صحيفة فرنسية: حرب سرية تشنها إسرائيل ضد الجنائية الدولية

عبدالمقصود علي
أوروبا ودعم المحكمة الجنائية الدولية

تحركت إسرائيل في الظل، من خلال التجسس والقرصنة والترهيب، على مدى 9  سنوات، لمحاولة نسف التحقيقات التي تجريها ضدها المحكمة الجنائية الدولية.

وبحسب ما نقلت مجلة “كورييه إنترناسيونال” الفرنسية الخميس 30 مايو 2024، عن وسائل إعلام بريطانية وإسرائيلية نشرت تحقيقًا حول هذا الأمر، فإن هذه “الحرب” جاءت قبل حتى طلب المدعي العام كريم خان مؤخرا، إصدار مذكرات اعتقال ضد قادة إسرائيليين وحماس بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

عملية سرية

جاء في التحقيق أنه “منذ ما يقرب من عقد من الزمن، راقبت إسرائيل كبار المسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية كجزء من عملية سرية تهدف إلى إحباط تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في جرائم حرب مزعومة”، تقول المجلة الفرنسية.

ويأتي نشر التحقيق، بعد 8 أيام من إعلان خان أنه طلب إصدار أوامر اعتقال ضد 3 من قادر حركة حماس وأيضا ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.

ماذا يكشف هذا التحقيق؟

المجلة أكدت أن إسرائيل “نشرت وكالاتها الاستخباراتية من أجل المراقبة والاختراق والضغط والتشهير وتهديد كبار مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية في محاولة لعرقلة تحقيقات المحكمة”.

فعلى على سبيل المثال، المخابرات الإسرائيلية “اعترضت اتصالات” – مكالمات ورسائل ورسائل بريد إلكتروني ووثائق – للمدعي العام كريم خان، الذي كانت تل أبيب على علم بنواياه.

لكن هذه الحرب لم تشمل خان فقط بل استهدفت أيضًا سلفته فاتو بنسودة [المدعية العامة من 2012 إلى 2021]، التي بدأت عام 2021 تحقيقات في جرائم حرب محتملة في الضفة الغربية المحتلة، والتي كان من الممكن أن تؤدي إلى ملاحقات قضائية ضد مسؤولين إسرائيليين.

بل إن الأخيرة “تلقت تهديدات” من قبل رئيس الموساد آنذاك، يوسي كوهين، الذي كان يقود عملية موازية، والذي قال لها: “أنت لا تريدي التورط في أشياء يمكن أن تعرض سلامتك أو سلامة عائلتك للخطر”.

كما تم رصد مجموعات حقوق الإنسان الفلسطينية، ولا سيما من قبل الشاباك، والتي “زودت مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بشكل متكرر بمعلومات حول الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين”.

وسائل ضغط وتنصت وترهيب

من جهتها، نشرت صحيفة لوموند الفرنسية موضوعًا حول هذه التحقيق وقالت: منذ ما يقرب من عشر سنوات، قامت أجهزة المخابرات التابعة لإسرائيل باستغلال مجموعة كاملة من الإجراءات السرية التي تهدف إلى إثناء المحكمة الجنائية الدولية عن محاكمة قادتها.

وأضافت “بعد حصول فلسطين على عضويتها في المحكمة الجنائية الدولية أبريل 2015، تبنت إسرائيل استراتيجية دولة تهدف إلى تحييد أي خطر لتوجيه الاتهام إلى قادتها وجنودها”

ماذا-تعرف-عن-المحكمة-الجنائية-الدولية؟-طولي (1)

وأشارت إلى أن تل أبيب استخدمت وسائل الضغط والتنصت على الهواتف والترهيب وحتى التهديدات الجسدية ضد قضاة الجنائية الدولية، وشنت حرب ظل حقيقية ضد هذه المحكمة، مشيرة إلى أنها تمكنت من مقارنة نتائج التحقيق الرئيسية بمصادرها الخاصة.

ونقلت لوموند رد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على التحقيق، حيث وصف المعلومات بالادعاءات الكاذبة ولا أساس لها من الصحة، كما رفضت السفارة الإسرائيلية في لاهاي التعليق على أسئلة الصحيفة الفرنسية.

“لسنا متفاجئين”

تقول لوموند إن الإجراءات السرية لإسرائيل من المحتمل أنها أبطأت عمل القضاة، الذين نظروا في الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في الأراضي المحتلة منذ عام 2015، لكنها فشلت في ثني المحكمة الجنائية الدولية عن النظر في الصراع المستمر في قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي، وإصدار أوامر اعتقال من قبل كريم خان ضد نتنياهو ووزير دفاعه .

هذه المناورات دفعت المدعي العام إلى نشر خان بيان احتجاجي غير عادي مطلع شهر مايو الماضي، أشار فيه إلى أن عرقلة عمل المحكمة الجنائية الدولية يعاقب عليها بالسجن لمدة خمس سنوات.

وأكد مصدر للصحيفة “لسنا متفاجئين مما يحدث” وهذا هو الأسلوب الذي اتبع بالفعل مع فاتو بنسودة ، استخدمت كل أنواع التهديدات ضدها، حتى التهديدات الجسدية”.

ربما يعجبك أيضا