سيناريو قد يقلب الموازين الدولية.. هل تتعرض تايوان لاجتياح صيني وشيك؟

السعي لـ"إعادة التوحيد" أو تكرار نموذج الحرب في أوكرانيا.. ما حسابات الصين إزاء تايوان؟

محمد النحاس

بالنسبة للرئيس الصيني فليس الوضع بأحسن حالاً، فداخليًّا يواجه أزمات معقدة ومركبة، وتحديات جادة، وخارجيًّا فإن العلاقات ليس جيدة مع الديمقراطيات الصناعية المتقدمة بما لذلك من تداعيات.


تخشى تايوان أن تتعرض خلال السنوات القليلة القادمة لعملية اجتياح صيني، في سيناريو سيقلب الموازين الدولية ويعيد ترتيب أوراق اللعبة العالمية.

وفي وقتٍ تتضافر فيه عوامل الخطر من نشوب صراع، يعتقد البعض أنه شبه حتمي، فإن هناك تعقيدات سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية تقف أمام حدوث الصدام، فكيف يفكر صانع القرار الأمريكي وهو الحليف الأبرز لتايوان؟، وفي المقابل ما هي حسابات المُخطط الصيني؟

بايدن وشي يجتمعان

منتصف نوفمبر، اجتمع الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج، في سان فرنسيسكو، في اجتماع من المُرجح أن يدفع في اتجاه استقرار العلاقات الأمريكية الصينية على المدى القصير، وفق تحليل نشرته مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية.

وبحسب ما يلفت كاتبا التحليل وهما كبير المحللين في مجموعة أوراسيا للاستشارات علي واين، والمدير السابق لإدارة تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأميركية ديفيد جوردون فإن الزعيمان اتفقا على إقامة عدة قنوات لتعزيز التعاون بين الجيشين، والتعاون في مكافحة المخدرات، وتوسيع نطاق رحلات الطيران المباشرة، وعدد آخر من مجالات التعاون.

هل تريد واشنطن الحرب؟

مع ذلك يعتقد المحللان البارزان، أن هذه النتائج لن تغير من الطابع التنافسي بنحو رئيس للعلاقات بين بكين وواشنطن، على العكس، هذا التنافس مرشح التزايد.

في ظل هذه المعطيات يظل أمام بايدن وشي حوافز قوية،  قوية قصيرة المدى لوقف التدهور في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، وفقاً للتحليل، ولا ينقص بايدن بطبيعة الحال أزمة جديدة واسعة النطاق، ويلفت التحليل في هذا الصدد أن الرئيس الأمريكي يتعامل مع تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى حرب غزة، ومن ثم من غير الممكن أن يتعامل مع أزمة جديدة (خاصة إذا كانت مع دولة مثل الصين) .

ماذا عن شي؟

بالنسبة للرئيس الصيني فليس الوضع بأحسن حالاً، فداخليًا يواجه أزمات معقدة ومركبة، وتحديات جادة، وخارجيًّا فإن العلاقات ليس جيدة مع الديمقراطيات الصناعية المتقدمة بما لذلك من تداعيات.

بيد أنه -وحسب التحليل- فهناك اختبار كبير للعلاقات بين واشنطن وبكين قادم، فمن المقرر أن تنتخب تايوان رئيسًا جديدًا في الـ13 من يناير القادم، ومن المرجح أن يفوز المرشح لاي تشينج، من الحزب التقدمي الديمقراطي، والمعروف بدعمه لما يسميه “استقلال تايوان”، ما قد يجلب تصعيدًا جديدًا مع بكين.

ما هدف السلوك الصيني؟

في الواقت الراهن، تواصل بكين ضغطها على تايوان، من خلال المناورات العسكرية، وبعض عمليات الإطلاق الصاروخية، وزاد من تعقيد الموقف زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، آنذاك، نانسي بيلوسي، أغسطس 2022، وهي المرة الأولى منذ أزمة مضيق تايوان 1995.

لكنّ هناك بعض العوامل التي ترجح -وفقًا للتحليل- أن بكين لا تعتزم الإقدام على اجتياح تايوان، حيث تأتي هذه العمليات لإشعار مواطني تايوان بأنهم منعزلون، ومحاصرون من الصين.

مخاطر محتملة

 إذا لم تحدث تصعيدات جدية من الجانبين الأمريكي والتايواني (مثل إعلان تايبيه الاستقلال، أو تخلي واشنطن عن الغموض الاستراتيجي) فقد يظل الوضع كما هو عليه، ولن تذهب في مغامرة عالية الخطورة، خاصةً وأن نموذج روسيا في أوكرانيا ماثل أمامها.

وتعد الحرب الروسية الأوكرانية، وما تلاها من هجرة للعقول الروسية والكفاءات المهنية، والعقوبات الضخمة، نموذج يهدد حال تكراره قدرات الصين، كما أن اندماج الصين الشامل في الاقتصاد العالمي يجعلها أكثر تأثراً بالعقوبات الاقتصادية من روسيا.

كلفة باهظة

فضلاً عن أي محاولة اجتياح فاشلة، تنطوي على كلفة عسكرية واقتصادية ودبلوماسية باهظة، سوف تعرض فكرة “التجديد العظيم للأمة الصينية” التي يروجها الحزب الشيوعي للخطر.

في المقابل، تشيّد تايوان دفاعات حصينة لردع أي محاولة للاجتياح من جانب الصين، وستكون أراضيها الوعرة بمثابة تحديات عملياتية للجيش الصيني.

ربما يعجبك أيضا