بايدن وهاريس 2020.. عندما تكون قوى التعاطف أكبر من غضب الانقسام

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

بعد مرور عام على اختيار الناشطة المناخية، جريتا ثونبرج، كأصغر شخص حصل على لقب “شخصية العام” على الإطلاق، انتقل اللقب حديثًا إلى ثنائي مميز كان هو الأشهر على الساحة العالمية في هذا العام الاستثنائي الذي مرت فيه الدول بالكثير من التحديات.

وفي هذا السياق، يبدو أن 2020 رفض أن يودع الرئيس الأمريكي المُنتخب جو بايدن (78 عامًا)، ونائبته كامالا هاريس (56 عامًا) دون أن يلقي عليهما المزيد من الأضواء، إذا منحت مجلة “تايم الأمريكية” اللقب لهما، كي يظل التاريخ محفورًا في ذاكرتهما بلا شك، خاصة بعد نجاحهما في اقتناص مفاتيح البيت الأبيض، من منافسهما المنتهية ولايته دونالد ترامب مؤخرًا.

قوى التعاطف أكبر من روح الانقسام

وبررت مجلة “تايم” اختيارها لهذا الثنائي لمنحه لقب شخصية العام، بأن ذلك جاء منها لإظهار أن “قوى التعاطف أكبر من روح الانقسام”.

80493Image1 1180x677 d

وفي التفاصيل، قال رئيس تحرير المجلة إدوارد فيلسنتال، في بيان له: “لتغيير التاريخ الأمريكي، ولإظهار أن قوى التعاطف أكبر من روح الانقسام ولمشاركة رؤية تحقيق التلاحم والتقارب في عالم يسوده الحزن، فإن مجلة تايم قررت منح جو بايدن وكامالا هاريس لقب شخصية العام 2020”.

وكانت المجلة قد كشفت، في وقت سابق، عن القائمة المختصرة للمرشحين لنيل لقب شخصية العام؛ حيث ضمت كلًا من الرئيس المنتخب جو بايدن، والرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، وعاملين في مجال الرعاية الصحية في فرونت لاين، وكبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنتوني فاوتشي، وحركة تحقيق العدالة العرقية.

بايدن وترامب.. وانتزاع لقب آخر

trump 2

يبدو أن الصراع القائم بين القادة بايدن وترامب، سيظل مشتعلًا لفترة طويلة، فما لبست أن تهدأ نيران معركة الانتخابات الرئاسية -التي بدأت في مطلع شهر نوفمبر الماضي- قليلًا، إلا واشتعلت الأمور مجددًا بانتزاع بايدن لقب شخصية العام، الذي كانت قد رشحت المجلة أيضًا فيه ترامب، لتزداد الأمور تعقيدًا من جانب الأخير الذي لا يزال يزعم إلى هذه اللحظة بأن الانتخابات الأمريكية قد تعرضت لأكبر سرقة في تاريخ الولايات المتحدة _بحسب وصفه.

وكان الثنائي “بايدن وهاريس” قد حققا الفوز في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في نوفمبر الماضي، بعد خوضهما حملة انتخابية مركزة وحذرة بشدة.

إذ تعهد الاثنان خلالها بتوحيد البلاد، وإنهاء فوضى دونالد ترامب والسيطرة على جائحة فيروس كورونا المنتشرة في جميع أنحاء البلاد.

جسر لجيل جديد

1 12

وفي المشهد الأمريكي، شهد هذا العام صراعًا ملحميًا من أجل العدالة العرقية، وواحدة بأكثر الانتخابات أهمية في التاريخ، بالإضافة إلى جائحة كورونا التي ضربت الولايات المتحدة بأعداد لا حصر لها من الوفيات والإصابات.

وفي هذا السياق، أشارت “تايم” إلى أن بايدن وصف نفسه بأنه جسر لجيل جديد من القادة، وهو الدور الذي تبناه في اختيار كامالا هاريس -البالغة من العمر 56 عامًا- كأول امرأة تفوز بتذكرة رئاسية، وابنة لأب جامايكي وأم هندية.

وقالت المجلة في تقريرها: “إذا كان دونالد ترامب قوة للاضطراب والانقسام خلال السنوات الأربع الماضية، فقد أظهر بايدن وهاريس إلى أين تتجه الأمة.. حيث المزيج من الأعراق والتجارب الحية ووجهات النظر العالمية التي يجب أن تجد طريقًا للمضي قدمًا معًا إذا أرادت التجربة الأمريكية أن تستمر”.

1 14

“سأكون الأولى، لكنني لن أكون الأخيرة”، تلك المقولة التي جذبت بها هاريس الأنظار بعدما قالتها عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية، لتصبح أول امرأة تتبوأ منصب نائب الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي سلطت عليه “تايم” في تقريرها، حيث أوضحت أنها تستحق اللقب، لأنها مثالًا يحتذى به لكثير من النساء، حيث أنها أول امرأة ذات بشرة سمراء تصبح مدعية عامة لولاية كاليفورنيا، وأول امرأة متحدرة من جنوب شرق آسيا تحصل على مقعد في مجلس الشيوخ.

اللقب قد يزيد من حماس الثنائي، للإقبال على فترة رئاسية مليئة بالتحديات، حيث تنتظر الإدارة الجديدة، جائحة يجب مواجهتها، اقتصاد يجب إصلاحه، أزمة مناخ يجب معالجتها، تحالفات لإعادة البناء، وشكوك عميقة يجب التغلب عليها مع العديد من الأمريكيين المتشككين في الوحدة مع ناخبي ترامب.


الأكثر بحثًا على “جوجل”

image

الرئيس المُنتخب جو بايدن، الذي سيؤدي اليمين الدستورية كرئيس للدولة الشهر المقبل، كان قد حصل على شرف آخر، حيث تصدر قائمة الأشخاص الأكثر بحثًا عنهم على محرك البحث العملاق “جوجل” هذا العام.

ووفقًا لـ”Google Trends”، وصلت عمليات البحث عن بايدن إلى ذروتها في الأسبوع من 1 نوفمبر إلى 7 نوفمبر، وهو الأسبوع الذي جرت فيه الانتخابات الرئاسية، وعندما أعلنت وكالة أسوشيتد برس فوزه في عطلة نهاية الأسبوع التالية.

وبعد بايدن، جاء في المقدمة كأكثر الأشخاص الذين تم البحث عنهم رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون، وخصوصًا في إبريل، عندما انتشرت شائعات عن وفاته، تلاه نائب الرئيس المنتخب كامالا هاريس.

ومن جانبه، لم يصل الرئيس دونالد ترامب إلى المراكز العشرة الأولى، على الرغم من أنه كان الشخص الأكثر بحثًا عنه على جوجل في العالم في عام 2016، وهو العام الذي انتُخب فيه رئيسًا.

ومع ذلك، احتل ترامب المركز الأول هذا الأسبوع على منصة “تويتر” بكونه أكثر الأشخاص الذي نشرت تغريدات بشأنه على المنصة خلال العام، يليه بايدن، بينما كانت هاريس هي أكثر النساء اللاتي تم نشر تغريدات بشأنهن على المنصة.

ربما يعجبك أيضا