سيول في مصر والسودان.. هل يمكن تعويض أزمة سد النهضة؟

هل تعوض السيول في مصر والسودان أزمة نقص المياه؟

أحمد الحفيظ

تشهد مصر والسودان خلال هذه الفترة أمطار غزيرة في عدة مناطق وهي أمطار غير موسمية وغير متوقعة.

وتلعب هذه الأمطار دورًا هامًا في تعزيز المخزون المائي لكل من السودان ومصر، خاصة من التداعيات التي يواجهها البلدين بسبب سد النهضة الأثيوبي.

تعزيز الأمن المائي

تعمل الفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة في الهضبة الإثيوبية ومنابع النيل الأبيض على زيادة منسوب المياه في النيل، ما يؤدي إلى تعزيز مخزون السدود والبحيرات في السودان ومصر.

ففي السودان، تساهم الفيضانات في رفع منسوب المياه في سدود مثل سد مروي وسد الروصيرص، وهو ما يعزز القدرة على توليد الطاقة الكهرومائية، ويوفر كميات إضافية من المياه للاستخدام الزراعي والشرب.

أما في مصر، فإن الفيضانات تساهم في زيادة مخزون بحيرة ناصر التي تعتمد عليها البلاد بشكل كبير لتلبية احتياجاتها من المياه وبهذا تلعب الفيضانات دورًا غير مباشر في توفير كميات مياه إضافية تُستخدم لتلبية الاحتياجات الزراعية والصناعية والشرب، وخاصة في ظل التحديات المائية التي تواجهها البلاد نتيجة لارتفاع معدلات النمو السكاني وتزايد الطلب على المياه.

هل تعوض الفيضانات أزمة سد النهضة؟

من الناحية النظرية، يمكن أن تساهم الفيضانات في تقليل أثر نقص المياه الناجم عن سد النهضة، ولكن هذا التأثير يعتمد على عدة عوامل منها شدة الفيضانات وتكرارها، وكذلك قدرة البلدين على الاستفادة الفعّالة من هذه الكميات المائية الإضافية.

ومع ذلك، تبقى الفيضانات غير مستقرة لأنها عبارة عن سيول غير موسمية ولا يمكن الاعتماد عليها كمصدر ثابت ومستدام لتعويض النقص المحتمل.

جهود مصر لحفظ مياه الأمطار

تبذل مصر جهودًا كبيرة لحفظ مياه الأمطار واستغلالها بشكل أمثل، في ظل التحديات المائية التي تواجهها، تشمل هذه الجهود تطوير مشروعات حصاد مياه الأمطار عبر بناء سدود صغيرة وخزانات مائية في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية.

تعمل هذه المشروعات على تجميع مياه الأمطار خلال فترات الهطول، ما يساعد في تخزين المياه واستخدامها في فترات الجفاف، بالإضافة إلى ذلك، تطور مصر شبكات صرف صحي حديثة لتحسين إدارة مياه الأمطار في المناطق الحضرية، حيث يتم توجيهها نحو خزانات جوفية لإعادة استخدامها في الري والزراعة، مما يعزز من كفاءة استخدام المياه ويساهم في مواجهة التحديات المائية المستمرة.

أزمة في السودان

تعاني السودان من أزمات في إقامة المشاريع الخاصة بالسدود والمصارف بسبب الأزمة السياسية والعسكرية القائمة هناك.

وتشير تقارير إعلامية، أن تلك الأزمات ألقت بظلالها على عمليات الصيانة للسدود والأودية التي تستقبل المياه، ما يشير إلى ضعف قدرة السودان على حفظ مياه الأمطار والفيضانات.

التحديات المستقبلية

الاعتماد على الفيضانات لتعويض نقص المياه يطرح عدة تساؤلات حول مدى فعالية هذه الاستراتيجية على المدى الطويل، خاصة وأنها ليست أمطار موسمية.

فمع التغيرات المناخية المتوقعة وزيادة درجات الحرارة، قد تشهد المنطقة تغيرات في نمط هطول الأمطار، مما قد يؤدي إلى تقلبات أكبر في كميات المياه المتدفقة في النيل، وهذا يعني أن الفيضانات قد تكون عامل يوفر نسب كبيرة من المياه للسودان ومصر.

ربما يعجبك أيضا