شهران على انتخابات الكنيست .. “شاقيد” تتصدر لكسب أصوات اليمين

محمد عبد الدايم

كتب – د.محمد عبدالدايم

محاولات لترقية أييلت شاقيد إلى صدارة قائمة أحزاب اليمين لكسب الأصوات.
الأنا السياسية لدى قادة الأحزاب اليمينية تثير قلق نتنياهو.
حزب هاعفودا يتحد مع جيشر دون انتظار باراك.
تحركات هاليكود لكسب الصوت الروسي نكاية في أفيجادور ليبرمان.

شهران على انتخابات الكنيست المكررة، والتحركات على أشدها لتكوين جبهات انتخابية، اتصالات لتجميع اتحاد أحزاب اليمين معا بما يخدم بنيامين نتنياهو، واليسار الصهيوني يلملم شتاته بعد عودة عمير بيرتس إلى قيادة حزب هاعفودا.

محاولات لكسر عناد رافي بيرتس

 وفقا لمصادر في اليمين الديني؛ فإن رئيس حزب هابيت هايهودي الحاخام رافي بيرتس، وزير التعليم الحالي، يرفض حتى الآن أن يتنازل عن المركز الأول في القائمة الموحدة لأحزاب اليمين، في حين تُظهر استطلاعات رأي أن أييلت شاقيد وزيرة القضاء السابقة يمكن أن تجلب للقائمة عدد مقاعد أكثر إذا ما تبوأت صدارتها بدلا من رافي بيرتس، ومن جانبه يأمل بنيامين نتنياهو في ضبط أوضاع قائمة أحزاب اليمين بما يقلل ضياع أصوات الناخبين.

الأنا الفردية ما تزال طاغية

حتى الآن؛ ما تزال الخلافات قائمة بين قيادات اليمين الديني تحديدا، فلا أحد يريد أن يترك موقعه في قائمة انتخابية لصالح آخرين، وفي الوقت نفسه عادت أييلت شاقيد مع نفتالي بينط شريكها في حزب هايمين هاحداش (اليمين الجديد) للتشاور بشكل جدي مع رافي بيرتس وقادة حزبه، من أجل الوصول لتفاهمات حول الشكل النهائي للقائمة المشتركة، لكن يبدو أن الإيجو Ego الفردي يؤثر على ترتيب أسماء القائمة.

أييلت شاقيد تكسب المزيد من الأصوات

استطلاعات رأي متتالية تُظهر أن أحزاب اليمين يمكن أن تحصد أصواتًا أكثر إذا ما تصدرت أييلت شاقيد القائمة المشتركة، ولكن حتى الآن ما يزال رافي بيرتس رافضًا ترك مكانه لوزيرة القضاء السابقة، التي يعول عليها نتنياهو لكسب أصوات جمهور اليمين، شريطة أن تنضم للقائمة المشتركة لأحزاب الصهيونية الدينية، لا أن تخوض الصراع مجددا بحزبها الجديد مع نفتالي بينط وحدهما.

تحركات المعارضة استعدادا لتجنب خسارة كبيرة

في المقابل؛ أعلن حزب هاعفودا برئاسة العائد عمير بيرتس عن انضمام أورلي ليفي أفيقاسيس وحزبها جيشر (جسر)، ليكونا معا قائمة انتخابية مشتركة، وجدير بالذكر أن أورلي ليفي لم تستطع في انتخابات أبريل مع حزبها الجديد أن تبلغ نسبة الحسم المؤهلة للكنيست، كما نال حزب هاعفودا برئاسة آفي جفاي هزيمة مذلة، ولم يحصد سوى 6 مقاعد، والآن مع اتحاد الحزبين يمكن أن يحصدا في انتخابات سبتمبر عددا أكبر من المقاعد.

حتى الآن لم تفض المحادثات إلى شيء بين إيهود باراك العائد من الاعتزال بحزبه الجديد يسرائيل ديموقراطيت (إسرائيل ديمقراطية)، وبين عمير بيرتس زميل الأمس ورئيس هاعفودا، فالمتواتر من الأخبار يشير إلى رغبة كل منهما في ارتقاء صدارة القائمة الانتخابية، ومن بعيد ما تزال تسيبي ليفني تترقب موقفهما النهائي.

من جانبه يتحرك عمير بيرتس سريعا لانتشال حزبه من كبوته الكبيرة التي آل إليها تحت قيادة سلفه آفي جفاي، لذا لم ينتظر عمير كثيرا استجابة إيهود باراك، واتجه لاجتذاب أورلي ليفي أفيقاسيس، التي كررت رفضها الدخول تحت مظلة قائمة هاليكود برئاسة نتنياهو، وصرحت باستحالة أن تشارك في ائتلاف مع من “وُجهت له لوائح اتهام”.

قلق لدى اليمين

هذه التحركات من أحزاب الوسط واليسار أثارت القلق لدى أقطاب الأحزاب اليمينية الموالية لنتنياهو، ومن المتوقع أن يتنازل رافي بيرتس في الأخير، ويترك مساحة المركز الأول لأييلت شاقيد، لكنه فقط يناور ليكسب نقاطًا إضافية له ولحزبه حال فوز نتنياهو.

رافي بيرتس صرح مؤخرًا بشكل واضح بأن “حزبه هابيت هايهودي سيوصي بترشيح نتنياهو لتشكيل الحكومة المقبلة، مثلما فعل في السنوات الماضية، وليس من الوارد أن يغير الحزب موقفه ويرشح شخصية أخرى”.

ضغوط نتنياهو لإبعاد ليبرمان

من جانبه يسعى نتنياهو لتجاوز أخطاء انتخابات إبريل، حيث تفرقت أصوات أحزاب اليمين بسبب انفصال أييلت شاقيد ونفتالي بينط عن حزبهما القديم هابيت هايهودي (البيت اليهودي)، وتحركهما وحدهما، مما جعلهما منافسيْن لبقية أحزاب اليمين، والنتيجة أن الأصوات توزعت على حزب هايمين هاحداش، والحزب اليميني الديني زهوت (هوية) برئاسة المتطرف موشيه فيجلين، واضطر نتنياهو لضم غريمه -صديق الأمس- أفيجادور ليبرمان لمفاوضات الائتلاف الحكومي، والتي فشلت بالطبع وأدت لحل لقرار حل الكنيست وإجراء انتخابات جديدة في سبتمبر.

من هنا جاءت تصريحات مصادر في هاليكود، بأن نتنياهو يشرف بنفسه على التوفيق بين قيادات الأحزاب الدينية، والضغط عليهم لبلورة القائمة المشتركة في أسرع وقت ممكن، وإن لم تتفق هذه الأحزاب في الأخير، سيضطر نتنياهو للمغامرة بوجود قائمتين، الأولى تضم حزبي هايمين هاحداش متضمنا شاقيد وبينط مع حزب زهوت برئاسة موشيه فيجلين، والأخرى تضم هابيت هايهودي والاتحاد القومي بالإضافة إلى عناصر أخرى من اليمين المتشدد.

استقطاب الصوت الروسي

نتنياهو يرغب بشدة في الحصول على عدد مقاعد في سبتمبر القادم يغنيه عن استجداء ليبرمان مجددًا، بعد أن اتهمه بإفشال مفاوضات الائتلاف وتسببه في تكرار الانتخابات، لذا فإن نتنياهو يضغط هذه المرة بشكل أكبر على أحزاب اليمين الديني، كي تخرج خلال الأيام القليلة المقبلة بقرارها تكوين قائمة يمين واحدة كبيرة، بما يتيح له تدشين حملة انتخابية تضمن له أصوات الجمهور الإسرائيلي اليميني، بدلا من نشوز حزب واحد مثلا لا يستطيع حال دخوله منفردا في الأخير تجاوز نسبة الحسم، فيضيع على نفسه وعلى هاليكود الفرصة، ولأجل هذا، يتحرك نتنياهو وحزبه من أجل اكتساب أصوات الإسرائيليين من أصل روسي، لأن هؤلاء تحديدا كانوا عنصر الدعم الأكبر لأفيجادور ليبرمان السوفيتي الأصل.

كحلون يثير السخط داخل هاليكود

بعد دخول حزب كولانو (كلنا) تحت مظلة هاليكود؛ أصبح لرئيسه موشيه كحلون موقعا في مقدمة القائمة الانتخابية، وهو الأمر الذي سيثير مشاكل داخلية في هاليكود، لأن كحلون ورفاقه سينتزعون من القائمة مواقع كانت لأعضاء بارزين في هاليكود.

رغم نفي هاليكود؛ فإن محاولات ضم أييلت شاقيد إليهم ما تزال مستمرة، إذا ما لم تتفق على الاتحاد مع أحزاب اليمين الصهيوني، ولكن ما يعرقل انضمام شاقيد الآن هو وجود موشيه كحلون، حيث سيتنازع كلاهما على موقع صدارة على حساب مرشحي هاليكود، ناهيك عن رفض سارة نتنياهو دخول شاقيد إلى حزب زوجها.

من بعيد قليلا؛ ما يزال تكتل كاحول لافان (أزرق أبيض) على حاله حتى الآن، بوجود الرباعي بيني جانتس ويائير لابيد وموشيه يعلون وجابي أشكنازي، رغم الأقاويل حول وجود خلافات بينهم يمكن أن تؤدي إلى حل التكتل.

الأيام القليلة المقبلة ستشهد هرولة لتكوين الصورة النهائية للقوائم الانتخابية، من غير المتوقع أن تتغير النتيجة عما جاءت عليه في انتخابات أبريل، بوجود نتنياهو في الصدارة، لكن الاختلاف يمكن أن يطرأ على عدد أصوات كاحول لافان هبوطا في مقابل صعود طفيف لحزبي هاعفودا وجيشر، وربما يزيد عدد مقاعد فلسطيني الداخل إذا ما اتحدوا في قائمة عربية واحدة بدلا من اثنتين.
 
 

ربما يعجبك أيضا