاه سيمون للعمل في المسرح

يقول الناقد مصطفى حمدي: “اقتربت سيمون من أن تكون مشروع فنانة شاملة، وتعاونت مع الفنان محمد صبحي في تجربته المسرحية، وقدمت 3 مسرحيات هم كارمن ولعبة الست وسكة السلامة” وعلى مستوى السينما والدراما، شاركت سيمون في فيلم “يوم حلو ويوم مر”، عام 1988، للمخرج خيري بشارة.

وقدمت سمون أحد أشهر أدوارها في فيلم “آيس كريم في جليم”، عام 1992، وقامت بدور الفتاة اليونانية في مسلسل “زيزينيا”، عام 1997، واشتركت أيضًا في مسلسل “فارس بلا جواد”، مع الفنان محمد صبحي، عام 2002، ولكن توجد عدة عناصر لاستمرارية الفنان، منها قدرته على التجدد والتطور.

القدرة على التطور

يعتقد الناقدان الفنيان أن سيمون وحنان لم يتمكنا من البقاء على الساحة، بسبب عدم نجاحهما في تطوير نفسيهما، ومعرفة الاحتياجات الجديدة للجمهور، ويرى عطية أن أغنية “نور العين” لعمرو دياب التي أنتجت عام 1996، كانت إنذارًا لكل المغنيين على الساحة، بينهم سيمون وحنان، أن عدم التطوير سيحيلهم إلى النسيان.

ويعلق عطية: “في نفس الفترة بدأ سقوط محمد فؤاد وإيهاب توفيق أيضًا، ثم جاءت الألفينات ولم يستمر في التواجد بقوة سوى عمرو دياب من الرجال، وسميرة سعيدة من النساء، وطغت الأغنية اللبنانية في الوقت نفسه”.

موجة النوستالجيا في العقد الأخير

بعد فترة الألفينيات، تحديدًا عام 2011، عادت سيمون وحنان تحت ما يسمى موجة فناني النوستالجيا، فمع ظهور تلك الموجة استدعت الذاكرة الجمعية في مصر فنانو فترة التسعينات، وضمنهم سيمون وحنان ماضي، وتجدد الحديث عن جيل التسعينات في البرامج التلفزيونية والإذاعية، بحسب حديث عطية وحمدي.

حنان ماضي في إحدى البرامج التلفزيونية

حنان ماضي في إحدى البرامج التلفزيونية بعد عودتها

وفي رأي الناقد الفني، مصطفى حمدي، فإن عودة الفنانتين كان ضرره أكبر، موضحًا “أن الظهور في برامج التلفزيون جعلهما في متناول حديث الجميع، دون وجود إنتاج فني حقيقي يقدمانه”، ويتفق مع ذلك الرأي محمد عطية، ويكمل بقوله: “بعد انتهاء الزخم حولهما، حاولت سيمون وحنان العودة على الساحة مجددًا، وساعدهما في ذلك معايير السوق المختلفة”.

سيمون بعد عودتها

سيمون بعد عودتها

كانت آخر أغنية قدمتها سيمون، في مارس الماضي، “أيتها الروح الفرفوشة”، قبلها بنحو 7 سنوات قدمت حنان ماضي بالتعاون مع المغني علي الألفي، أغنية “البنت الي سهرانة”، ولم تفلح أي من الأغنيتين في تقديم رؤية فنية جديدة للفنانتين، ففي رأي حمدي وعطية أن سيمون وحنان “تشبثا بروح التسعينات ولم يتطورا مع الزمن”.

ربما يعجبك أيضا