«صراع الأدمغة».. يحيى السنوار واللعبة الإقليمية المعقدة

تعتقد الولايات المتحدة أن زعيم حماس، يحيى السنوار، لا يزال على قيد الحياة ويتخذ “قرارات حاسمة”، ويظهر عدم رغبته في الدخول في صفقة تبادل مع إسرائيل، حيث يأمل أن تندلع حربًا شاملة تؤدي إلى تحقيق أهدافه.

ورغم ذلك، هو يشعر بالإحباط من طهران لعدم تقديمها الدعم الكافي له، منذ قطع الاتصال به بعد الغارات، وأشار وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف جالانت، إلى وجود “علامات” على تواجد السنوار في الأنفاق الموجودة في منطقة تل سلطان.

معلومات متضاربة عن صحة السنوار

في حين أشار مسؤولون أمريكيون إلى أن السنوار لا يزال حيًا ويتخذ قرارات مهمة، لم يقدم الجانب الإسرائيلي أي دليل قاطع على مصيره.

وقد تم وضع علامة استفهام عن صورته في اجتماع حضره رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هليفي. ورغم عدم تأكيد المسؤولين الإسرائيليين مقتل السنوار، إلا أنهم أكدوا عدم وجود أدلة تثبت أنه لا زال على قيد الحياة.

توجهات السنوار

يبدو أن السنوار يسعى لرؤية إسرائيل متورطة في حرب شاملة، وهذا يظهر من خلال تصعيد الأوضاع في الجنوب اللبناني.

وحسب التقارير، فهو يشجع التصعيد بين إسرائيل وإيران ويشعر بالإحباط من عدم تدخل حزب الله وإيران بشكل كاف لدعمه، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية اليوم السبت 5 أكتوبر 2024.

أثر التصعيد على مفاوضات الرهائن

تتوقع الولايات المتحدة أن يكون السنوار هو العقبة الرئيسة أمام أي اتفاق قد يعيد الرهائن المحتجزين لدى حماس.

في الأسابيع الأخيرة، لم تظهر أي رغبة من جانب حماس للمشاركة في المفاوضات التي كانت قد توقفت بعد مقتل 6 رهائن في النفق برفح.

العلامات بالقرب من نفق تل سلطان

فيما يتعلق بالنفق في تل سلطان، حيث عُثر على جثث الرهائن، تم العثور على علامات تشير إلى تواجد السنوار هناك في الماضي.

وقد أفاد جالانت بأن القوات الإسرائيلية التي دخلت الأنفاق اكتشفت دلائل تدل على وجوده في المنطقة.

الاستنتاجات بشأن عزلة السنوار

تقول المصادر الأمريكية إن فشل حماس أو إيران في تحقيق أهدافهم ضد إسرائيل حتى الآن يعكس خطأً في تقديرات السنوار.

إذا كان لا يزال حيًا، فهو معزول ويتواجد في الأنفاق في غزة، حيث تدهورت الاتصالات بينه وبين عناصر حماس إلى مستوى متوتر.

التحديات أمام حماس

بينما تواصل إسرائيل هجومها، فإن استراتيجية السنوار لا تعمل حتى الآن، لكن هناك توقعات بأنها قد تنجح في النهاية إذا استمرت التوترات.

ومع تصاعد الأحداث في لبنان، تُظهر التقديرات العسكرية أن الوضع هناك ليس سهلًا، خاصة بعد مقتل عدد من الجنود الإسرائيليين، وتراقب الولايات المتحدة الوضع عن كثب، حيث أعرب الرئيس بايدن عن قلقه بشأن ردود الفعل الإسرائيلية على الهجمات الإيرانية الأخيرة،
وأكد أهمية تجنب اندلاع حرب شاملة مع تحذير من استغلال هذه الأوضاع من قبل قادة حماس.