شراء القطن المصري بالشيلينج الكيني.. التجارة الإفريقية تدخل عصرًا جديدًا

أحمد السيد

ستدخل دول القارة الإفريقية عصرًا جديدًا في التعامل التجاري يمكنها من التعامل بالعملات المحلية بدلًا من الدولار الأمريكي في المعاملات التجارية بين الدول المختلفة، وفقًا لاتفاقية التجارة الحرة.


دول القارة الإفريقية تسعى إلى تخفيض الاعتماد على الدولار بشكل تدريجي، واستخدام  العملات المحلية في التبادل التجاري والأنشطة الاقتصادية المختلفة، بما يوفر مليارات الدولارات سنويا، بحسب تصريحات رئيس البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد-أفريكسيم بنك، البروفيسور بنديكت أوراما، مع شبكة رؤية الإخبارية، على هامش توقيعه على اتفاق إدارة صندوق التكيف لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية مع أمانة منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية في الـ9 من فبراير الجاري.

نظام تسوية المدفوعات لاتفاقية التجارة

بندكيت أوراما رئيس أفريكسم بنك

يقول رئيس أفريكسيم بنك، إن نظام تسوية المدفوعات الخاص بمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، الذي أطلقت النسخة التجريبية منه في يناير الماضي، سيعمم على دول الاتفاقية، ويسمح بتداول عملات الدول الإفريقية الأعضاء في الاتفاقية، والاستغناء عن عملة وسيطة للتعامل التجاري.

ويوضح رئيس البنك، أن الدول التي تتبادل السلع الغذائية والخدمات في القارة الإفريقية ستصبح في غنىً عن العملات الوسطية، ما سيوفر العلمة الصعبة ويعزز الاستغلال الأمثل للموارد.

شراء القطن المصري بالشيلينج الكيني

يشير بنديكت أوراما، بأن الجنيه المصري يمكن أن يستخدم في التجارة به بين مصر ودولة أخرى في القارة، ويمكن للقاهرة أن تشتري المواد الخام والسلع بالجنيه المصري، ولدولة أخرى مثل كينيا أن تتعامل مع مصر بالشيلينج الكيني عندما تريد شراء القطن على سبيل المثال.

التجارة العالمية

وتابع أوراما، أن نظام تسوية المدفوعات سيوفر لدول القارة نحو 5 مليارات دولار سنويا تهدر من رسوم التحويل النقدي بين دول القارة، خاصةً بعد تحويل جزء كبير من التجارة بعيدًا عن القارة بسبب مشكلات العملة.

تمويل البنية التحتية بعملات محلية

ذكر أوراما، أن أفريكسم بنك يعمل مع البنك المركزي الإفريقي، ودول الكوميسا، التي شهدت إطلاق نظام تسوية المدفوعات في عدد من الدول، لتعزيز العمل بهذا النظام، مشيرًا إلى أن أعمال البنية التحتية في دول القارة الإفريقية التي تعتمد في التمويلات على العملات الأجنبية، يمكن أن تعتمد على العملات المحلية للدول في المرحلة المقبلة، ضمن اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية.

السيسي أول من أطلق نظام تسوية المدفوعات

نظام تسوية المدفوعات يعد إحدى الأدوات التشغيلية الخمس الخاصة باتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية التي أطلقها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي خلال ترأس مصر للاتحاد الإفريقي عام 2019، أثناء القمة الاستثنائية الثانية عشر للاتحاد الافريقي التي عقدت بمدينة  نيامي عاصمة دولة النيجر، وفق ما نشره موقع وزارة التجارة نقلًا عن تصريحات وزيرة التجارة والصناعة، نيفين جامع، في الـ13 من يناير الماضي 2022.

نيفين جامع وزيرة الصناعة وبندكيت أوراما

يوضح موقع الوزارة أن مشروع نظام تسوية المدفوعات الخاص بمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية المعني بتيسير عملية التجارة والتبادل الاقتصادي نفذ بالتعاون مع بنك التصدير والاستيراد الأفريقي AFREXIM BANK ووزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية بالدول الافريقية.

تطوير الإطار التنظيمي للمدفوعات

ووفق موقع الوزارة المصرية يستهدف النظام تطوير الإطار التنظيمي للمدفوعات عبر الحدود، وأيضًا توفير خدمة الدفع والتسوية التي يمكن للبنوك التجارية ومقدمي خدمات الدفع والشركات المالية في جميع أنحاء المنطقة  التعامل بها.

وتشير وزيرة التجارة المصرية، إلى أهمية النظام في تفعيل العمل القاري المشترك لتحقيق الاستفادة القصوى من اتفاقية التجارة الحرة وتلبية احتياجات القارة والاستغلال الأمثل لمواردها ومقوماتها.

ربما يعجبك أيضا