صاحب خطة إغراق “إيلات”.. قبطان مصري يحكي لـ”رؤية” ملاحم الاستنزاف وأكتوبر (2)

سهام عيد

سهام عيد – عاطف عبداللطيف

لا زالت العمليات العسكرية مستمرة، ولا زال القبطان المصري يسترجعها معنا، قائلًا: “العمليات بتاعتنا مستمرة على طول، ألغام وضرب صواريخ، نعدي بالصواريخ ونضرب الصواريخ بتاعتهم بالضفة الشرقية على مواقعهم، أسبوعيًا، عدد عمليات مهول عملناه ضد إسرائيل”.

تأسيس المجموعة 39 قتال

استمرت العمليات وتطورت إلى أن جاء 9 مارس 1969 حيث استشهد الفريق عبدالمنعم رياض في الإسماعيلية، وبدأ التخطيط للثأر له.

بحسب القبطان وسام، “كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قد أمر بانضمام مجموعتنا إلى المخابرات، وكانت عبارة عن 26 صف ظابط، و3 ظباط بحرية، و9 من الصاعقة منهم إبراهيم الرفاعي، كنا كلنا على بعض 39 شخص، وبالصدفة الفريق صادق بيسأل إبراهيم الرفاعي عددكم كام قالوا 39، قالوا خلاص يبقى إنتوا “المجموعة 39″، وبذلك تم تأسيس “المجموعة 39″، وكانت مجرد تسمية وليس بشكل رسمي.

لسان التمساح

“بعد ذلك جاءت معركة “لسان التمساح”، وانضم إلى المجموعة “39 قتال” فصيلتان من قوات الصاعقة، وكان من ضمنهم محيي نوح وعاصم بكري، وعناصر من صف الظباط كان من ضمنهم الجلاد، وكان معانا الظابط محسن طه، ومجموعة من الكتيبة 43 صاعقة انضموا ليهم وبدأوا يجهزوا خطة محكمة لمهاجمة موقع يهودي حصين”.

يلفت القبطان المصري إلى أن اليهود لم يتخيلوا وقتها أن هناك مصريا يستطيع الوصول إليهم وإلى مواقعهم الحصينة كانت عملياتنا بعيدة عن المواقع الحصينة والذخيرة الخاصة بهم، وكانت أول مرة للجيش المصري أن يهاجم موقع إسرائيلي حصين.

بعد شهرين تدريب في محافظة الفيوم، جاء المعاد الموعود، ويضيف حافظ: “المدفعية كانت معودة اليهود إننا بنضرب بيها والعملية بدات والضرب اشتغل واليهود مش عاملين حسابهم إن فيه حد هيعدي، معتقدين إن مدفعية هتضرب عليهم وهيردوا عليها وخلاص، ولكن قواتنا بدأت تركب القوارب وتعدي إلى بحيرة التمساح حتى تصل إليهم أي حوالي 3 أو 4 كيلو، وفعلا وصلنا ودخلنا على الموقع وكانت مفاجأة كبيرة جدًا للإسرائيليين”.

يتابع: “مات من اليهود في هذه العملية حوالي 46 يهودي، بالإضافة إلى خسائر العربيات والدبابات، وكانت معركة عظيمة جدًا لدرجة أن اليهود اشتكونا لأول مرة في مجلس الأمن”.

إيلات وإغراق السفن الإسرائيلية

من ضمن معارك حرب الاستنزاف كانت عملية الهجوم على ميناء “إيلات” وإغراق السفن الإسرائيلية والتي كان القبطان وسام صاحب خطتها.

يقول حافظ: “كان اليهود يقومون بإنزال جنودهم من السفيبة “بيت شيفع” و”بات يام” عند منطقة “الزعفرانة”، وجاءت أوامر لنا بضرورة مهاجمتهم، وأنا كنت مسؤول عن العمليات والاستطلاع وظابط في مجموعة 39 قتال، ومن خلال الاستطلاع عرفنا أن كل أسبوعين مركب تعدي في شرم الشيخ وتقوم بإمدادهم بالذخيرة والأسلحة وبعد القوات ثم تذهب إلى بلاعيم وتمد القوات هناك أيضا حتى معاد وصول المركب الأخرى وهكذا، فقررنا إننا هنغرق المراكب دي”.

يتابع: “بعد مناقشات لأفكار وخطط من عناصر المجموعة، اقترحت على القائد خطتي وكان الحظ حالفي”.

بحسب خطة وسام، تقوم القوات المصرية بوضع ألغام بحرية في ميناء الطور باستخدام القوارب ويتم التخلص من القوارب حتى تبقى الألغام التي ستنسف المركب بكل تأكيد.

ويضيف: “محدش يتخيل الفكرة، محدش يتخيل إن القارب الكوتش هيشيل اللغم ويروح يلغم بيه مكان تاني”.

