شيطنة الخصوم.. هل أصبحت السياسة الأمريكية «سامة»؟

محمد النحاس
مناظرة بايدن وترامب

تتطلب هذه الأزمة فهمًا عميقًا للأسباب والعوامل المساهمة، دون اختزال المشكلة إلى سبب واحد، مثل دونالد ترامب، يرى المقال أن هذا المسلك من التحليل يصب مزيدًا من الزيت على نار الأزمة الداخلية.


فيما تعيش الولايات المتحدة حالة من الاستقطاب السياسي، جاءت حادثة محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب لتزيد من التوترات السياسية.

وأعرب الرؤساء السابقون والشخصيات السياسية والإعلامية عن تعاطفهم مع ترامب وأدانوا العنف، ولكن قد لا يكون ذلك كافيًا لتجنب المزيد من العنف السياسي، حسب تحليل نشرته مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية اليوم الاثنين 15 يوليو 2024.

جذور التوتر

تُعزى التوترات الحالية إلى “السياسة السامة” في أمريكا، حيث يصف الحزبيون السياسيون منافسيهم كأعداء يسعون لتدمير البلاد، هذه الأوصاف تعكس أزمة شرعية تواجه الولايات المتحدة، وهي أزمة قد تؤدي إلى انهيار النظام السياسي، وفق مقال ناشونال إنترست.

فقدان الشرعية

يرى مقال ناشونال إنترست أن أزمات الشرعية قد تبدو للوهلة الأولى كانهيار الأسواق المالية، تقدم خطي ثم انهيار مفاجئ، لكنّ ذلك ليس صحيحًا.

ففي حين تتعافى الأسواق المالية وتعود إلى استعادة ثقة المستثمرين بمرور الوقت، إلا الأنظمة السياسية التي تفقد شرعيتها نادرًا ما تحظى بهذه الفرصة، بل ينشأ نظام جديد غالبًا بعملية غير سلمية.

دور النخب السياسية والإعلامية

على مدى العقود الخمسة الماضية، كانت النخب السياسية والإعلامية في أمريكا نشطة في مهاجمة شرعية النظام السياسي من منطلق حزبي.

هذا الهجوم المستمر على النظام يعزز من أزمة الشرعية، حيث يتم تبدو التحديات بأنها “جذرية ومؤسسية”، ما يقوض الثقة العامة في المؤسسات الحكومية.

الإعلام وتعزيز الأزمة

منذ استقالة ريتشارد نيكسون بعد فضيحة ووترجيت، سعت وسائل الإعلام إلى كشف العيوب في جميع المؤسسات الأمريكية، ما زاد من مصداقية الهجمات السياسية على هذه المؤسسات، لكن المقال يرى أن هذا التركيز الإعلامي على العيوب يعزز من الأزمة ويزيد من انتشارها.

وبعد محاولة اغتيال ترامب، يرى المقال أن الأحداث قد تتطور بشكل مستقل عن الفاعلين والبيئة التي أنتجت هذه الحالة، ومن الممكن أن يحاول بعض المؤيدين المتطرفين لترامب تنظيم “ميليشيات مدنية” توفير الأمن في التجمعات الانتخابية أو مراكز الاقتراع، مما يزيد من خطر المواجهات العنيفة.

لتجنب المزيد من العنف السياسي، يرى المقال ختامًا أن الأمر يتطلب  مبادرات نشطة من كلا الجانبين بهدف التوقف عن الخطاب المتطرف وعدم شيطنة المنافسين السياسي، والبدء في التصرف كمسؤولين يهدفون للحفاظ على ثقة الشعب في حكومته وفي مؤسساته.

ربما يعجبك أيضا