شبكات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي.. كيف أجهضت الصين عقوبات أمريكا على صناعة الملابس؟

حققت الصين أرقام تصديرية مذهلة في صناعة الملابس والنسيج رغم العقوبات الأمريكية المفروضة على هذا القطاع.

وقالت صحيفة “ساوث اتشينا مورنينج بوست” في تقرير نشر الاثنين 29 أبريل 2024، إن الصين تغلبت على العقوبات الأمريكية باستخدام تقنيات تكنولوجية وصفتها بالـ”ثورية” في هذه الصناعة.

ماذا فعلت الصين؟

في عام 2023 فرضت أمريكا عقوبات على مصانع النسيج الصينية ومنعت بيع أي منتجات وملابس منسوجة بالقطن الصين.

وعلى الفور قدم العلماء الصينيون، بدعم من الحكومة تقنيات الذكاء الاصطناعي وشبكات الجيل الخامس إلى مصانع الغزل النسيج وأضافتها إلى المكينات التي تعمل بها.

واستطاعت تلك التقنيات تخفيض استخدام الطاقة وحسّنت الجودة، مما عزز القدرة التنافسية العالمية للقطن الصيني.

جودة المنتجات

وقالت صحيفة “ساوث اتشينا مورنينج بوست” إن الاتصال الرقمي الشامل الذي اعتمدته الصين مع تدخل بشري محدود تسبب في تحول ثوري في عملية التصنيع مما جعلها أكثر ذكاءً وأكثر إنتاجية.

ووجد العلماء بحسب الصحيفة، أن تخفيف الاعتماد على البشر في الصناعة والإنتاجية أعطى مزيدا من الوقت للعامل البشري لفحص وضمان الجودة بعد الانتهاء من التصنيع.

تقنية 5G

أوضحت الصحيفة، أنه تم ربط جميع آلات الغزل بتقنية 5G والمعدات الأخرى المستهلكة للطاقة مثل مكيفات الهواء وأنظمة تنقية الهواء.

ونظرًا لسرعات 5G مقارنةً بالتكنولوجيا اللاسلكية التقليدية، فإنها تدعم المزيد من الاتصالات وتقلل بشكل كبير من تأخير نقل البيانات، مما يمهد الطريق للذكاء الاصطناعي للإشراف على تشغيل المصنع بالكامل.

وقالت الصحيفة، إن الذكاء الاصطناعي يراقب كل دورة للمغزل لتنبيه المشغلين أو موظفي الصيانة لفحص المشاكل المحتملة التي تم تحديدها من خلال جمع البيانات الضخمة من أجهزة الاستشعار.

مميزات أخرى

وأشارت الصحيفة إلى أن إشراف الذكاء الاصطناعي أيضًا على جودة كل خيوط، والتدخل لمنع أي خيوط معيبة من التقدم إلى المرحلة التالية من الإنتاج أعطى مزيدا من الأفضلية والجودة للمنتج.

وأوضحت الصحيفة، أن هذه التقنيات مكلفة للغاية في بلدان أخرى وهذا أعطى أفضلية للمنتج الصيني في الوصول لكافة الأسواق الالمية حتى أوروبا وأمريكا.

وتظهر سجلات الجمارك أن صادرات الصين من المنسوجات بلغت العام الماضي 108 مليارات يوان (14.8 مليار دولار أمريكي)، مع قفزة بنسبة 74 ٪ للغزل والمواد الخام الأخرى، وزيادة بنسبة 30٪ للملابس.