شركات غربية تستمر في روسيا رغم الحرب.. ما السبب؟

«الأسباب والمعوقات».. سر استمرار بعض الشركات الغربية في روسيا رغم الحرب الأوكرانية

شروق صبري
الشركات الأجنبية فى روسيا

الشركات الغربية تتراجع عن خططها للخروج من روسيا فما السبب؟


بينما غادرت العديد من الشركات روسيا في الأسابيع الأولى لبدء الحرب الأوكرانية لأسباب أخلاقية، بقيت بعض الشركات الغربية مثل أفون “Avon Products” وإير ليكيد “Air Liquide” وريكيت “Reckitt” هناك ولا تنوي المغادرة.

رغم إعلانها عن خطط للخروج، تعود أسباب هذا البقاء إلى العقبات البيروقراطية والانتعاش في النشاط الاستهلاكي.

الشركات الباقية في روسيا

تظل شركات مثل “أفون”، “إير ليكيد” و”ريكيت” من بين مئات الشركات الغربية التي استمرت في العمل في روسيا منذ بدء الحرب في عام 2022. وأفاد أحد المسؤولين التنفيذيين الذين يعملون مع الشركات الغربية في البلاد بأن العديد من الشركات الأوروبية وجدت نفسها في وضع صعب بين الرغبة في المغادرة والعروض غير المقبولة من المشترين.

وفقًا لكلية كييف للاقتصاد، بقيت أكثر من 2100 شركة متعددة الجنسيات في روسيا منذ عام 2022، مقارنة بحوالي 1600 شركة دولية غادرت السوق أو قلصت عملياتها. كما نشرت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية اليوم الثلاثاء 28 مايو 2024.

ارتفاع تكلفة المغادرة

بعد حرب أوكرانيا عام 2022، تعهدت العديد من الشركات بتقليص وجودها في روسيا، إذ سعى الغرب إلى تجويع اقتصاد البلاد من النقد الأجنبي.

موسكو رفعت تدريجيًا تكلفة مغادرة الشركات، وفرضت خصمًا إلزاميًا بنسبة 50% على الأصول المباعة من البلدان “غير الصديقة” للمشترين الروس، وضريبة خروج بنسبة 15% كحد أدنى. كما أصبح من الصعب العثور على مشترين محليين مقبولين للبائع وموسكو.

الشركات العالقة

أعلنت شركة “إير ليكيد” في سبتمبر 2022، أنها وقعت مذكرة تفاهم لبيع أعمالها في روسيا لفريق من المديرين المحليين، لكن الصفقة لم تحصل على موافقة الحكومة الروسية، ما ترك الشركة في وضع غير محدد.

لم تعد بعض الشركات تشعر بأنها مضطرة لمغادرة روسيا. فقد بدأت “أفون” عملية بيع لأعمالها الروسية وتلقت عروضًا لكنها قررت عدم قبولها، مؤكدة التزامها بالوقوف إلى جانب النساء في جميع أنحاء العالم.

الشركات الأجنبية فى روسيا

الشركات الأجنبية فى روسيا

تعقيدات البيع

في حين أعلنت “ريكيت” في أبريل 2022 أنها بدأت عملية نقل ملكية أعمالها الروسية، اتخذ رئيسها التنفيذي الجديد، كريس ليشت، نهجًا أكثر دقة، موضحًا أن الخيارات أصبحت أكثر تعقيدًا.

من ناحية أخرى، تدرك الشركات المتعددة الجنسيات المتاعب التي تواجهها مثل “كارلسبيرج” و”دانون”، التي تم الاستيلاء على أصولها بعد الإعلان عن خطط للمغادرة.

قالت ألكسندرا بروكوبينكو، الزميلة بمركز كارنيجي روسيا وأوراسيا، إن ارتفاع الأجور والوضع الاقتصادي الأكثر تفاؤلًا من المتوقع قد أدى إلى ازدهار الإنفاق، ما جعل روسيا أكثر جاذبية للشركات متعددة الجنسيات، خاصة في قطاع المستهلكين. ورغم الخطر الرئيسي للتأميم، إذا رأت الشركات أن هذا الخطر يمكن التحكم فيه، فقد تفضل البقاء.

 الشركات المستمرة

من جهتها، أعلنت “PepsiCo” في مارس 2022 أنها علقت بيع وإنتاج مشروبها في روسيا، لكنها تواصل إدارة أعمال الألبان التي توظف 20 ألف شخص بشكل مباشر و40 ألف عامل زراعي بشكل غير مباشر.

تعكس هذه الديناميات مزيجًا من العقبات البيروقراطية والمخاطر الاقتصادية والسياسية التي تواجهها الشركات الغربية في روسيا. في ظل هذه الظروف، تظل بعض الشركات في البلاد بحثًا عن تحقيق توازن بين الأخلاقيات والمصالح الاقتصادية.

ربما يعجبك أيضا