شبح جديد يواجه إسرائيل.. الحرب تعبث بعقول جنودها

كيف تؤثر الحروب على الصحة النفسية والعقلية للجنود؟ خبراء يجيبون

أحمد عبد الحفيظ

قال خبراء سياسيون ونفسيون لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، إن ارتفاع عدد الجنود المصابين بأمراض عقلية في إسرائيل بعد طوفان الأقصى يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي تعرض داخل القطاع لصدمات عسكرية لم يتوقعها أفقدت الجنود التوازن.

وكشف الكنيست الإسرائيلي في تقرير نشر الثلاثاء 18 يونيو 2024، عن أن المستشفيات تجد عجزًا في توفير أطباء يعالجون الجنود المصابين بأمراض عقلية وبدنية جراء الحرب.

8600 جندي في حاجة لتأهيل

أشار الكنيست في التقرير، إلى أن أكثر من 8600 جندي حاربوا في غزة وصلوا لأقسام إعادة التأهيل البدني والعقلي منذ بدء الحرب، وهناك جنود تخلصوا من حياتهم بسبب تفاقم حالتهم ونقص القدرة على علاجهم.

وأكد التقرير أن 35% من الجنود المصابين لديهم أزمات عقلية ونفسية شديدة و21% منهم إصابتهم جسدية، وبين الكنيست أن هناك عجزًا كبيرًا في توفير الخدمات للجنود المصابين جراء الحرب وهناك طبيب واحد يعالج حوالي 4000 جندي.

خلل عقلي

قال الطبيب محمد كامل المختص في علاج الأمراض النفسية والعقلية، هذا العدد يكشف عن أن هناك صدمات نفسية قوية تعرض لها الجنود أفقدت توازنهم وسببت لهم خلل عقلي قد يكون بسيطا أو يكون حادا.

وأوضح كامل لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، أن الإصابة بالأرق أو عدم القدرة على النوم بعد المشاركة في أعمال قتالية قد يشير إلى وجود خلل عقلي بسيط، لكن قد تتطور الحالة إذا لم يتم تقديم علاج نفسي لها وقد يصل الأمر للانتحار.

وأشار كامل إلى أن بعد الحرب العالمية الثانية انتشرت ظاهرة الانتحار بين الجنود لعدم قدرتهم على استيعاب حجم الدمار والقتل الذي رأته أعينهم وفي نفس الوقت لم تكن الصحة النفسية في هذا التوقيت ثقافة منتشرة ما تسبب في كل حالات الانتحار.

تأهيل من تعرضوا لإعاقة

فسر كامل الإصابات، بأن الطبيعة البشرية في أساسها رافضة للعنف والحروب وإشراكها في الحروب لفترات كبيرة قد تسبب أزمات نفسية للمواطن العادي ويكون تأثيرها جنوني على الجندي المشارك فيها.

وعن المصابين في الحرب الذين فقدوا أطرافهم، قال كامل، إن المعاق جراء إصابة حرب يجب أن يتعرض فورا بجانب العلاج البدني لعلاج نفسي قوي خاصة الشباب صغيري السن.

خسائر جيش الاحتلال في غزة

فقد المستقبل

أوضح أن بتر أطراف من الجنود الشباب قد يسبب خللًا عقليًا شديدًا وقد يقوده لصدمة تمنعه عن النطق وتجعله يميل لعزله تقوده للانتحار.

ويشير إلى أن التغير الحاد في حياته كونه شاب ذو مستقبل وبعد ذلك قعيد لا يستطيع التحرك بمفرده، ويفقد بريقه الذي يحصل عليه في هذا السن وسط عائلته وأصدقائه يجعله رافض للحياة تماما الأمر الذي يستلزم علاج نفسي سريع وفوري.

مستشفيات غير جاهزة

يقول المختص في الشأن الإسرائيلي إبراهيم داود لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، إن أغلب المستشفيات في إسرائيل كانت غير جاهزة لاستقبال هذه الإعداد من المصابين كما أن معظم العاملين الأجانب في المجال الصحي غادروا مع بدء الحرب.

وأوضح أن هناك عجزا كبيرا في توفير أطباء يقدمون التأهيل النفسي والبدني للمعاقين كما أن فكرة علاجهم خارج إسرائيل باتت مستبعدة بسبب الغضب العالمي ضد إسرائيل.

حظر على علاج الجنود

أشار إلى أن هناك دول بالفعل رفضت استقبال الجنود حول العالم خوفا من تعرضهم لهجوم أو انتقادات بسبب استضافة إسرائيليين وتقديم العلاج لهم.

وأكد أن نسب الانتحار بين الجنود المصابين العائدين من الحرب كبيرة بخلاف المعلن عنها وقد تتفاقم بسبب سوء الرعاية المقدم لهم.

ربما يعجبك أيضا