من جانب آخر، استمرت عمليات الاستطلاع بشأن الهجوم على ميناء “إيلات” من الأردن لمعرفة درجة شفافية المياه وما إلى ذلك، ولم يجدوا أي عائق يحول أمرهم حتى أنهم لاحظوا وجود أن الحدود بين إسرائيل والأردن مجرد “سلك شائك”، وإن الموقع الإسرائيلي الحصين يقابله قصر الملك حسين فلا أحد يتوقع نشوب حرب.

“اتعمل حوالي 3 عمليات هجوم، و3 عمليات استطلاع، بس اتعبر حوالي 8 مرات خلال الفترة دي، ودمر فيها “بات شيفع”، و”بات يام”، و”الرصيف الحربي”، هكذا قال القبطان.

بحسب وسام حافظ، استمرت العمليات إلى أن جاءت مبادرة روجرز في يونيو 1970، وانتهت إلى وقف إطلاق النار ثم توفي الرئيس جمال عبدالناصر في 28 سبتمبر، أي بعد حوالي شهرين من المبادرة، وبعد ذلك تولى الرئيس أنور السادات، واستمر إيقاف إطلاق النار حتى عام 1973.

نصر أكتوبر

عند الساعة الثانية ظهرًا في يوم السادس من أكتوبر عام ألف وتسعمائة ثلاثة وسبعين، حلقت طائرتان من مطار ألماظة بها إبراهيم الرفاعي وعلي نصر وفؤاد عبدالغفار ومجموعة من صف الضباط من ضمنهم مطاوع رحمه الله الذي استشهد في هذه العملية.

بحسب القبطان وسام، هدف هذه العملية هو حرمان إسرائيل من البترول المصري الذي كانت تستخدمه، حيث كانت الشركات التي تتعامل معها تستخرج البترول من بلاعيم، أما العملية الثانية فكانت الهجوم على شرم الشيخ 10 أكتوبر، ثم معركة تصادمية ثالثه في يوم 11 أكتوبر 1973.

يستطرد: “بعد ذلك ضربنا خراطيم بترول في رأس شراطيب يوم 14 أكتوبر 1973، وحاولنا نهاجم بعد كدا الطور عدينا 3 أو 4 مرات منفعتشي، وفي يوم 17 أكتوبر عدينا وضربنا مطار الطور بالصواريخ ورجعنا على يوم 18 أكتوبر إلى القاهرة”.

ويتابع: “بعد كدا رحت أعمل إمدادات للجيش الثالث، رحنا بقارب مليان قذائف وصواريخ، وبعدين عدينا ورحنا بيه لحد شرق رصيف الكرانتينة، وسبنا اللانش ده هناك بالكامل ورجعنا تاني، وده كان في 23 أكتوبر سنة 1973، بعد كدا حصل وقف إطلاق النار، ودي قصة حرب 1973 بالنسبة لي يعني”.

“بعد كدا لقيت إبراهيم الرفاعي استشهد، والمجموعة بتاعتنا اتلغت بس فضلت أنا بقى ضمن الخدمة الخاصة “الخدمة السرية”، وكانت شغلتي بجيب المصريين التايهين اللي جوا سينا، اللي مش عارفين يرجعوا، وكنت أنا بعدي من خليج السويس أرجعهم عن طريق قبائل العرب اللي كانت بتشتغل معانا تبع المخابرات، أنا بصراحة بقى مكانتش عجباني الشغلانة دي”، هكذا أضاف الرفاعي.

يشير القبطان حافظ إلى أن قناة السويس كانت ستفتح وقتذاك، وكانت هناك مباحثات الكيلو 101،  وطلب مني اللواء مدحت عاصم نائب مدير المخابرات المشاركة مع المجموعة الخاصة بتطهير قناة السويس من مخلفات الحرب.

من جانبه، لفت وسام أيضًا إلى الكوبري الذي نفذه اليهود حتى يستكملوا الثغرة ويسيطروا على الغرب، واقترح وسام نسف هذا الكوبري وكتب مذكرة بالفعل إلى المخابرات وتم التصديق عليها ونسف بالفعل بالاشتراك مع التشكيل 707، وفي يوم 12 يناير 1975، تم نسف الكوبري بأوامر من الرئيس الراحل أنور السادات.

ومع نسف الكوبري أصبح افتتاح قناة السويس أمرا هاما، وبما أن القبطان وسام صاحب خطة نسفه فتم ترشيحه كمرشد في قناة السويس.

عاش اللي قال الكلمة.. بحكمة وفي الوقت المناسب
عاش اللي قال لازم.. نرجع أرضنا من كل غاصب
عاش العرب اللي في ليلة.. أصبحوا ملايين تحارب
عاش اللي قال.. للرجال عدوا القنال
عاش اللي حول.. صبرنا حرب ونضال
عاش اللي قال.. يا مصرنا مافيش محال
عاش ليكي ابنك.. عاش اللي حبك
رد اعتبارك خلى.. نهارك.. أحلى نهار

للاطلاع على الجزء الأول من التقرير
اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا