«شبح يعقّد المفاوضات».. السنوار يحرج إسرائيل

«السنوار يحرج إسرائيل» بالاستراتيجية الناجحة للبقاء

شروق صبري
السنوار وحسن نصرالله وعبد المجيد تبون

رغم جهود إسرائيل الحثيثة، يواصل السنوار التهرب باستخدام الأنفاق وتجنب الاتصالات، مما يجعل القبض عليه صعبًا للغاية.


في الوقت الذي تستمر فيه جهود إسرائيل للعثور على يحيى السنوار زعيم حركة حماس الفلسطينية، تبقى التحديات كبيرة، نظرًا لذكائه وتحركاته المستمرة، والأنفاق المعقدة التي يتخذها كمخابئ.

وفي أكتوبر 2023، وثقت الكاميرات حركة السنوار وهو يتنقل عبر الأنفاق في قطاع غزة، ورغم الجهود المكثفة للعثور عليه، يواصل زعيم حماس التملص من القوات الإسرائيلية.

برقية لحزب الله

في خطوة استفزت إسرائيل، نشرت وسائل الإعلام اللبنانية برقية أرسلها قائد حماس يحيى السنوار إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، شكر فيها نصر الله على التعازي التي قدمها بعد وفاة مدير المكتب الساسي لحركة حماس السابق إسماعيل هنية في طهران، واعتبر السنوار أن مقتل هنية كان في “أحد المعارك التاريخية المرموقة”.

في البرقية، عبر السنوار عن شكره لنصر الله على تضامنه مع غزة، والذي تجلى في “أفعال مباركة على جبهات محور المقاومة”، وأكد أن حماس ستواصل “الصمود” أمام إسرائيل وستبقى مخلصة لـ”دماء الشهداء”، وأضاف أن حماس ستظل متمسكة بالمقاومة حتى طرد الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، كما شدد على أهمية حماية الأماكن المقدسة، وعلى رأسها المسجد الأقصى.

إسامعيل هنية

إسامعيل هنية

إخلاء المناطق الحدودية

في الوقت نفسه، أفادت شبكة “النهار” اللبنانية بأن حزب الله بدأ يطلب من سكان البلدات الحدودية في جنوب لبنان إخلاء المناطق بسبب “توقع عمليات إسرائيلية واسعة النطاق، مع ارتفاع مستوى التهديدات والاستعدادات للحرب”.

منذ اندلاع الحرب، غادر أكثر من 100 ألف شخص من جنوب لبنان، لكن العديد منهم لا يزالون يعيشون في المناطق التي تركز فيها إسرائيل هجماتها.

مباركة السنوار  لرئيس الجزائر

مؤخرًا، نشرت حماس رسالة نادرة من السنوار إلى رئيس الجزائر، حيث لم تصدر أي تصريحات علنية من قائد حماس منذ بداية أكتوبر.

وفي رسالته إلى الرئيس الجزائري، هنأ السنوار الرئيس على إعادة انتخابه، وأشاد بالدور الجزائري في دعم الشعب الفلسطيني وحماية حقوقه في المنتديات الدولية، حسب ما نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الجمعة 13 سبتمبر 2024.

الاتصالات والبحث المستمر

منذ بداية الحرب، نشر السنوار فقط تصريحًا رسميًا واحدًا في نهاية أكتوبر، حيث وافق على “الإفراج الفوري عن الأسرى” مقابل جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون.

كما كشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن توثيق واحد فقط للسنوار منذ 7 أكتوبر، يظهره وهو يسير في نفق في الأيام الأولى للحرب برفقة عائلته.

التواصل عبر الوسطاء

في الشهر الماضي، كشفت تفاصيل عن حملة البحث الواسعة التي تشنها إسرائيل للقبض على من يعتبرونه مهندس المجازر في المنطقة، والذي لم يتم القبض عليه حتى بعد 11 شهرًا من القتال.

قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، إن الولايات المتحدة تتعاون مع إسرائيل في البحث وتستخدم فرقًا خاصة ومعدات متطورة، بما في ذلك رادارات متطورة، لمحاولة تحديد مكان السنوار تحت الأرض.

أساليب هروب السنوار

يبدو أن السنوار ينجح في التهرب جزئيًا من خلال تجنب استخدام وسائل الاتصال الإلكترونية منذ فترة طويلة.

