«شبهت نتنياهو بهتلر».. هل تقدم تركيا على تدخل عسكري ضد إسرائيل؟

«تشبهه بهتلر وتهديد بالتدخل العسكري» تركيا تصعد انتقاداتها لنتنياهو

شروق صبري
رجب طيب أردوغان وبنيامين نتنياهو

تركيا تصعد انتقاداتها لنتنياهو بتشبيهه بهتلر، وتهدد بالتدخل العسكري، وتفرض حظراً تجارياً كاملاً على إسرائيل وسط توترات متزايدة.


لطالما عبرت تركيا عن احتجاجها على أعمال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال عملية “السيوف الحديدية”، ولكن اليوم، الاثنين 29 يوليو 2024، أخذت وزارة الخارجية التركية خطوة إضافية بتشبيهه بأدولف هتلر، أكبر مجرمي الحرب في التاريخ.

في تغريدة على حسابها الرسمي على تويتر، ذكرت الوزارة: “كما أن هتلر، الذي ارتكب إبادة جماعية، وصل إلى نهايته المأساوية، فإن نتنياهو، الذي يرتكب إبادة جماعية، سيصل إلى نفس النهاية.”

حزب الله وإيران

قبل لحظات من الهجوم المرتقب في لبنان، عرضت إسرائيل أدلة تدين حزب الله وإيران بالتورط في أعمال إرهابية. وأكدت وزارة الخارجية التركية أن من يحاولون تدمير الفلسطينيين سيُحاسبون، مثلما حوسب النازيون على جرائمهم. حسب ما نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية اليوم.

وأضافت الوزارة في تغريدتها: “الإنسانية ستقف إلى جانب الفلسطينيين. أنت يا نتنياهو، لن تُبيد الفلسطينيين.” وتساءلت الوزارة عن اللقاء الذي جمع نتنياهو بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سبتمبر 2023، والذي كان يبدو كبداية جديدة في العلاقات بين البلدين.

تهديدات بالتدخل العسكري

الرئيس أردوغان لم يكتفِ بذلك، بل صرح بأن تركيا قد تتدخل في إسرائيل كما تدخلت في أذربيجان وكاراباخ، قائلاً: “سنهاجم إسرائيل كما هاجمنا وناجورنو كاراباخ.”

تأتي هذه التصريحات في وقت فرضت فيه تركيا قيودًا على التجارة مع إسرائيل، والتي تصاعدت إلى حظر كامل على الواردات والصادرات والعلاقات التجارية مع إسرائيل. وأشار عدد من المراقبين إلى أن هذه القرارات قد تكون أكثر ضررًا لتركيا منها لإسرائيل.

التحقيق في جرائم الحرب

تشبيه نتنياهو بهتلر يتماشى مع نية المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي إصدار مذكرات توقيف بحقه وحق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، مما سيمنعهما من السفر إلى العديد من الدول الأوروبية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

يُذكر أن المحكمة الجنائية الدولية كانت قد تراجعت عن قرارها في مايو الماضي، لكنها عادت وأكدت هذا القرار قبل يومين.

العلاقات التركية الإسرائيلية والتوترات

منذ فترة طويلة، تشهد العلاقات التركية الإسرائيلية توترًا متصاعدًا. وفي الوقت الذي بدت فيه بعض مؤشرات التهدئة من خلال اللقاء الذي جمع أردوغان ونتنياهو، جاءت هذه التصريحات والتصعيدات لتعيد الأمور إلى نقطة الصفر.

ويؤكد المراقبون أن تصريحات أردوغان وخطوات تركيا الاقتصادية ضد إسرائيل قد تؤدي إلى تصعيد أكبر في المنطقة، خاصة في ظل التوترات المستمرة في الشرق الأوسط.

التأثيرات الاقتصادية والسياسية

فرض تركيا حظرًا على التجارة مع إسرائيل يثير تساؤلات حول التأثيرات الاقتصادية والسياسية لهذا القرار. بينما قد تتضرر تركيا من هذه الخطوة، فإن إسرائيل قد تجد بدائل تجارية واقتصادية في أماكن أخرى. ورغم التوترات، تستمر العديد من الدول في محاولة التوسط بين الطرفين لتجنب تصعيد أكبر.

تصعيد تركيا ضد نتنياهو بتشبيهه بهتلر وتهديدات أردوغان بالتدخل العسكري يعكسان التوترات المتزايدة بين البلدين. في حين تسعى تركيا للضغط على إسرائيل عبر قرارات اقتصادية صارمة، يبقى المستقبل مفتوحاً أمام احتمالات متعددة تتراوح بين التصعيد والتفاوض.

مستقبل العلاقات

في ظل التصريحات التصعيدية والقرارات الاقتصادية الصارمة، يبدو أن العلاقات بين تركيا وإسرائيل تتجه نحو مزيد من التعقيد.

ورغم التوترات الحالية، فإن تاريخ العلاقات بين البلدين يشير إلى إمكانية العودة إلى الحوار والتفاهم في المستقبل. يبقى السؤال الأهم: هل يمكن للطرفين تجاوز هذه المرحلة الحرجة والعودة إلى مسار التفاوض والتعاون؟

ربما يعجبك أيضا