شي جين بينج ينهي رحلته إلى أوروبا.. الصين تتحالف مع أصدقاء روسيا

أنهى الرئيس الصيني، شي جين بينج، رحلته الأوروبية الأخيرة، بتوجيه رسالة مفادها أن الصين لا تزال لها كلمتها على الساحة العالمية ولديها داعمين في بعض الدول الأوروبية.

وذكرت شبكة سي إن إن الأمريكية، أمس الأحد 12 مايو 2024، في تقرير لها، أن قوة الصين ظهرت جليًا في كلًا من صربيا والمجر، ، حيث كانت الشوارع مزينة بالأعلام الصينية.

علاقات متينة وصداقة ذهبية

قالت سي إن إن، إنه مع وصول شي وزوجته بنج ليوان، إلى مطاري البلدين، تم الاحتفال بهم بشكل ملفت، خلافًا للاحتفال الخافت الذي تلقاه بينج في باريس.

وسلطت وسائل الإعلام الرسمية الصينية، الضوء على الدبلوماسية الصينية، إذ أعلنت العناوين الرئيسة عن العلاقة “المتينة” بين الصين وصربيا و”الصداقة الذهبية” مع المجر.

وأعلنت صربيا والمجر، تحسين علاقاتهما مع الصين خلال الزيارتين، وهو فوز رمزي لشي، وقال محللون إن تلك العلاقات قد تلعب دورًا في تخفيف السياسة الأوروبية تجاه الصين في مجالات ينتابها التوتر مثل التجارة والأمن وحقوق الإنسان.

الرئيس الصيني شي جين بينج خلال لقائه رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون

توتر العلاقات بين الصين وأوروبا

فيما ذكر محللون آخرون، أن الترحيب الكبير الذي حظي به شي في صربيا وبلغاريا، واللذين وصفا بأنهم أصدقاء لروسيا، قد لا يكون له تأثير جيد، ويبرز قلة عدد العواصم الأوروبية الداعمة لشي.

وتوترت العلاقات بين الصين وأوروبا بسبب قائمة العقوبات الأوروبية تجاه الصين، بجانب طموحات بكين ونفوذها العالمي، خاصة فيما يتعلق بدعمها لروسيا، بما في ذلك الادعاءات بأنها تزود موسكو بأجزاء ذات استخدام مزدوج تساعد في حرب الكرملين ضد أوكرانيا.

وفي أول زيارة له إلى أوروبا منذ 5 سنوات، تعرض شي لضغوط بشأن القضايا المذكورة سلفًا في أوائل الأسبوع الماضي من قبل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ومن المؤكد أنهما يراقبان عن كثب أي قمة بين شي والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في الصين، والتي من المتوقع أن تعقد قريبًا.

الرئيس الصيني شي جين بينج

رسالة للشعب الصيني

أكد شي في فرنسا، أن الصين لا تلعب أي دور سوى المساهمة في التوصل إلى السلام في أوكرانيا.

وقال فيليب لو كوري، وهو زميل في مركز تحليل الصين التابع لمعهد مجتمع آسيا السياسي، إن زيارة شي إلى صربيا والمجر تبعث برسالة جيدة للغاية إلى الشعب الصيني مفادها أن بكين لديها أصدقاء مقربين في أوروبا.

وأضاف لو كوري أن إدراج الدول المذكورة سلفًا في خط سير رحلته كان بمثابة أمرًا محرجا لباريس، لأن كل من صربيا وبلغاريا حضرا منتدى الحزام والطريق في بكين في أكتوبر الماضي إلى جانب بوتين.

شي جين بينج

دول ذكية في أوروبا

وتعد كل من صربيا والمجر بالفعل وجهتين رئيسيتين للاستثمارات الصينية، مع ظهور المجر كمركز إنتاج متزايد الأهمية في أوروبا لموردي السيارات الصينيين بما في ذلك صانعي السيارات الكهربائية.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال وزير المالية الفرنسي، برونو لومير، في تصريحات صحفية، إن شركة بي واي دي الصينية “مرحب بها” لفتح مصنع في فرنسا؛ ولكن يبدو أن شركة السيارات الكهربائية العملاقة قد اختارت بالفعل أول موطئ قدم لها لإنتاج السيارات في أوروبا، وتعهدت في أواخر العام الماضي بافتتاح مصنع في المجر.

فيما أكد الباحث في شؤون أوروبا، وأستاذ مساعد للشؤون العامة والدولية في جامعة مدينة هونج كونج، ليو دونجشو، أن هناك “دولًا ذكية” في أوروبا تفهم الصين حقًا ولا تدعم الولايات المتحدة، والصين تعمل مع هذه الدول من أجل مصلحة أوروبا”.