سُبل مُبتكرة لتخفيف آلام أسفل الظهر

محمد الجرزاوي
آلام أسفل الظهر

تعد آلام الظهر والرقبة والفقرات من أبرز مشكلات العصر الحديث، الناتجة عن الجلوس الطويل وراء المكاتب واستخدام الهواتف والكمبيوتر، لكن ثمة أخبار إيجابية وصلت لما يقدر بـ800 مليون شخص يعانون من آلام أسفل الظهر. وفقًا لما نشرته أمس الأحد 30 يونيو 2024 مجلة Lancet.

وأظهر فريق من الباحثين فعالية خطة المشي البسيطة في التعافي من نوبات آلام أسفل الظهر وتجنبها. في تجربة سريرية عشوائية، أجرى علماء من مجموعة أبحاث العمود الفقري بجامعة ماكواري الأسترالية دراسة شملت 701 بالغ يتعافون من نوبة آلام أسفل الظهر. تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: الأولى تلقت برنامجًا بسيطًا للمشي و6 جلسات تعليمية للعلاج الطبيعي، بينما لم تتلق الثانية أي خطة إعادة تأهيل محددة.

نتائج مبشرة

وفقًا لما نشرته مجلة Lancet، تمت متابعة المرضى لمدة تتراوح بين سنة إلى 3 سنوات. وجد الباحثون أن مجموعة المشي كانت لديها في المتوسط ما يقرب من 8 أشهر بين نوبات آلام أسفل الظهر المتكررة، مقارنة بـ3 أشهر للمجموعة الضابطة.

صرح كبير الباحثين مارك هانكوك، أستاذ العلاج الطبيعي بجامعة ماكواري، أن مجموعة التدخل كانت لديها عدد أقل من حالات الألم الذي يحد من النشاط، ومتوسط فترة أطول قبل تكرار النوبات (208 يومًا مقارنة بـ112 يومًا).

برنامج بسيط وفعال

أشار هانكوك إلى أن المشي تمرين بسيط ومنخفض التكلفة ويمكن لأي شخص ممارسته، بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو العمر أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي. تم أخذ عمر المرضى ومؤشر كتلة الجسم ومستوى المشي الحالي في الاعتبار عند تصميم البرنامج البحثي.

وخلال البرنامج الفردي، مشى كل مشارك 5 مرات في الأسبوع، لمدة 30 دقيقة على الأقل في كل يوم، لمدة 6 أشهر. كما عقد المشاركون 6 جلسات “تدريب صحي” مع متخصصين في آلام الظهر لفهم العلم الكامن وراء البرنامج وبناء المرونة لمكافحة الخوف من الألم.

تأثير  على الرعاية الصحية

أوضح هانكوك أن سبب فائدة المشي للوقاية من آلام الظهر غير معروف تمامًا، ولكنه قد يشمل مزيجًا من الحركات التذبذبية اللطيفة وتقوية هياكل وعضلات العمود الفقري وتخفيف التوتر.

تعد نتائج هذه الدراسة مؤثرة بشكل كبير على كيفية التعامل مع آلام أسفل الظهر. ورغم أن العلاج الحالي يوصي بممارسة الرياضة والتعليم، فإن العوائق مثل التكلفة والتعقيد والحاجة إلى الإشراف تحول دون تلقي العديد من الأشخاص المساعدة الكافية.

أكد المشرفون على الدراسة أن ممارسة المشي بانتظام لمدة 30 دقيقة، خمس مرات أسبوعيًا، أدى إلى تحسين نوعية حياة المرضى وقلل من حاجتهم إلى دعم الرعاية الصحية بنسبة 50%.

ربما يعجبك أيضا