تراس تقيل وزير مالية بريطانيا وتلغي خطة الضرائب.. هل تنقذ نفسها؟

بسام عباس

رئيسة الحكومة البريطانية، ليز تراس تُقيل وزير ماليتها، في محاولة للبقاء في السلطة ومواجهة الاضطرابات السياسية التي تجتاح المملكة المتحدة.


أقالت رئيسة الوزراء البريطانية، ليز تراس، وزير ماليتها، كواسي كوارتنج، وألغت أجزاءً من حزمتها الاقتصادية، للنجاة من السوق والاضطرابات السياسية بالبلاد.

واعترفت تراس بأنها ذهبت “أبعد وأسرع” مما كانت تتوقعه الأسواق، خلال 37 يومًا في السلطة، وقالت: “لقد تصرفت بحسم اليوم، لأن أولويتي هي ضمان الاستقرار الاقتصادي لبلدنا”، وفق شبكة “سي إن إن” الأمريكية.

تراس في خطر

أوضحت وكالة أنباء “رويترز“، في تقرير لها، أن تراس فازت بقيادة حزب المحافظين، عبر وعدها بتخفيضات ضريبية واسعة وإلغاء الضوابط لصدمة الاقتصاد، بعد سنوات من الركود، والسياسة المالية التي أعلنها كوارتنج في 23 سبتمبر، هدفت إلى تحقيق هذه الرؤية.

ولكن استجابة الأسواق كانت شرسة، لدرجة أن بنك إنجلترا (المركزي) اضطر إلى التدخل لمنع صناديق المعاشات التقاعدية من الوقوع في الفوضى، مع ارتفاع تكاليف الاقتراض والرهن العقاري، ومما زاد تفاقم ضغوط السوق أن استطلاعات الرأي كشفت انهيار الدعم لحزب المحافظين.

رابع وزير مالية

أوضحت وكالة رويترز أن وزير الخارجية والصحة السابق، جيريمي هانت، والذي دعم منافس ليز تراس ريشي سوناك في السباق، ليصبح زعيم حزب المحافظين، سيحل محل كوارتنج ليصبح رابع وزير مالية بريطاني، في غضون عدة أشهر فقط، فيواجه الملايين أزمة في المعيشة.

وفيما أشارت شبكة “سي إن إن” إلى تباين الآراء حول ما إذا كان الوزير الجديد سيكون له تأثير في استقرار الحزب، يرى بعض أعضاء البرلمان المحافظين أن هانت سيعمل على توحيد الحزب، لافتةً إلى أنه يحظى باحترام اليسار واليمين في الحزب.

انخفاض الجنيه الإسترليني

تراجع الجنيه الإسترليني وسندات الحكومة البريطانية، بعد مؤتمر تراس الذي لم يتجاوز 8 دقائق في داونينج ستريت، وقال الاقتصاديون إن تراجعها عن التخفيضات الضريبية البالغة 20 مليار جنيه إسترليني لم يكن كافيًا لتهدئة الأسواق المالية المحمومة، وفق وكالة رويترز.

وأضافت “رويترز” أن بريطانيا غارقة في أزمات سياسية متتابعة منذ خروجها من الاتحاد الأوروبي عام 2016، وأن هذه الأزمات أطاحت بثلاثة رؤساء لحكومة المملكة المتحدة، ومعهم سمعة بريطانيا، بصفتها عضوة فاعلة في النظام الاقتصادي العالمي.

تلاشي مصداقية تراس

أكثر ما يقلق حزب المحافظين هو أن تتلاشى مصداقية تراس، وأن تذهب سلطتها أدراج الرياح، وهي الآن تبدو أكثر ضعفًا في مواجهة حزب العمال المعارض الذي يتقدم استطلاعات الرأي، بحسب “سي إن إن”.

وذكرت الشبكة الأمريكية أن تراس، بموجب قواعد الحزب، تتمتع بالحماية من تحدي القيادة في السنة الأولى من رئاستها للوزراء، ومن المحتمل أن يتمكن نوابها من إعادة كتابة القواعد.

حكومة تصريف أعمال

أشار أحد نواب حزب المحافظين إلى أن النتيجة الجيدة ستكون الإطاحة بتراس، وذلك حتى يتمكن زعيم جديد من محاولة تغيير الأمور، لمنع المعارضة من تحقيق فوز ساحق في الانتخابات المقبلة، بحسب “سي إن إن”.

ووفق الشبكة الأمريكية، فإن تراس وحزبها عالقان في هذا المأزق، وبسبب عدم قدرتها على إجراء إصلاحات كبيرة، لذا فإن حكومة تراس تخاطر بأن تكون حكومة تصريف أعمال، تنتظر شخصًا آخر ليتولى زمام الأمور.

ربما يعجبك أيضا