صراع النفوذ.. كيف تحوّل السودان لساحة حرب بين القوى العالمية؟

أحمد  حويدق

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن واشنطن دعت الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى محادثات لوقف إطلاق النار في ظل اتساع رقعة المعارك وأعداد الضحايا والنازحين.

دعوة أمريكية تشير إلى التنافس المتزايد بين البيت الأبيض والكرملين في الملف السوداني بوجه خاص وإفريقيا بوجه عام.

الطمع في خيرات السودان

في السياق، يقول الدكتور أحمد عبدالله، الباحث في العلاقات الدولية بجامعة الخرطوم، إن الصراع الدائر في السودان منذ أكثر من عام شكّل فرصة كبيرة لكثير من القوى الإقليمية والدولية لتتدخل بشكل مباشر وغير مباشر على خط الصراع طمعًا بخيرات البلاد وإيجاد موطئ قدم ومنطقة نفوذ هامة على شواطئ البحر الأحمر، بحكم الموقع الاستراتيجي للسودان.

ويرى الدكتور أحمد عبدالله، خلال تصريحاته لـشبكة “رؤية” الإخبارية، أن هذا الصراع حوّل السودان إلى ساحة لحرب مفتوحة بين قوى دولية تبحث عن مصالحها دون الاهتمام لمصير ملايين من المواطنين السودانيين الذين تحوّلوا إلى لاجئين ونازحين وجرحى ومصابين نتيجة الحرب.

وفند الباحث في العلاقات الدولية بجامعة الخرطوم، تحالفات القوي وأشكال الصراع بين واشنطن وموسكو اللاعبان الأساسيان.

حرب المصالح

في يناير الماضي، كشفت مصادر غربية عن وجود خطط إيرانية للتفاعل مع الأزمة السودانية من خلال توسيع التعاون مع الجيش السوداني، بهدف منع أو تعطيل التعاون الغربي مع قوات “الدعم السريع”وتوسيع نفوذها في السودان، الذي يعد هام جدًا على الصعيد العسكري والاستراتيجي والجيوسياسي، ومواجهة القوى الغربية بعيدًا عن أراضيها، بالإضافة لاستغلال السودان كورقة ضغط على القوى الغربية مستقبلاً في حال التفاوض على ملفات أخرى.

ويؤكد الدكتور أحمد عبدالله، أن توجه الجيش السوداني شرقًا، للتحالف مع روسيا والصين وغيرهم، جاء ردًا على الدعم الغربي المنقطع النظير لقوات “الدعم السريع”، كما أن سياسة القطب الواحد بدأت بالانهيار، وكل الأحداث التي تدور في الشرق الأوسط وإفريقيا تشير إلى تراجع النفوذ الغربي الأمريكي.

ويُضيف الباحث في العلاقات الدولية بجامعة الخرطوم، أن استراتيجية المصالح على أرض السودان نتج عنها استخدام الجيش السوداني للدعم الإيراني ومنها الطائرات المسيّرة من نوع “مهاجر-6 ” والتي أحدثت تغيير ملحوظ في الميدان، ومكّنت الجيش السوداني من استعادة السيطرة على أم درمان.

التحرك العربي

“دعم إماراتي لجميع المبادرات الرامية إلى إنهاء الأزمة في السودان، وتحقيق تطلعات شعبه إلى التنمية والرخاء”، هكذا كانت الرسالة التي أكدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات خلال مباحثاته الهاتفية مع الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في جمهورية السودان، مطلع الأسبوع الجاري.

مباحثات جاءت بعد أيام من إصدار الإمارات و14 دولة أخرى بيانًا مشتركًا دعا الأطراف المتحاربة في السودان إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، واحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني.

ومن القاهرة، دعت وزارة الخارجية المصرية إلى أهمية إشراك السودان في أي ترتيبات أو مقترحات ذات صلة بتسوية الأزمة السودانية، كما طالبت القاهرة المنظمات المانحة بضرورة الإسراع بالوفاء بتعهداتها تجاه دعم السودان، ودول الجوار المستقبِلة للاجئين، وذلك في ظل نزوح الملايين إلى داخل البلاد والبلدان المجاورة، بسبب المعارك بين الجيش و”قوات الدعم السريع”.

ربما يعجبك أيضا