شبح الركود وانقطاع الإمدادات يفرضان توقعات متضاربة لأسعار النفط في 2023

ولاء عدلان
النفط

"أوبك" تتوقع نمو الطلب العالمي على النفط بوتيرة أبطأ خلال 2023 بمقدار 2.7 مليون برميل يوميًّا مقارنة بـ3.36 مليون برميل هذا العام.. فلماذا قد يستمر ارتفاع الأسعار؟


سجلت أسعار النفط، خلال الأسبوع المنتهي في 15 يوليو 2022، أكبر انخفاض أسبوعي في نحو شهر.

وبهذا يتراجع خام برنت القياسي 5.5%، وخام غرب تكساس الوسيط بـ7%. ويأتي هذا التراجع بسبب حالة عدم اليقين التي تخيّم على الاقتصاد العالمي، في ظل توجه البنوك المركزية الكبرى إلى تسريع وتيرة رفع أسعار الفائدة لكبح التضخم.

النفط تحت ضغط الفائدة الأمريكية

استقرت أسعار النفط بنهاية تعاملات الخميس الماضي، عند أقل مستوياتها منذ 23 فبراير الماضي، فأغلق خام برنت عند 99.1 دولار للبرميل، وخام غرب تكساس عند 95.8 دولار، وسط مخاوف من أن يرفع المركزي الأمريكي الفائدة هذا الشهر 1% بدلًا من 0.5% أو 0.75%، مع تجاوز التضخم في يونيو الماضي مستوى 9%.

ومن شأن تسريع وتيرة رفع الفائدة تقييد السيولة في الأسواق، والحدّ من الاستثمارات الجديدة، والضغط على معدلات النمو الاقتصادي، وبالنسبة إلى أمريكا رفع الفائدة يقابله تدفق مزيد من المستثمرين على الدولار “القوي”، فقد وصل إلى أعلى مستوياته في 20 عامًا، نهاية الأسبوع الماضي، وفق “سي إن بي سي”.

Untitledسس

تأثير التضخم وأسعار الفائدة على سعر الخام

توقعات متضاربة لأسعار الخام

توقعت مجموعة “جي بي مورجان”، هذا الشهر، أن يصل سعر برميل النفط إلى 380 دولارًا، إذا قطعت روسيا إمداداتها النفطية، عن الغرب، وقال محللو “جي بي مورجان” إن خفض الإمدادات اليومية بـ3 ملايين برميل يرفع أسعار الخام إلى 190 دولارًا، وبخفض 5 ملايين برميل، قد يقفز إلى 380 دولارًا، وفق “فورتشن”.

وفي المقابل، توقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تراجع أسعار النفط خلال 2023 إلى مستويات 93.75 دولار و89.75 دولار لخامي برنت وغرب تكساس على الترتيب، في حين توقع “سيتي جروب” في مذكرة أن يتراجع سعر النفط إلى 65 دولارًا، وربما إلى 45 دولارًا بنهاية 2023، حال حدوث ركود اقتصادي يقوّض الطلب العالمي.

تباطؤ الطلب العالمي

توقعت “أوبك”، في تقريرها الصادر الثلاثاء الماضي، نمو الطلب العالمي على النفط بوتيرة أبطأ خلال 2023 بمقدار 2.7 مليون برميل يوميًّا، مقارنة بـ3.36 مليون برميل يوميًّا هذا العام، وقالت إن توقعاتها للعام المقبل تفترض عدم تصعيد جديد للحرب الروسية الأوكرانية، وتراجع تأثير مخاطر التضخم في نمو الاقتصاد العالمي.

وفي المقابل، توقعت الوكالة الدولية للطاقة، في 12 يوليو الحالي، ارتفاع الطلب على النفط خلال 2023 بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًّا، أو 2.2%، وعلى نحو أكثر تشاؤمًا، تقدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية نمو الطلب العالمي على الخام خلال العام المقبل بمقدار 101.58 مليون برميل يوميًّا، وفق تقرير لـ”إس آند بي”.

أوبك

توقعات أوبك لنمو الطلب العالمي على النفط في 2023

آفاق ضبابية لأسواق النفط

حذرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية من أن تراجع مخزونات النفط عالميًّا خلال 2022 و2023 دون متوسط السنوات الماضية، يرفع احتمالات أن تعاني أسواق النفط تقلبات سعرية خلال الفترة المقبلة متفاوتة القوة، فمع تسريع وتيرة رفع الفائدة عالميًّا، وتراجع معدلات النمو الاقتصادي تدفع التوترات الجيوسياسية توقعات الأسعار إلى أعلى.

وفيما تدفع مخاوف الركود الأسعار إلى أسفل، وفق “إس آند بي”، فإنه بحسب “سيتي جروب”، سيشهد النفط انخفاضًا مطردًا في الأسعار، حال استمرار تراجع الاستثمارات في القطاع النفطي وتوقف منتجي “أوبك بلس” عن دعم الأسواق، حال دمّر الركود الاقتصادي المتوقع الطلب العالمي.

شح الإمدادات يلوح في الأفق

توقعت وكالة الطاقة الدولية اضطراب التوازن بين العرض والطلب في أسواق النفط خلال 2023، بسبب تشديد العقوبات على روسيا، ومحدودية الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى دول “أوبك بلس”، في مقابل نمو الطلب العالمي، وفق “رويترز”. وتشير توقعات “أوبك” لعام 2023 إلى استمرار الضغط على إمدادات النفط العالمية، مع تباطؤ نمو الإنتاج خارجها.

وسوف يتضرر الإنتاج بتوسيع العقوبات على النفط الروسي مع ارتفاع الطلب، وتقدر المنظمة أن العالم يحتاج إلى 30.1 مليون برميل يوميًّا خلال 2023 من أعضائها لتحقيق التوازن، في حين توقعت “الطاقة الأمريكية” أن يرتفع إنتاج أوبك إلى 29.3 مليون برميل يوميًّا فقط في العام ذاته.

تقديرات الطاقة الفائضة لأعضاء أوبك بلس إس آند بي جلوبال

تراجع الطاقة الإنتاجية الفائضة لدول أوبك

ربما يعجبك أيضا