شائعات الوفاة.. تعيد كيم للصدارة وتسقط خصوم ترامب

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

اختفاء زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون وظهوره المفاجئ أثار التكهنات لما وراء هذه “اللعبة”، كما وصفتها الصحف الغربية، والتي جاءت لتحافظ بها بيونج يانج على صورتها أمام العالم، بينما تكهن آخرون بأن ما حدث كان أشبه بـ”صفقة” بين كيم والرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتغطية على فشل الأخير في التعامل مع وباء كورونا، فما الذي حدث؟

معجزة كيم

لا شك أن اختفاء الزعيم الكوري قوبل بسيل من الشائعات والسيناريوهات، وفي المقابل لم يوضح الإعلام الكوري شيئًا، وكأنها عملية مقصودة، يسعى من خلالها الزعيم الكوري ليرسل رسالة لخصومه مفادها “توقعوا كل شيء من هذا الغموض”.

صحف عربية وصفت ما حدث بالحرب الإعلامية، لكن لا يمكن لأحد التأكد ما إذا كانت بيونج يانج تعمدت تسريب مثل هذا النوع من الأخبار لتتصدر العناوين أم لا.

وبعد 20 يومًا من الاختفاء ظهر كيم وهو يمارس أنشطته دون تكذيب للشائعات أو توضيح لأسباب غياب رئيس كوريا الشمالية، ليأتي ظهوره بمثابة انتصار للزعيم الذي تسابق الإعلام الغربي في تشويه صورته لسنوات، موجهًا صفعة لإعلام الغرب وخاصة المنصات الإعلامية.

صفقة ترامب

في الوقت نفسه يبقى ظهور الزعيم الكوري انتصارًا فارقًا بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يواجه حملات إعلامية شرسة من خصومه الديمقراطيين في جولاتهم الانتخابية، لتصبح أكذوبة وفاة كيم بمثابة السلاح الذي سوف يستخدمه ترامب لتقويض ما تبقى من مصداقية المنصات الإعلامية المناوئة له، والتي سبق وأن وصف ما تنشره مرارًا وتكرارًا بـ’الأخبار المفبركة‘.

ولهذا السبب كان أول تعليق للرئيس الأمريكي تعقيبًا على ظهور كيم بـ”سعيد للغاية” رغم التوترات السابقة التي شهدها البلدان على إثر عدم استكمال المحادثات النووية بينهما.

ويظل إعلان ترامب عن معرفته بالحالة الصحية للزعيم الكوري الشمالي، دون الإعلان عن أي تفاصيل، دليلًا دامغًا على محاولة سيد البيت الأبيض لتوريط الإعلام في فضيحة مدوية تكسر ما تبقى له من مصداقية أمام الرأي العام الأمريكي.

وهنا تتجلى صفقة جديدة ربما تكون ضمنية بين ترامب وكيم، ولدت من رحم الشائعات التي أطلقها الإعلام الأمريكي.

العلاقات الأمريكية الكورية

افتتاحية صحيفة “رأي اليوم” اللندنية، أشارت إلى أن ظهور كيم جونغ-أون مُعَافًى وفي صحة جيدة، مستأنفًا أنشطته الرسمية يعني استمرار التحدي والتهديد الذي يشكله للولايات المتحدة الأمريكية.

وبحسب الصحيفة فإن الزعيم الكوري يعد سندًا للشعوب المقهورة التي تعاني من الغطرسة الأمريكية، كما أنه يمثل قوة ردع نووي وباليستي ساهمت في توفير الحماية لكوريا الشمالية وسط جيرانها.

وفي ظل التعتيم الإعلامي لكوريا الشمالية، لا يمكن التمييز بين ما هو حقيقي وما هو زائف من سياسات وأهداف بيونج يانج، ولكن الأغرب أن ما يقال عن هذا البلد كان لها بالغ الأثر على الرئيس الأمريكي الذي أبدى قلقًا على حياة الزعيم كيم أكثر من قلقه على مصير أكثر من مليون أمريكي مصاب بفيروس كورونا.

وهنا تلوح في الأفق صفقة محتملة بين ترامب وكيم، ولدت من رحم الأكاذيب الإعلامية، قد تتوج بالتطورات الكبيرة التي شهدتها العلاقة مع الولايات المتحدة، والتي سطرتها القمم المتلاحقة بين الزعيمين، بدءًا من سنغافورة، مرورًا بفيتنام، وحتى القمة الأخيرة التي شهدت عبور الرئيس الأمريكي، بصحبة نظيره الكوري الشمالي، للحدود بين الكوريتين في انعكاس صريح لانطلاق حقبة جديدة من العلاقات بين البلدين.

عودة الزعيم الكوري إلى المشهد بمثابة فرصة جديدة لعودة المفاوضات بين البلدين التي تبدو متعثرة بين الحين والآخر إلى مسارها الطبيعي في المستقبل القريب، في وقت يظل فيه ترامب بحاجة لانتصار دبلوماسي يكون داعمًا له في المعترك الرئاسي القادم، خاصة وأن مسألة كوريا الشمالية تعد أحد الاختراقات المهمة التي حققتها الإدارة الأمريكية الحالية.

ربما يعجبك أيضا