صراع شرق الكونغو.. المدنيون في مرمى النيران

تفاقم الأزمة الإنسانية في الكونغو.. ودعوات لحماية المدنيين

شروق صبري
الصراع فى الكونغو

تستمر معاناة المدنيين في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية بسبب النزاع المتواصل، الذي يعكس التحديات الإنسانية الكبيرة التي تواجهها المنطقة.


زعمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن القوات الرواندية ومتمردي M23 قصفوا مخيمات اللاجئين ومناطق مأهولة بالسكان شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية عدة مرات هذا العام.

وأشارت المنظمة إلى احتمال انتهاك القوانين الإنسانية وحقوق الإنسان الدولية، وسلطت الضوء على مخاطر النزاع المستمر في المنطقة، والذي أودى بحياة الملايين وشرّدهم.

تأثير النزاع على المدنيين

تعاني المناطق الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية من صراع مستمر بين الجيوش الإقليمية والمتمردين، مما أدى إلى مقتل ونزوح الملايين.

يعيش معظم النازحين في المقاطعات الشرقية، بما في ذلك شمال كيفو، حيث تمكنت مجموعة M23 بمساعدة الجيش الرواندي من السيطرة على العديد من المناطق، ولقد أُجبر أكثر من نصف مليون شخص على الانتقال إلى المخيمات قرب مدينة جوم، عاصمة شمال كيفو، بسبب تقدم الجماعة المتمردة.

أدلة على الانتهاكات

أجرى الباحثون في تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” مقابلات مع 65 شاهدًا وسلطات المخيمات وضحايا انتهاكات في 6 مخيمات للنازحين حول جوم، كما تحدثوا مع 31 مصدرًا من الأوساط الإنسانية والدبلوماسية والعسكرية، حسب ما نشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، الجمعة 26 سبتمبر 2024.

بالإضافة إلى تحليل صور وفيديوهات لمواقع الهجمات وصور لبقايا أسلحة وصور بالأقمار الصناعية. وقد عُثر على 5 حالات منذ بداية العام، حيث أطلقت القوات الرواندية ومتمردو M23 قذائف وصواريخ على مخيمات للنازحين أو مناطق مأهولة بالقرب من غوم.

أرقام مرعبة

في إحدى الحوادث التي وقعت في مايو 2024، قُتل 17 مدنيًا على الأقل، معظمهم من الأطفال، عندما أطلقت القوات الرواندية أو M23 ثلاثة صواريخ على “مخيم 8”.

كما أفاد التقرير أن الجيش الكونغولي قد أوقف مدفعياته بالقرب من المخيمات، مما زاد من خطر تعرض السكان المدنيين للهجمات.

الاعتداءات الجنسية

تتضمن الاتهامات أيضًا أن الجيش الكونغولي، بالتعاون مع مجموعة من الميليشيات المتحالفة المعروفة باسم “وازاليندو”، اغتصبوا نساء في المخيمات وأخريات كن يبحثن عن الطعام والحطب في المناطق القريبة.

كما أطلقوا النار على أشخاص داخل المخيمات، مما أسفر عن مقتل بعضهم وإصابة آخرين. وزعم التقرير أن مقاتلي M23 اغتصبوا نساء “عبرن الخطوط الأمامية” بحثًا عن الطعام.

الصمت الرسمي

لم ترد السلطات في رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية على طلبات التعليق بشأن هذه الادعاءات، ومع ذلك، صرحت كلمنتين دو مونجوي، الباحثة الرئيسية في إفريقيا في “هيومن رايتس ووتش”، بأن معاناة النازحين حول جوم “يصعب وصفها”.

وأضافت أن العديد من هؤلاء الأشخاص يواجهون انتهاكات من جميع الجهات رغم فرارهم بحثًا عن الأمان.

تغيّر نمط الهجمات

وفقًا لتصريحات دو مونجوي، فإن نمط الاعتداءات وزيادة استخدام الأسلحة المتفجرة في أو بالقرب من مخيمات اللاجئين هو تطور جديد نسبيًا.

تشير التقارير إلى وجود أكثر من 100 مجموعة مسلحة في شرق الكونغو الديمقراطية، وقد فرضت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سابقًا عقوبات على بعض قادة هذه المجموعات بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.

التحديات المستمرة

قال مؤسس مجموعة أبحاث الكونغو، جايسون ستيرنز، إن سياسة جمهورية الكونغو الديمقراطية في مكافحة التمرد من خلال إدخال مقاتلين آخرين، مثل ميليشيا “وازاليندو” والجنود من دول أخرى، قد عرقلت ساحة المعركة وزادت من العنف تجاه السكان المدنيين.

دعا الباحث الزائر في دراسات السلام والصراع بجامعة ليدز في انجلترا ديلفين نتانيوما، جميع الأطراف إلى ضرورة الامتثال للقانون الدولي الإنساني والاستثمار في حماية المدنيين والسماح بمرور المساعدات الإنسانية.

الحوار والتفاوض

شدد نتانيوما على أن السكان المحليين في شمال كيفو وفي جميع أنحاء شرق الكونغو الديمقراطية يريدون السلام، وأن الحلول العسكرية لن تؤدي إلى سلام دائم.

وأكد نتانيوما أهمية الحوار والمفاوضات للتعامل مع الأسباب الجذرية للنزاع، لتجنب تكرار تعزيز التفاهم والتعاون بين الأطراف المتنازعة يمكن أن يمهد الطريق لإنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

ربما يعجبك أيضا