شخصية «بابا نويل» الأصلية.. قصص وحكايات بين الحقيقة والخيال

آية محمد

تعود صورة بابا نويل التي نعرفها حاليًّا وتملأ الشوارع والمنازل احتفالًا بعيد الميلاد كل عام إلى سنة 1881.


تحيط بشخصية “بابا نويل” أو “سانتا كلوز” حكايات كثيرة، منها ما هو حقيقي ومنها ما هو من وحي الخيال.

وبينما يأتي الاحتفال بالعام الجديد مشروطًا بوجود بابا نويل، لا يعرف البعض أن هذه الشخصية تعود إلى القديس نيقولاس، أسقف مدينة ميرا القديمة، الذي ولد في القرن الثالث الميلادي، في عهد الإمبراطور اليوناني ذيوكلسيانوس.

بابا نويل الحقيقي.. نيقولاس الخير

ولد نيقولاس لعائلة غنية في مدينة باتارا القديمة، ومكانها الحالي بمنطقة ليقيا في الأناضول بتركيا، وبدأ منذ الصغر يخدم بالكنيسة، وكان نيقولاس يشارك مع أبيه أبيفانيوس وأمه تونة في الأعمال الخيرية، وعندما كبر تولى منصب أسقف كنيسة مدينة ميرا القديمة في المنطقة نفسها.

وحسب Coptic treasures، مات والدا نيقولاس عندما كان في سن الشباب، وتركا له ثروة كبيرة، فقرر القديس نيقولاس أن يخصصها للفقراء وللأعمال الخيرية، وكان يقدم للأطفال الهدايا دون أن يعرف أحد مَن هو.

مساعدة الفقير

من أعمال نيقولاس الخيرية، أنه علم بقصة رجل فقد كل أمواله ولم يعد يستطيع أن يوفر طعام يوم واحد، وكانت لديه 3 بنات يريد تزويجهن ولا يستطيع بسبب فقره.

وحين علم نيقولاس بقصة الرجل ذهب إليه في بيته مساء، ووضع 100 دينار داخل كيس وألقاه من نافذة الشباك إلى داخل البيت، وعندما استيقظ الرجل الفقير وجد المال ففرح بشدة، واستطاع تزويج ابنته الأولى، ثم كرر نيقولاس التصرف نفسه عندما جاء وقت تزويج الابنة الثانية.

سر الخير

في زواج الابنة الثالثة، قرر العجوز الفقير أن يعرف من الذي يضع له الأموال في الظلام، فقضى الليلة مستيقظًا، وعندما ألقى نيقولاس الكيس، اندفع الرجل بسرعة إلى الخارج، ورآه وقعد تحت قدميه ليشكره على أنه أنقذه من فضيحة بين الناس.

وطلب نيقولاس من الرجل أن يحفظ سره وألا يقول لأحد من هو، ولكن الرجل لم يستطع أن يحفظ السر وأذاع الخبر بين أصدقائه، ومن ثم عرفت المنطقة كلها.

الانتقال إلى ميرا

بعد انكشاف أمر نيقولاس وأعماله الخيرية في مدينة باتارا، تركها القديس وذهب إلى مدينة ميرا، حيث يعمل خاله أسقفًا للكنيسة، وقد ساعده خاله ليصير كاهنًا في دير يقع بضواحي ميرا.

وذات مرة، وبينما هو في الدير، دخل عليه زوجان تعرض ابنهما للاختطاف، وأنفقا أموالًا طائلة لاستعادته ولكن دون جدوى. وطلب الزوجان من نيقولاس أن يصلي من أجل صغيرهما، وبالفعل أدى القديس نيقولاس الصلاة، فعاد الصبي إلى أهله.

إنقاذ من الموت

من الروايات التي تشيع عن القديس نيقولاوس، أن الحاكم يوستاثيوس كان يحكم بلدة ميرا، وذات يوم سمع نيقولاوس أن الحاكم أخذ رشوة للحكم بإعدام 3 أشخاص أبرياء، وفي أثناء تنفيذ الحكم جاء نيقولاس وأطلق سراحهم، ودفع الحاكم للاعتراف بجريمته والتوبة إلى الله.

وكان حاضرًا في أثناء حدوث ذلك 3 من ضباط الإمبراطور قسطنطين، وعندما عادوا وجدوا أن الإمبراطور قد حكم عليهم بالموت، بناء على وشاية من أحد الحاقدين، فتذكروا ما حدث في مدينة ميرا، ودعوا الله أن يشفع لهم نيقولاوس ليفلتوا من الموت، فظهر القديس للإمبراطور وأمره بإطلاق سراح الضباط، حسب موقع “الأنبا تكلا هيمانوت”.

وفاة بابا نويل

وفقًا لـCoptic treasures، توقفت الأعمال الخيرية بعد وفاة نيقولاس في شهر ديسمبر، ليبدأ الناس الربط بينه وبين الأعمال الخيرية في روسيا والعديد من بلدان أوروبا، خاصة سويسرا وهولندا وألمانيا، حيث كان الناس يتبادلون الهدايا في أعياد الميلاد وهم يذكرون اسمه.

وبمرور الوقت تحول اسم نيقولاس إلى “بابا نويل” وهي تعني “أب الميلاد”، لكنه ما زال معروفًا في ألمانيا باسم نيقولاس، أما لقب “سانتا كلوز” فقد أطلقه عليه الأمريكيون المهاجرون.

سر ملامح بابا نويل

تعود صورة بابا نويل التي نعرفها حاليًّا وتملأ الشوارع والمنازل احتفالًا بعيد الميلاد كل عام، إلى العام 1881، إذ نشرها الرسام الأمريكي توماس نيست في جريدة “هاربرس”، وقد ربطها البعض بقصيدة “الليلة السابقة لعيد الميلاد” التي كتبها الشاعر الأمريكي كليمنت كلارك مور في عام 1823.

ويرتبط الأطفال بهذه الصورة لـ”بابا نويل”، الذي يظهر فيها عجوزًا ذا لحية بيضاء ويرتدي بذلة حمراء، وترتسم على وجهه بسمة طيبة وبشوش. ويشيع بين الأطفال أنه يعيش مع زوجته كلوز في القطب الشمالي، ويهبط من مدافئ المنازل مساء حتى لا يراه الأطفال، ويترك لهم الهدايا لكي يروها في الصباح ويفرحوا بها.

ربما يعجبك أيضا