«سي آي أيه» تُجند علنًا.. ما هي الدول المُستهدفة؟

محمد النحاس
سي آي أيه

طلبت الوكالة الأمريكية من الأشخاص إرسال أي معلومات مفيدة للوكالة، مع التنبيه بعدم استخدام أسماء ترتبط بهويات حقيقية.


السرية والأمان هما عناصر لا غنى عنها لكافة الوكالات الاستخبارية في العالم بما في ذلك وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي أيه”.

لكن الوكالة الأمريكية، بدأت بأداء إحدى مهامها الأساسية بشكل علني، وهي تجنيد الجواسيس الأجانب، حيث أصدرت سي آي أيه تعليمات بلغات غير الإنجليزية للأشخاص في دول أخرى والراغبين في العمل كعملاء لصالحها.. فما هي تلك التعليمات؟ وما هي الدول المستهدفة؟ 

تعليمات التجنيد

تهدف التعليمات إلى جمع المعلومات من دول ذات أنظمة يصفها الغرب بأنها “سلطوية” دون تعريض حياة العملاء للخطر، غير أن نجاح برنامج التجنيد هذا يعتمد على عوامل متعددة، وفق ما نشرت مجلة “ذا ويك” الأمريكية يوم الجمعة 11 أكتوبر 2024. 

وقدمت الوكالة تعليمات عبر الإنترنت حول كيفية الاتصال بوكالة الاستخبارات المركزية بأمان عبر موقعها على الإنترنت، وفقًا لبيان صحفي صادر عن الوكالة.

ونصحت سي آي أيه المستهدفين باستخدام شبكة خاصة افتراضية (VPN) أو متصفح Tor الذي يخفي هوية المستخدم. 

الدول المستهدفة

 التعليمات متاحة بالفارسية، والماندرين (الصينية) والكورية، ما يعني أن الدول المستهدفة هي إيران، والصين وكوريا الشمالية، وتم نشرها على تليجرام، بالإضافة إلى فيسبوك، وX (تويتر سابقًا)، إنستجرام، لينكدإن، ويوتيوب.

ويتحدث الفارسية من قِبل أكثر من 100 مليون شخص في إيران والدول المجاورة، في حين أن الماندرين، التي يتحدث بها أكثر من مليار شخص، هي اللغة السائدة في الصين.

لماذا هذه الدول؟ 

سعي الولايات المتحدة نحو جمع المعلومات الاستخباراتية ليس مفاجئًا، خاصة مع توسع الصين في التعاون مع روسيا وإيران وإبراز قوتها العسكرية الإقليمية.

وفقًا لوكالة رويترز، تُعتبر إيران، وكوريا الشمالية، والصين الدول المستهدفة بجهود التجنيد من قبل المجتمع الاستخباراتي الأمريكي “أهدافًا صعبة”، إذ تُعد حكومات هذه الدول صعبة الاختراق.

وفي الوقت نفسه، تواجه الولايات المتحدة تحديات تتعلق بالصراع الإيراني مع إسرائيل، وبرنامجها النووي، وتزايد الروابط مع روسيا، ودعمها للميليشيات المسلحة.

مهمة صعبة 

أغلب الجهود الأمريكية تركز على استهداف الصين، حيث واجهت وكالة الاستخبارات المركزية وغيرها من الوكالات الاستخباراتية الأمريكية تساؤلات حول قدراتها في جمع المعلومات.

وفقًا بلومبرج فقد تمكنت الصين في السنوات الماضية من تفكيك العديد من عمليات التجسس الخاصة بالوكالة، كما كثفت الصين في السنوات الأخيرة من تحذيراتها للمواطنين وموظفي الحكومة وحتى الطلاب الجامعيين من جهود التجسس الأجنبية، وهو أمر يحدث أيضًا في روسيا.

ولا يزال من غير الواضح مدى فاعلية هذه الجهود الأمريكية في جميع هذه الدول وخاصة كوريا الشمالية.

تعليمات أمنية

طلبت الوكالة الأمريكية من الأشخاص إرسال أي معلومات مفيدة للوكالة، مع التنبيه بعدم استخدام أسماء ترتبط بهويات حقيقية.

وأوضحت سي آي أيه أن هذه التعليمات هي “إحدى الطرق التي تتكيف بها وكالة المخابرات المركزية مع بيئة عالمية جديدة من زيادة القمع الحكومي والمراقبة العالمية”. 

وأضافت سي آي أيه أن جهود التجنيد من هذا النوع كانت “ناجحة في روسيا، ونريد التأكد من أن الأفراد في الأنظمة السلطوية الأخرى يعرفون أننا منفتحون للتعاون”.

ربما يعجبك أيضا