ومع ذلك، وفقًا لمصادر أمريكية، فقد تحدث مع كبار قادة حماس الآخرين عبر الهواتف المحمولة والأقمار الصناعية في المراحل المبكرة من الحرب، ونجح في التهرب من ما وصفته صحيفة “التايمز” الأمريكية بشبكة استخبارات متطورة.

استراتيجية التواصل

تشير التقديرات إلى أن السنوار يتواصل مع العالم عبر شبكة من الوسطاء البشريين، وسلوك هذه الشبكة ما زال لغزًا، وقد قارنته “التايمز” بأسلوب عمل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي تمكن من التهرب لفترة طويلة بعد هجمات 11 سبتمبر حتى تمت تصفيته في باكستان.

وتعتبر “التايمز” أن البحث عن السنوار يمثل تحديًا أكبر من البحث عن بن لادن، لأن السنوار ما زال يدير بشكل نشط الأنشطة العسكرية لحماس.

يحي السنوار

يحي السنوار

القضاء على السنوار والمفاوضات

إذا تم القضاء على السنوار، ليس واضحًا ما ستكون تبعات ذلك على المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى، يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن السنوار نفسه غير مستعد للإفراج عن الأسرى الموجودين بالقرب منه لحماية نفسه من الهجمات الإسرائيلية.

وإذا تم القضاء عليه، فقد يؤدي ذلك إلى رغبة خلفائه في التفاوض أقل مع إسرائيل. وقالت مصادر إسرائيلية وقطرية ومصرية وأمريكية لصحيفة “التايمز”، إن التواصل مع السنوار أصبح أكثر تعقيدًا حاليًا، في السابق كان يستجيب للرسائل في غضون أيام، لكن في الأشهر الأخيرة، تأخرت ردوده بشكل كبير.

التحديات أمام المخابرات الإسرائيلية

رغم أن التقديرات الأمريكية تشير إلى أن السنوار لم يغادر مكانه في الأنفاق منذ بداية الحرب، يعتقد بعض الخبراء أنه لا زال في حركة مستمرة لتفادي الكشف، “يجب أن يتحرك باستمرار ليحافظ على سرية موقعه”.

وقال الخبير السابق في الشاباك شالوم بن حنان: “إذا بقي في نفس المكان لفترة طويلة، فهناك احتمال أكبر للحصول على معلومات دقيقة عنه”، حسب ما نشر موقع الإذاعة الإسرائيلية “ماكو”، أمس 12 سبتمبر 2024.

التمويه والاختباء

تشير التقارير إلى أن السنوار كان يختبئ في خان يونس، بالقرب من منزله ومخيم اللاجئين الذي وُلد فيه. يتصرف السنوار بمهارة عالية في استخدام المعلومات التي يعرفها عن إسرائيل، مما يجعله قادرًا على إرباك محاولات العثور عليه.

ويؤكد الباحث الإسرائيلي مئير كابي، الذي قام بدراسة سلوك السنوار، أن قائد حماس يتلاعب بالمعلومات ويعتمد على معرفة متعمقة بالإسرائيليين.

صعوبات عمليات القتل المستهدفة

تعتبر عملية قتل السنوار أمرًا صعبًا بسبب شبكة الأنفاق المتطورة التي أنشأها، تشير التقارير إلى أن إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، تستخدم تقنيات متقدمة مثل الرادارات لكشف الأنفاق، ولكن التعقيدات أدت إلى تأخير النتائج المرجوة.

وتشير التقديرات إلى أن إنشاء شبكة الأنفاق واسعة النطاق تحت غزة يدل على استعداد حماس لتلك المواجهات، وقد أثبتت المعلومات المجمعة أن الشبكة تحت خان يونس كانت أكثر تعقيدًا مما كان يُعتقد سابقًا، “بناء 500 كيلومتر من الأنفاق لا يتم إلا إذا كنت تتوقع مواجهة قوية”، كما يقول بن حنان.

قد تكون الأنشطة المكثفة والطبيعة القتالية الحالية تسهم في تعزيز فرص العثور على السنوار، “الوجود المكثف للقوات يعزز فرص الاكتشاف”، يضيف بن حنان “لكن غياب السيطرة المستمرة على الأرض يسهل عليه الفرار”.

ربما يعجبك أيضا