شاهد.. كيف تحولت الرقة إلى مدينة أشباح؟

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

لا حياة تدب في شوارع هذه المدينة، كل شيء بات غير صالح للعيش والدمار طال جميع مرافقها الحيوية والمباني السكنية والشوارع ورائحة الموت في كل مكان، إنها الرقة التي سقطت في شباك داعش لنحو ثلاث سنوات كانت كفيلة لتحولها إلى مدينة أشباح.

ومنذ أيام أعلنت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على كامل المدينة بدعم من التحالف الدولي، وتبدلت الريات داخل الرقة مع سقوط راية داعش، لكن أهم ما تبدل أو لم يعد موجودا، هم سكان المدينة أنفسهم البالغ عددهم أكثر من 300.000 ألف.

 وبحسب منظمات محلية قتل أكثر من 1000 مدني في الرقة جراء القصف والمعارك، وقرابة 250.000 من سكانها نزحوا نحو مخيمات في ريفي الرقة والحسكة.

يقول مصور صحيفة “التايم” البريطانية إيمانويل ساتولي، هناك تحد هائل يواجه الرقة، متمثلا في إعادة بناء المدينة، وإزالة حطام المباني المتفجرة والألغام والذخائر التي تركت في أعقاب المعركة، مشيرًا إلى أنه لم يبق أي  أثر للمجتمع الحضري الذي تصدع تحت الحكم الجهادي وانهار خلال المعركة الشرسة، سوى السيارات المحترقة وأنقاض المباني وحطام الصرافات الآلية.

ويختتم سقوط الرقة سنة من القتال لمدينتين رئيسيتين للتنظيم، هما “الرقة والموصل” الرمزان والتوأمان لـ”داعش”، إذ اتخذهما قاعدتين لعملياته في سوريا والعراق، وتحولتا خلال الأعوام القليلة الماضية إلى واجهة للمجندين الأجانب من جميع أنحاء العالم.

 وتشبه الصور القادمة من الرقة ما حل بالموصل وحمص وحلب الشرقية، مدنُ باتت أثرا بعد عين.

أنشئت الرقة عام 244 أو 242 قبل الميلاد وسميت في البداية كالينيكوس نسبة إلى سلوقس الأول، مؤسس المدينة، ويقول البعض أن الاسم يعود إلى الفيلسوف اليوناني كالينيكوس.

وفي العصر البيزنطي، كانت المدينة مركزًا اقتصاديًا وعسكريًا، وفي عام 639 فتحتها الجيوش العربية الإسلامية وتحولت تسميتها إلى الرقة وتعني في اللغة الصخرة المسطّحة.

ليست هذه المرة الأولى التي تواجه فيها الرقة شبح الدمار، ففي عام 1258 دمر المغول الرقة كما فعلوا ببغداد، بعد أن كانت مركزا ثقافيا وعلميا هاما في العصر العباسي، واتخذ منها الخليفة العباسي هارون الرشيد عاصمة  للخلافة.

يوجد في مدينة الرقة الكثير من الآثار التي تعود لعصور مختلفة وحضارات كانت في شمال شرق سوريا منها “باب بغداد”، ومتحف الرقة، و”قصر العذارى” أو “قصر البنات”، و” قصر المعتصم ” وأيضا “الجامع الكبير” الذي بني في القرن الثامن الميلادي.

ربما يعجبك أيضا