«شتاء الظلام» يدفع مجموعة الـ7 لدعم أوكرانيا بـ50 مليار دولار

تقطع أوكرانيا التيار الكهربائي عن العديد من المدن وتبدأ إصلاحات سريعة وتبحث عن قطع الغيار بعدما أدت حملة القصف الروسية التي استهدفت البنية التحتية للطاقة في الأشهر الأخيرة إلى خفض إنتاج الكهرباء بمقدار النصف.

وأثارت الهجمات الروسية، التي استخدمت فيها موجات من الصواريخ والطائرات دون طيار المتفجرة، مخاوف من شتاء مؤلم، إذا أدى انقطاع التيار الكهربائي إلى إعاقة الاقتصاد بشدة وأدى إلى نزوح جماعي من المدن.

إثارة أزمة إنسانية

لطالما ناشدت أوكرانيا الغرب من أجل المزيد من أنظمة الدفاع الجوي، ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن الإمدادات لم تكن كافية لحماية المدينتين والخطوط الأمامية.

ومن خلال وتوسيع التكتيك الذي استخدم في وقت سابق من الحرب، يقول المسؤولون الأوكرانيون إن روسيا تسعى لإثارة أزمة إنسانية كجزء من جهد لكسر إرادة الأوكرانيين في القتال وإجبارهم على الاستسلام. حسب ما أوردته وول ستريت جورنال اليوم 14 يونيو 2024.

انقطاع الكهرباء في أوكرانيا

إجراء إصلاحات

تمتلئ شوارع كييف بالفعل بأصوات وأبخرة المولدات، حيث تفرض شركات الكهرباء انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة لإدارة الاستهلاك وإجراء الإصلاحات.

وزادت أوكرانيا وارداتها من الكهرباء من جيرانها في الاتحاد الأوروبي التي كانت تصدر إليها الطاقة في شهر مارس الماضي. وتعمل أطقم الإصلاح عبر شبكة الطاقة لاستعادة القدرة، وفي بعض الأحيان فقط ترى نفس المرافق تتعرض للضرب مرة أخرى.

تدمير منشآت الطاقة

يحذر محللو الصناعة من أن الوضع قد يصبح أكثر خطورة في فصل الشتاء، عندما يقفز الطلب على الكهرباء اللازمة لتوفير التدفئة والمياه. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مؤتمر إنعاش أوكرانيا في برلين يوم 11يونيو، إن روسيا “تحاول تحسين ممارسات تدمير منشآت الطاقة”.

من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الضربات على البنية التحتية للطاقة هي جزء من خطة روسيا “لتجريد” أوكرانيا من السلاح. وفي أبريل2024، بعد تكثيف الهجمات، قالت منظمة العفو الدولية إنها “انتهاك للقانون الإنساني الدولي” بسبب الضرر الذي تسببه للمدنيين.

انقطاع الكهرباء في أوكرانيا

50 مليار دولار

وبناء على ذلك، توصل الرئيس الأمريكي جو بايدن والزعماء الأوروبيون الرئيسيون إلى اتفاق لتمويل أوكرانيا بقرض يصل إلى 50 مليار دولار، مدعومًا بأرباح الأصول الروسية المجمدة.

ولا يزال يتوقف الاتفاق على التفاصيل الرئيسية لترتيبات التمويل، لكن الزعماء، الذين يجتمعون في قمة مجموعة السبع للاقتصادات المتقدمة الكبرى، يأملون في أن يدعم هذا التمويل الموارد المالية لأوكرانيا في حربها ضد روسيا المستمرة منذ عامين.

اتفاقية أمنية

قبل المؤتمر الصحفي، وقع بايدن وزيلينسكي اتفاقية أمنية ثنائية لإقامة علاقات أمريكية طويلة الأمد. والالتزام بتقديم المساعدات العسكرية للبلد المضطرب. وتنص الاتفاقية على مستقبل واشنطن فستعمل الإدارات الأمريكية مع الكونجرس لتوفير التمويل والدعم العسكري لكييف. لكن الاتفاقية لا تقدم أي وعود جديدة فيما يتعلق بمسعى أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”.

تمثل الخطوات التي اتخذها زعماء مجموعة السبع في القمة المنعقدة في جنوب إيطاليا أحدث الجهود التي يبذلها الحلفاء الغربيون للإشارة إلى التزامهم بدعم الدفاع عن أوكرانيا بالأسلحة والتمويل، على الرغم من الانقسامات السياسية داخل الولايات المتحدة.

وقد ضاعف بوتين الضغوط العسكرية على أوكرانيا في الأشهر الأخيرة، مستغلاً التدفق المتقطع للمساعدات العسكرية الغربية لإلحاق أضرار بالغة بشبكة الطاقة الأوكرانية من خلال الهجمات الصاروخية وتوسيع الهجوم البري الروسي في شرق أوكرانيا.

بايدن وزيلينسكي

الأصول الروسية

يهدف زعماء مجموعة السبع إلى الإعلان عن إطار اتفاق لاستخدام عوائد الاستثمار، وخاصة مدفوعات الفائدة، الناتجة عن ما يقرب من 300 مليار دولار من الأصول السيادية الروسية التي استحوذت عليها الولايات المتحدة. وتجمدت في أوروبا بعد أن شنت روسيا حربها الشاملة على أوكرانيا.

ومعظم أصول البنك المركزي الروسي موجودة في أوروبا. وتسعى الخطة إلى إنشاء أداة مالية جديدة لتزويد كييف بأرباح متوقعة على مدى سنوات من الأصول الروسية.

ترامب لن يدفع

يعترف مسؤولو البيت الأبيض بأن رؤساء الولايات المتحدة في المستقبل يمكن أن ينسحبون من الاتفاقية الأمنية بين واشنطن وأوكرانيا، وهي ليست معاهدة ولا تتطلب موافقة الكونجرس. كما أنها لا تملك أي مبلغ من التمويل العسكري بالدولار.

من جانبه قال الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يواجه بايدن في انتخابات العودة في نوفمبر 2024، إنه يعتقد أنه قادر على إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتفاوض على إنهاء الحرب وتساءل عن سبب قيام الولايات المتحدة بكل ذلك الدعم؟ حيث ترسل مساعدات عسكرية ومالية بقيمة مليارات الدولارات إلى أوكرانيا.

دعم أوكرانيا

لكن ترامب وافق على إقرار حزمة مساعدات عسكرية قصيرة الأجل لأوكرانيا وأيد مقترحات بعض الجمهوريين لدعم أوكرانيا في شكل قرض.

وأوكرانيا بحاجة ماسة إلى الدعم المالي المستمر. وتهدف حزمة قروض منفصلة من الاتحاد الأوروبي بقيمة 50 مليار يورو، إلى تعزيز قدرة كييف على دفع تكاليف الخدمات الحكومية الأساسية والرواتب ومعاشات التقاعد حتى عام 2027.